10 ملايين سنتيم مصاريف النقل، الإقامة والأكل شد، أمس، أول فوج من أنصار المنتخب الوطني الرحال إلى الغابون من أجل حضور كأس أمم إفريقيا 2017 وتشجيع الخضر، والوقوف إلى جانبهم خلال فعاليات المحفل القاري، على أمل الذهاب بعيدا في المنافسة والعودة بالتاج الإفريقي الثاني في مشوار الجزائر، وفضلت أول مجموعة من أنصار المنتخب الوطني الأوفياء تضم 9 أفراد، تحدي كل الظروف الصعبة التي واجهتهم، من عملية جمع المال وتوفيره لرحلتهم الطويلة وإلى غاية حجز التأشيرة وتذكرة السفر للتنقل إلى إفريقيا من مالهم الخاص ومن دون تلقي مساعدة أي جهة، بعد عدم تنظيم السلطات رحلات خاصة لأنصار المنتخب الوطني عبر الوكلات السياحية الوطنية مثلما جرت عليه العادة سابقا، وذلك من أجل عدم تضييع فرصة التواجد بالقرب من زملاء رياض محرز وتشجيعهم في قلب الحدث ورفع العلم الوطني عاليا مثلما سبق وأن فعلوا خلال الدورات السابقة. هذا وقام المناصر المعروف «كادي» الذي يقطن في الرغاية ورفقاؤه الثمانية المنحدرون من مختلف مناطق الجزائر العميقة (محمد من باريڤو، حميدة من عين بسام، عبد اللطيف من تبسة، علاء من مسيلة، عزيز من العلمة، عصام من بريكة، خالد من الناصرية، حمزة من سعيدة)، بخلق أجواء حماسية في بهو المطار الدولي «هواري بومدين»، مساء أمس، بهتافاتهم التشجيعية، ما جعلهم يستقطبون أنظار كل المتواجدين في المطار من المسافرين الذين لم يفوتوا فرصة الانضمام إليهم وترديد «1.2.3 فيفا لالجيري» وأخذ صور تذكارية معهم قبل الانطلاق في رحلتهم إلى الغابون. هذا وينتظر تنقل المجموعة الثانية من الأنصار تتكون من أربعة أفراد، اليوم، إلى الغابون، يتقدمهم المناصر المعروف «عمي عبد القادر» المنحدر من منطقة فرندة، ليصل إجمالي الأنصار الذي شدوا الرحال إلى الغابون وسبقوا تعداد الخضر إلى 13 مناصرا على أمل ارتفاع العدد تدريجيا بعد انضمام بعض الأنصار القادمين من خارج الوطن، مثلما جرت عليه العادة، إضافة إلى الجالية الجزائرية والبعثة الدبلومسية المتواجدة في الغابون والبلدان القريبة من البلد المنظم، الأمر الذي سيجعل لاعبي الخضر مدعمين خلال مبارياتهم بفئة من الأنصار رغم قلتهم. يذكر أن 30 مناصرا جزائريا تحصلوا على تأشيرة الدخول إلى الأراضية الغابونية مؤخرا، بعدما تقدموا بطلباتهم لسفارة الغابونبالجزائر والتي كلفتهم ما قيمته 5.5 آلاف دينار جزائري. 18 مليون سنتيم تذاكر الرحلة وأنصار أخدوا مأكولات معهم من الجزائر كلفت رحلة الغابون الأنصار الجزائريين، من دون تكاليف الإقامة والأكل خلال مدة إقامتهم هناك، ما قيمته 21 مليون سنتيم، وهو الثمن الذي يمثل تذكرة الطائرة ذهابا وإيابا مع احتساب التغييرات التي ستطرأ مستقبلا على موعد رحلة العودة، والذي سيكون حسب الدور الذي سيبلغه الخضر في كأس إفريقيا (ثمن التذكرة حوالي 18 مليون سنتيم)، حيث كشف بعض المناصرين الذين تحدثت إليهم «النهار»، أنهم فضلوا أخد الطعام معهم من الجزائر لتجنب تكاليف إضافية، بعد أن وصل إلى مسامعهم غلاء المعيشة وندرة الأكل الحلال في الغابون، كما قاموا أيضا بجميع الإجراءات الصحية المعمول بها قبل التنقل نحو إفريقيا لتتجنب الأمراض المتفشية هناك، وفي مقدمتها الملاريا. ما بين 700 أورو و1300 أورو خصيصا لمصاريف النقل والإيواء والأكل خصص المناصرون التسعة الذين تنقلوا في أول دفعة إلى الغابون بمفردهم، بعدما نسّقوا فيما بينهم خلال الأيام السابقة لبرنامج السفرية، قيمة مالية بالعملة الأجنبية من أجل تحويلها بعد ذلك إلى «سيافا»، العملة المعمول بها في الغابون، حيث أكدو أن «الأورو» الذين وفروه من أموالهم الخاصة للتنقل إلى الغابون من أجل حاجياتهم الخاصة هناك، الأكل والشرب، ومصاريف التنقل والإقامة، اختلف من فرد لآخر، فهناك من أخذ معه ما 1300 أورو، ما يقارب 23.5 مليون سنتيم، وآخر خصص ما قميته 700 أورو فقط، ما يعادل 12.6 مليون سنتيم، لتوفير حاجياته طيلة مدة إقامته بالغابون. الرحلة عبر المغرب إلى ليبروفيل ثم عبر الحافلة إلى فرانس فيل.. والألعاب النارية حاضرة مع الدربوكة فضل جميع أنصار الخضر الذين شدوا الرحال نحو الغابون عبر الرحلة الجوية، الجزائرالدار البيضاء المغربية ثم إلى ليبرفيول العاصمة الغابونية، ليتنقلوا بعدها نحو فرانسفيل برا عبر الحافلة، بسبب غلاء تذكرة التنقل، حسبما أكده أحد الأنصار ل«النهار» أمس، ارتداء البدلات الرياضية الخاصة بالمنتخب الوطني والتي تحمل العلم الجزائري، كما قرروا أيضا عدم التفريط في الأدوات التي يستعملونها في التشجيع لإضفاء الحماس في الملاعب والتي تعتبر تقاليد خاصة لدى الأنصار الجزائريين، على غرار «الترومبات» والدربوكة وحتى الألعاب النارية، رغم حظرها في جميع الملاعب من طرف الفيفا وخطورة استعمالها. كادي: «وفرت 1300 أورو من مالي الخاص وسأحضر الكان الخامس على التوالي مع الخضر» أكد المناصر الوفي للمنتخب الوطني المعروف باسم «كادي»، أنه قام بتوفير ما قيمته 1300 أورو من ماله الخاص، للتنقل مثلما جرت عليه العادة مع الخضر لحضور نهائيات كأس أمم إفريقيا للمرة الخامسة تواليا، موضحا في اتصال مع «النهار» أمس، أنه رفض طلب المساعدة من أي جهة، وقال: «خصصت 1300 أورو لقضاء أيام في الغابون والبقاء إلى جانب المنتخب الوطني خلال الكان، هذه المرة الخامسة التي أتنقل فيها مع الخضر لتشجيعهم في الكان مثلما حدث سنوات 2004، 2010، 2013، 2015 فضلا عن التواجد خلال المونديال في مناسبتين 2010 و2014، ولا يوجد أي شخص قام بمساعدتي ومساعدة باقي الأنصار ماعدا الموظفين الذين يعملون في سفارة الغابونبالجزائر، الذين سهلوا من مهمتنا في الحصول على التأشيرة، وهناك من تم منحها له في نفس اليوم وآخرون بعد يوم واحد فقط»، وأضاف: «كل الأنصار الذين تنقلوا معنا يشتغلون في الأعمال الحرة ووفرا أموالهم بمفردهم، وفي الغابون قررنا أن نستأجر شقة للمبيت فيها جميعا وإذا لم يسعفنا الحظ لذلك سنحجز في الفندق عاديا»، وبخصوص رأيه في إمكانية تحقيق أشبال ليكانس المفاجأة والعودة بكأس إفريقيا قال: «أتمنى التتويج بالكان رغم تشاؤمي من دفاع الخضر والأخطاء الكارثية التي وقعوا فيها خلال ودية موريتانيا». عصام: «لا أحد تكفل بنا.. أخذنا الطعام والدواء معنا ونتمنى العودة بالتاج الإفريقي» كشف المناصر «عصام عولمي» أنه وأصدقاءه من مختلف أنحاء الوطن قاموا بجميع الإجراءات الإدارية للتنقل إلى الغابون بعد التشاور فيما بينهم، ومن دون مساعدة أي جهة، حيث صرح قائلا ل«النهار»: «لا أحد تكفل بنا وجميع المناصرين ال9 سيذهبون لوحدهم بعدما اقتنوا تذاكر السفر من وكالة سياحية خاصة، تشاورنا فيما بيننا عبر الهاتف وحددنا برنامج وموعد رحلتنا نحو الغابون لتشجيع الخضر»، وأضاف: «أخذنا معنا الطعام إلى الغابون والدواء وكل حاجياتنا الخاصة، ورغم الظروف الصعبة في إفريقيا إلا أننا نتمنى التتويج باللقب القاري ونحن متفائلون بذلك».