هل تعلم أن الصدقة باب من أبواب الخير والفلاح، وسبيل إلى الفوز برضوان الله جل جلاله في الدنيا والآخرة، والصدقات الطيبة تطهير وتزكية للنفوس، والحرص عليها دليل قاطع وبُرهان حاسم على إيمان صاحبها ودينه ومحبته لله تعالى. كما أن في الصدقة تنمية وزيادة للأموال، وتنمية للأجر والثواب الذي يحصل عليه المتصدق عند الله، وفيها سد لحاجات الفقراء والمحتاجين، وسبيل لجلب السعادة إلى نفوسهم ورسم الابتسامة على شفاههم، وهي وسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، وطريق إلى انتشار الرحمة والتآخي والمودة بين الناس، كما أنها تدفع بإذن الله تعالى النِقم والمكاره والأسقام عن صاحبها . وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلَم أن من حرص على الإكثار من الصدقات دُعي يوم القيامة ليكون من الداخلين إلى الجنة من باب الصدقة، وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله»، وذكر من هؤلاء السبعة «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه». إن للصدقات منافع وفوائد وفضائل ينبغي للمسلم أن يتأملها، وأن يجتهد في تحصيلها ونيل أجرها وثوابها، فالصدقة سبب في دعاء الملائكة للإنسان أن يزيد الله تعالى في ماله، وأن يُبارك له في رزقه، فقد صح عند البُخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلقا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا»، كما أن الصدقة سبب لعلاج الأمراض وحماية الأعراض، وهي ستر للإنسان وحماية له من النار، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة». الصدقة تزيد وتُبارك في مال الإنسان وتدفع عنه الضرر، وهي رصيد يمنحه الله تعالى لعباده المتصدقين في الدار الآخرة من الأجر العظيم والثواب الجزيل، وفي الصدقات شكر من العبد لنعم الله تعالى عليه، فكونوا من المتصدقين يا عباد الله.