تواصلت جلسات محاكمة العقيد السابق ورئيس وحدة الطيران بمديرية الامن الوطني سابقا ولطاش شعيب بمجلس قضاء العاصمة لليوم الثاني على التوالي، حيث استأنفت المحكمة السماع للشهود 30 في قضية مقتل علي تونسي المدير العام لللأمن الوطني سابقا،وتميزت الجلسة الثانية منذ انطلاق المحاكمة بالأسئلة العلمية الدقيقة التي وجهت خاصة للخبراء والطبيبين الشرعيين والطبيبين الشرعيين اللذان عاينا جثة الضحية. وكشف معد التقرير الطبي والعلمي لجثة علي تونسي البروفيسور بمستشفى مصطفى باشا عن تفاصيل دقيقة عن التقرير الذي أعده خلال عملية معاينة وتشريح جثة المرحوم بيوم الوقائع، بعد وصوله بنصف ساعة إلى مسرح الجريمة، أهمها أن اسباب الوفاة كانت ناتجة عن طلقتين عنيفتين ، وأن الرصاصة الاولى كانت خطيرة لكن غير مميتة ، لأن المرحوم كانت في حالة نصف وعي ،وكان بالإمكان نجاة علي تونسي ، لكن الرصاصة الثانية كانت قاتلة وبسببها فارق الحياة، مضيفا أن الفحص الخارجي للجثة كشف أن الرصاصة الاولى أصابت الخد الأيسر للضحية مجتازة الرقبة وتوغلت إلى غاية رأس الضحية، وقد نزعها هو على مستوى الكتف بعدما بقت عالقة بالخلف، أما الرصاصة الثانية فكانت على بالقرب من الأذن اليمنى،ولقد انفجرت بعدما ارتطمت بفقرات الظهر من جسم الضحية، مواصلا الطبيب سرد شهادته بأن الرصاصة الثانية وجدت على الأرض لأن المرحوم تلقاها وهو ساقط على ألأرض متأثرا بالطلقة الأولى. وتبين من خلال شهادة الطبيب الشرعي أن المسافة بين الضحية علي تونسي والمتهم ولطاش أثناء اطلاق النار عليه ،قريبة جدا وتقدر بحوالي نصف متر ، كما التشريح العلمي بين أن المرحوم تلقى الرصاصتين من أعلى إلى اسفل حسب وضعية الرصاصتين التي نزعها بيده ،وهي الشهادة التي فندت اوقاويل ولطاش لما صرح بأنه تعارك مع المرحوم وهما في وضعية متساوية لما اطلق النار عليه، "واقفين" ،الامر استفز ولطاش وجعله يطلب الكلمة ليكذب الشاهد وينعته بالكذاب. وكذبت شهادة البروفيسور بلحاج كل السيناريو الذي حبكه المتهم خلال تصريحاته أمس ، لما قال أنه تعارك مع علي تونسي وهو يحاول الاعتداء عليه بفاتح الأظرفة، حيث قال الشاهد اليوم أنه لا توجد علامات جروح وعنف بيد علي تونسي ، كما كشف أن الرصاصتين لم تكن عشوائيتين سريعتين ، حسب المدة الزمنية بينهما، كون التشريح العلمي أثبت أن الرصاصة الثانية كانت متعمدة ،بعدما تأكد ولطاش أن علي تونسي لم تقتله الرصاصة الأولى،ما جعله يتوجه نحوه ويطلق عليه طلقة ثانية مميتة. وقال الشاهد بلحاج أنه خلال وصوله إلى مسرح الجريمة ،مباشرة بعد استدعائه من قبل مصالح الشرطة القضائية للجزائر الوسطى ،وجد جسد علي تونسي ساخن،وهو ساقط على اٍلارض جثة هامدة وسط بركة من الدماء، مردفا للقاضي أنه طبيب مختص أشرف على معاينة جثة علي تونسي وأجرى معاينة أولية، ثم معاينة ثانية تكون بواسطة الأشعة والمجهر،والتي بواسطتهما توصلنا إلى تقريرنا الطبي ،الذي لا يوجد أي غبار عليه كونه تضمن تفاصيل دقيقة.