قال الحراس الشخصيون للمدير العام السابق للأمن الوطني المغتال، علي تونسي، الإثنين، إنهم "لم يشاهدوا واقعة قتل علي تونسي وإنما سمعوا طلقات نارية آتية من مكتب الضحية قبل أن يعلمهم رئيس ديوان المدير العام للأمن الوطني أن هذا الأخير قتل على يد المتهم أولطاش وهو يحمل سلاحا ناريا ويهدد الجميع". وأوضح الحارس حاج قاسي حسن، لدى سماعه على مستوى محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، لدى استئناف محاكمة المتهم ولطاش شعيب المتابع في قضية اغتيال المدير العام الأسبق للأمن الوطني، أنه "توجه إلى الرواق الذي يوجد به مكتب الضحية رفقة زميله مجيد علاوة بعد سماعهما طلقات نارية متعددة مصدرها مكتب علي تونسي، ووجدا باب المكتب موصدا فقام بدفع بالقوة برجله ليرى بعد فتحه المتهم أولطاش جالسا علي كرسي قبالة الباب حاملا لمسدس وفي حالة استعداد لإطلاق النار". وأضاف الشاهد، أن إصابة المتهم على مستوى البطن جعلته يفقد الوعي لينقل بعدها لتلقي الإسعافات. كما شاهد علي تونسي في نفس الوقت ملقى على بطنه وسط بركة من الدماء بدا لونها أسودا لأنها كانت قد جفت، حسبه. من جهته، قال الحارس علاوة مجيد إنه كان رفقة الحارس حاج قاسي عيسى حينما دخلا إلى مكتب علي تونسي، مؤكدا كل تصريحات زميله. وبسماع الحارس حمادو أحمد صرح أنه اشتبك رفقة زميل له في رواق مكتب المدير العام للأمن الوطني مع المتهم أولطاش، قائلا "طلبت منه تسليم نفسه وإلقاء مسدسه أرضا عدة مرات" وبعد رفضه الانصياع للأمر قام الحارس حمادو بإصابته بعيار ناري على مستوى البطن. وتراجع أولطاش حسب شهادة الحارس إلى مكتب علي تونسي متأثرا بإصابته قبل أن يغلق الباب وراءه.
الطبيب الشرعي: سبب وفاة علي تونسي مردها طلقتين ناريتين من جهة أخرى، أكد الطبيب الشرعي رشيد بلحاج الذي قام بتشريح جثة المدير العام للأمن الوطني علي تونسي، أن سبب وفاة هذا الأخير تلقيه عيارين ناريين على مستوى الرأس. وجاءت تصريحات الطبيب الشرعي لتؤكد أن سبب وفاة علي تونسي مردها طلقتين ناريتين إحداهما كانت على مستوى الخد الأيسر والثانية اخترقت الجمجمة، وعكس ما ادعى أولطاش "لم تحمل الجثة أي إصابة على مستوى الأطراف العلوية أو السفلية". وأوضح الطبيب الشرعي لدى سماع تصريحاته خلال ثاني يوم من محاكمة المتهم شعيب ولطاش المتابع بجرم "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة القتل العمدي وحيازة سلاح ناري بدون إذن من السلطات المختصة" أن الضحية كان في وضعية جلوس ومنحنيا على مكتبه لدى تلقيه الطلقات النارية التي كانت "فوقية". وأكدت خبرة الطب الشرعي - حسب الطبيب - رشيد بلحاج أن الفحص الدقيق للجثة عن طريق الأشعة بين وجود كسر في فقرات رقبة الضحية، مما يثبت أن الرصاصات التي تعرض لها كانت فوقية. وتمسّك ولطاش بدوره خلال الجلسة بتصريحاته أن الطلقات التي تسببت في مقتل علي تونسي "لم تصدر عنه"، مضيفا أنه "أصابه على مستوى اليد". وتستمر محاكمة شعيب ولطاش لليوم الثاني على التوالي و كان هذا الأخير قد صرح أمس الأحد أمام قاضي محكمة الجنايات عمر بن خرشي أنه كان في حال دفاع عن النفس ولم يقصد قتل مديره العام.