«أبو مرام الجزائري» نشّط حلقات للتحريض على «الجهاد» مقابل زواج المتعة و500 أورو عالجت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، أمس، قضية خطيرة تتعلق بأكبر خلية إرهابية بالجزائر، تورط فيها 39 داعشيا، منهم 14 فارا مثل زعيم الخلية «م.محمد» المكنى «أبو مرام الجزائري» و21 متهما موقوفين من بينهم المدعو «ح.عمر» العائد من معاقل التنظيم بسوريا، إلى جانب أربعة غير موقوفين. ملخص القضية يتمثل في قيام المتهمين بمحاولة تأسيس سرية تنشط تحث لواء التنظيم الإرهابي «داعش» بالجزائر، حيث كان المتهمون يتلقون تدريبات عسكرية مكثفة في أحد المخيمات الصيفية بمنطقة بودواو بولاية بومرداس، من أجل الالتحاق بالتنظيم الإرهابي «داعش» في سورياوالعراق مقابل مبالغ مالية تفوق 500 أورو. تعود حيثات القضية حسب ما ورد في الملف وما دار في جلسة المحاكمة إلى سنة 2014، أين وردت معلومات دقيقة لفصيلة مكافحة الإرهاب عن التحاق عدد من الشباب المنحدرين من مدينة بودواو بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والذين تم تجنيدهم من طرف مفتي سرية داعش المسمى «أبو مرام الجزائري» الذي كان يرأس المخيم العسكري وحلقات بمسجد «الرحمة»، وعلى هذا الأساس تم فتح تحقيق في القضية والوصول الى هويات المشتبه فيهم. من خلال التحريات تبين أنه تم إغراء المتهمين بالسبايا وزواج المتعة والأموال إذ حول مبلغ 500 أورو لكل واحد منهم في حسابه الشخصي واتضح أيضا أنهم كانوا يتلقون حلقات وتدريبات بالأسلحة الحربية والرياضات القتالية في مخيم صيفي ب«بودواو». وتوصلت التحريات الأمنية إلى أن «أبو مرام الجزائري» المتواجد في معاقل تنظيم «داعش» اتصل بكل من «ب.أسامة» و«ك.زهير» عبر «الفايسبوك» وأخطرهما بأنه أصبح ضابطا شرعيا للتنظيم وأرسل إليهما صورا للمتهمين في ساحات القتال من بينهم المتهم الفار «ح.حسين»، كما تبين بعد معاينة أجهزة الهواتف النقالة واللوحات الإلكترونية وأجهزة الإعلام الآلى المحجوزة لدى المتهمين أن «أبو مرام» كان يحرضهم ويقنعهم بالالتحاق به في سوريا، وكان يقدم لهم مساعدات مالية. وعلى إثر ذلك تم القبض على المتهمين وإعداد ضدهم ملف جزائي بتهم جناية تأسيس جماعة إرهابية هدفها المساس بأمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية، الانخراط في جماعة إرهابية تنشط في الخارج وجنحة تحرير وقائع غير صحيحة مادي، الإشادة بأفعال إرهابية وطبع ونشر وثائق وتسجيلات تشيد بأعمال إرهابية وجنحة عدم الإبلاغ عن جناية، جنحة حمل سلاح محظور بدون أمر من السلطات المختصة وجنحة مخالفة أحكام التشريع والتنظيم، حيث صرح أحد المتهمين وهو «ب.أسامة» خلال مراحل التحقيق أنه يعرف جميع المتهمين الفارين الذين غادروا أرض الوطن باتجاه العراقوسوريا، للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، حيث اقتنع بفكرة الجهاد خلال الحلقات التي كان يلقيها «أبو مرام» بمسجد «الرحمة»، وأدلى بأسماء باقي المتهمين الذين يحضرون الحلقات، حيث توصلت التحريات إلا أن المتهمين شكلوا نواة تأسيس الجماعة الإرهابية الدولية، وخلال مثول المتهمين أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، أنكروا الجرم المنسوب إليهم جملة وتفصيلا، وأكد معظمهم أنهم حضروا جوازات سفرهم بدافع صحي أو من أجل السياحة، في حين صرح المتهم العائد من معاقل «داعش» في سوريا ويتعلق الأمر ب«ح.عمر» بتصريحات خطيرة بخصوص التنظيم الإرهابي وصرح أنه شاهد هناك أمورا وتصرفات لا تمت الدين بصلة، وأكد أن الإرهابيين كانوا يرتدون لباسا أفغانيا ويتحدثون اللغة التركية والعربية الركيكة وكانوا يرتكبون كل ما يخالف الشريعة الإسلامية، مضيفا أنهم كانوا يعتدون جنسيا على الأطفال والقُصر، وصرح أنه راح ضحية تضليل من «أبو مرام الجزائري» الذي كان يحضر عنده حلقات في مسجد «الرحمة»، مشيرا إلى أن هذا الأخير أوهمه أنه في حالة التحاقه بالنظام الإرهابي يمكنه مساعدة الأطفال الأبرياء الذين يموتون كل يوم.