قرية بوعاصم التابعة لبلدية الناصرية شرق ولاية بومرداس، يتجرعون عواقب نقص الماء الشروب، المقدم عبر الشبكات المنزلية، ويجنون حصاد من المعاناة والمشقة اليومية المتكررة، تنيجة انعدام غاز المدينة، ومكابدتهم للحصول على هذه المادة الحيوية بشتى الطرق وبأي ثمن، وشباب المنطقة على صفيح ساخن، بسبب نقص المرافق الشبانية ومشكل اهتراء الطريق الرابط بين مقر البلدية والقرية، مازاد الطينة بلة - حسبهم-. سكان القرية في تصريحهم لجريدة "النهار"، أن مشكل نقص الماء الصالح للشرب، المقدم عبر الشبكات المنزلية، يعود بعد أمد طويل، حيث أضحى السكان يعيشون في سعير، إذ حولت حياتهم إلى جحيم حقيقي، و إن معانتهم ومكابدتهم من هذا الأخير لاتكمن هنا فقط، بل سعى القاطنين إلى جلب الماء بكل الوسائل الممكنة من الأبار المتواجدة بها؛ تلا هلال وتالا إيفري، التي تكلفهم المشقة والعناء اليومي المتكرر. وأن بعضها غير صالحة لقضاء الحاجيات اليومية الأساسية؛ كطبخ وشرب والغسيل، وأنها لاتفي كمية استخدامها في جميع المجالات المخصصة لها، خاصة في موسم الإصطياف الذي يكثر فيه استعمال هذه المادة الحيوية. وفي ذات السياق أضاف متحدثونا؛ كما أن سكان القرية طالبوا من السلطات المعنية، تزويدهم بغاز المدينة، من أجل وضع حد لمكابدتهم اليومية المتواصلة منذ فجر الإستقلال، حيث أنهم يستعينون بقارورة غاز البوتان، من أجل قضاء الخصاصات الضرورية، رغم ارتفاع أسعارها في السوق وولوج المادة المضاربة في فصل الشتاء على وجه الخصوص حيث يظل سعر القارورة من 240 دج إلى 300 دج، وأنهم يقطعون مسافات للتزود بهذه المادة الأساسية، أوشرائها من الشاحنات، إذ يعتبر المطلب الملح من طرفهم -في تصريحهم لجريدة " النهار "- وأنهم بأمس الحاجة إليها، مع الذكر أنها منطقة جبلية والتي تمتاز بالبرودة في فصل الشتاء من جهة، ومن جهة أخرى أضاف قاطنو القرية؛ أن هذه الأخيرة تعاني من النقص الملحوظ في المرافق والهياكل الشبابية ، الثقافية، الترفيهية المجهزة، التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة، حيث صرح لنا بعض الشباب، أن هذا النقص أضحى يؤثر عليهم وينغص حياتهم، حيث ينعكس ذلك على يومياتهم، خاصة مع معاناتهم من شبح البطالة ومخافة ولوجهم في ظلمة عالم المخدرات والانحرافات، التي تؤدي إلى مالا يحمد عقباه. وأضاف محدثونا؛ كما تشكو القرية من إفتقارها في قاعات الأنترنت التي تفي بتزويدهم بالمعلومات العلمية والتربوية والترفيهية، أما عن المشهد الثقافي أي المرافق الثقافية والهياكل التابعة لها، فحدث ولاحرج، حيث تخلوا من دار لشباب ومراكز للترفيه التي تعتبر من الضروريات في حياتهم، فحالة العزلة والظلام الحالك الذي يخيم عليهم، مسببا قلقا ومللا في نفوسهم، جعلهم يناشدون السلطات المحلية ببذل مجهود، من أجل تلبية حاجاتهم، وإخراجهم من هذه الدوامة، ضف إلى ذلك اهتراء الطريق الرابط بين مقرالبلدية والقرية، في مسافة حوالي 2 كلم، حيث صرح لنا هؤلاء أن معانتنا متواصلة، نتيجة حالة الطريق المتدهورة، التي ساهمت إلى حد كبير في تشكيل البرك المائية والأوحال في موسم تساقط الأمطار، فالطريق اليوم فقدت صبغتها الحضارية ويتجلى ذلك في الحفر والبرك المائية المنتشرة في بعض أرجائها، وكانت وراء إصابة السيارات بالأعطاب. سكان القرية يطالبون من السلطات المحلية التدخل العاجل، جراء المعاناة اليومية التي طال أمدها لإخراجهم من دائرة التخلف، عبر منبر جريدة "النهار".