ينفرد "النهار أون لاين" بتقديم فن "يوغا الضحك" الذي أصبح أسلوبا رياضيا جديدا يغزو العالم، ويقوم هذا الفن المميّز على دمج تمارين "اليوغا" مع قيمة الضحك للحصول على فوائد صحية ونفسية تساعد على مواجهة الضغوطات وتناسي مشكلات الحياة، ومعها برزت أندية متخصصة للضحك يديرها أطباء ومختصون نفسانيّون. في ضيافة "النهارأون لاين"، تحدثت "نادية أوعمران " المدربة المتخصصة في فن "يوغا الضحك"، عن بدايتها في هذا المجال، والصعوبات التي واجهتها ولا تزال تواجهها في سبيل نشر هذه الثقافة على نحو واسع في المجتمع الجزائري. حراك بدأ بفرنسا منذ 4 سنوات بعد تجربة تمرينية لفن "يوغا الضحك" مع كوكبة من صحفيي "النهار أون لاين"، وكانت عبارة عن حفلة ضحك جماعية مترعة بالأداء الحركي، استهلت سفيرة "يوغا الضحك" بالجزائر حديثها ل "النهار أون لاين"، بالخوض في البدايات، حيث ذكرت "نادية" (58 سنة) أنّ بداياتها مع "يوغا الضحك" جاءت بالصدفة عام 2013، وعن طريق منشور على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لإحدى صديقاتها وهي مدرّبة "أتا يوغا"، فأرادت التجربة واكتشاف هذا الفن/ الرياضة. وبكثير من المرح والانشراح، تابعت "نادية: "قمت بالتسجيل بنادٍ ل "يوغا الضحك" بمدينة "رين" الفرنسية، لكن عندما اكتشفت أنّ أساس هذا الأسلوب الرياضي الجديد هو الضحك "بدون سبب"، لم أنجذب للفكرة واعتبرتها نوعا من "التهريج"، لكن نصائح المدرّبين بالبقاء حمّستني ومنه أكملت تكويني، وكنت ضمن الدفعة الأولى المتخرّجة كمدرّبة ليوغا الضحك بفرنسا، والتي ضمّت عدة خرّيجين من الجزائر، سويسرا، اليابان وفرنسا". طريقة نفسية بدنية فعّالة ومحفّزة نوّهت "نادية" أنّ "يوغا الضحك" كأسلوب فني رياضي هو طريقة فعالة للعلاج والشفاء من خلال الضحك، وليس مجرّد حفلات للضحك "بدون سبب"، وإنّما يجتمع فيها النفسي بالبدني والروحي، كمحفّزات مساعدة على إخراج الطاقات السلبية واستدعاء الطاقات الايجابية، للحصول على السعادة، الانتعاش، والتجدد. وتساهم هذه الرياضة في التقارب بين الشخصيات رغم اختلاف ثقافاتهم ومستوياتهم الاجتماعية. ومن الفوائد الصحية ل "يوغا الضحك" التي لا تعدّ ولا تحصى على النفس والبدن، أنّه يعزّز جهاز المناعة، يخفض من ضغط الدم ومشاكل القلب، يخفف الألم، يقلل من الاكتئاب والقلق والأرق، بالإضافة أنه يزيد من الثقة بالنفس والرؤية الإيجابية. غياب الوعي والترويج وراء التهميش بالجزائر رغم عالميّتها وانتشارها في أكثر من 100 بلد في العالم، إلاّ أنّ "يوغا الضحك" لا تزال في العالم العربي والجزائر خاصّة، تقتصر على شرائح صغيرة جدّا. وفي سؤالها عن مدى دراية الجزائريين بهذا النوع الجديد من الرياضة، عبّرت "نادية" عن تأسّفها الشديد لغياب الوعي بهذا الفن النبيل وتهميش هذه الرياضة الراقية في الجزائر، رغم فوائدها الصحية والنفسية على الفرد. أكثر من ذلك، تطرقت ضيفة "النهار أون لاين" إلى تجربتها مع إحدى المصابات بسرطان الثدي، والتي رفض جسدها تقبّل العلاج الكيميائي، لتجرّب معها تمرين "يوغا الضحك" لمدة 20 دقيقة قبل بدء جلسة العلاج، فكانت النتيجة رائعة وأكملت رحلة تعافيها بطريقة طبيعية. "نادية" المتحصّلة على عدّة شهادات عالمية معتمدة، كشفت أنها تملك قاعة ل "يوغا الضحك" في الجزائر، وتستقبل الراغبين في اكتشاف هذه الرياضة وممارستها، كما ذكرت أنها تستقطب مختلف شرائح المجتمع على اختلاف أعمارهم ووتوجّهاتهم، إلا أنّ الحضور لا يزال محتشما بحكم غياب ثقافة هذه الرياضة وسط المجتمع الجزائري. الضحك لابهاج السجناء والمرضى تحاول "نادية" وبجهودها الخاصة وكثير من التضحيات، نشر البهجة في أوساط الجزائريين من خلال الأعمال التطوعية التي تقوم بها لبثّ الفرح عبر أيقونات الوطن الحبيب، خاصة في السّجون والمستشفيات، أين تقوم "نادية" بإعطاء حصص مجانية لمساعدة هذه الفئة على تخفيف الظغوطات وتحسين حالاتهم النفسيّة عن طريق الضحك. وكانت ل "نادية" عدّة زيارات لمؤسسات عمومية وخاصة، طلبتها لتجربة هذا النوع من العلاج بالضحك لموظفيها وكانت تجربة رائعة تتمنى "نادية" تعميمها على كل المؤسّسات باختلاف نشاطها.