أغلبهم «تائهون» وبعض التخصصات لمن استطاع إليها سبيلا طلبة يتركون قرار اختيار تخصصاتهم للأساتذة المؤطرين وجد الحائزون الجدد على شهادة البكالوريا دورتي جوان وجويلية 2017، أنفسهم في حيرة كبيرة، بسبب الضغوطات التي تمارس من قبل أوليائهم حول التخصصات بالجامعة ومعدلاتهم التي لا تسمح لهم بالالتحاق بتلك التخصّصات، مما خلق توترا وتيهانا وسط الطلبة. وأظهرت الجولة الاستطلاعية التي قادت "النهار" إلى جامعة الجزائر 1 بن يوسف بن خدّة، حجم الضغوطات التي يمارسها الأهل والأولياء على أبنائهم فيما يتعلق بالتخصصات التي يرغبون فيها، حيث يطالب الأولياء أبناءهم باختيار تخصصات لا تتناسب مع معدّلاتهم، والأغلبية تبحث عن تخصصات المدارس العليا وشعبة الطب، ووجد الطلبة أنفسهم بين مطرقة معدلاتهم وسندان رغبة الأولياء. وخلال تقرّب «النهار» من عدد من الطلبة، كشف هؤلاء أنهم ضائعون وحائرون خلال عملية القيام بالتسجيلات الجامعية الأولية، لاختيار التخصصات من بين الرغبات الممنوحة، وذلك لعدم معرفتهم المسبقة بالتكوينات المتاحة بالجامعات الجزائرية، فيما وجد آخرون أنفسهم مضطرين لاختيار تخصصات يجهلونها خاصة منهم الحاصلون على معدلات متوسطة. حائزون على «باك 2017» يبحثون عن مناصب الشغل قبل التحاقهم بالجامعة! من جهتهم، استغرب عدد من الأساتذة الذين تجنّدوا لتوجيه الحائزين الجدد على البكالوريا، خلال الأيام المفتوحة، من استفسارات الطلبة، والتي انصبت في مجملها حول إمكانية التوظيف في حال متابعة دراستهم في التخصصات التي اختاروها، وهي التساؤلات التي أثارت حفيظة الأساتذة باعتبار الحائزين على «الباك» أصبحوا اليوم يبحثون عن مناصب الشغل قبل دخولهم للجامعة. وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، قد توقّع أن يصل العدد الإجمالي للمسجلين الجامعيين خلال الدخول الجامعي المقبل، أكثر من مليون و655 ألف طالب، سيسهر على تأطيرهم أزيد من 60 ألف أستاذ من مختلف الرتب. وأوضح حجار أن السنة الجامعية ستفتتح في ال 17 سبتمبر بالنسبة لأصحاب السنة الأولى و5 من نفس الشهر بالنسبة للمتبقين، وسيشرف على تأطيرهم ما يزيد عن 60 ألف أستاذ، 20 من المائة منهم من ذوي المصف العالي. ولهذا الغرض، سيتم تخصيص مليون و411 ألف مقعد بيداغوجي و700 ألف سرير، مع العلم أنه سيكون بإمكان الطلبة الجدد ولأول مرة، التسجيل عبر الخط للحصول على غرف الإقامات الجامعية. تجدر الإشارة إلى أن جديد التسجيلات الجامعية لهذه السنة هو تقليص الرغبات إلى أربع وتوسيع عملية الطعن من خلال إعطاء فرصة أخرى للطلبة الذين لم تسمح لهم معدلاتهم بالحصول على رغباتهم في التخصص، حيث بإمكانهم الاستعانة بأربعة تخصصات أخرى. ويمكن للطالب الذي أخفق في الاختيار، يوم ال11 أوت، أن تعطى له فرصة أخرى ابتداء من يوم ال 14 إلى ال16 أوت، باختيار 4 رغبات أخرى.