غلق الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين ولايتي عنابة والطارف والمؤدي إلى تونس إجلاء عشرات العائلات نحو مركز مدينة «أم الطبول» الحدودية مع تونس أتت الحرائق التي اندلعت خلال 48 ساعة الأخيرة، على الأخضر واليابس، وتسببت هذه الحرائق التي اندلعت في عدد من الولايات التي شملها الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، في تشريد العشرات من العائلات، حيث شهدت المناطق الحدودية مع تونس، هروبا جماعيا للنساء والأطفال، بعد امتداد ألسنة النيران إلى المناطق الآهلة بالسكان. حرائق «تلتهم» أكثر من 90 هكتارا من المساحات الغربية والنباتية في الشلف وسعيدة! أنقذت وحدات مصالح محافظة الغابات في ولاية الشلف، العشرات من الهكتارات من الأدغال والغابات بالعديد من المناطق في الولاية، حيث تمكنت ذات المصالح على مستوى منطقتين منها في بلدية «أولاد بن عبد القادر»، من إخماد حريق نشب في 23 هكتارا من الغابات والأحراش، كما سجلت ذات المصالح حريقا آخر في منطقة «الزبوجة» بغابة «بيسة»، والذي أتلفت 3.5 هكتارات من الغطاء النباتي ممثلة في الأحراش والأشجار والغابات. وفي ولاية سعيدة، علمت «النهار» من مصدر رسمي، أن حريقا اندلع في قرية «سيدي امبارك» التابعة إداريا لبلدية «عين الحجر»، وأتلف أكثر من 15 هكتارا من القمح الليّن، وأكثر من 50 حزمة تبن، حيث انتشرت النيران نتيجة الحر الشديد، إضافة إلى هبوب الرياح الجنوبية، حيث تمكن أعوان الحماية المدنية والمواطنين من إخماد النيران بصعوبة كبيرة، وتبقى لحد الساعة أسباب انتشار النيران في هذا المكان الزراعي الرعوي مجهولة. كما أتت ألسنة النيران خلال الشهر الماضي في ولاية سيدي بلعباس، على مئات الهكتارات من الغابات والأحراش وحتى الأشجار المثمرة في 37 حريقا، اندلعت في إقليم الولاية، حسب ما كشفت عنه مصالح الحماية المدنية في حصيلة لها، حيث سجلت أهم الحرائق على مستوى «مرين» و«رأس الماء» و«سفيزف» و«سيدي علي بن يوب» و«تلاغ»، وهي المناطق التي تشهد كثافة غابية، وقد تزامنت هذه الحرائق مع موجة الحر الشديدة التي شهدتها الولاية في الآونة الأخيرة، والزوابع الرملية الكثيفة التي شهدتها الضاحية الجنوبية للولاية، أين عاش سكانها أياما عصيبة في ظل غياب وسائل الترفيه والمسابح التي أنجزتها الدولة في بعض المناطق، لكنها لا تقدّم أيّ خدمات للسكان. وحرائق «تلتهم» أزيد من 110 هكتار من الغابات في خنشلة! تمكنت، خلال الساعات الأولى من صباح أمس، وحدات الحماية المدنية، بالتعاون مع مصالح محافظة الغابات ومواطنين متطوعين، من السيطرة على حريق مهول نشب، عشية أول أمس، وسط مساحات شاسعة من الحلفاء في جبال قرية «تاغربين» ببلدية «خيران» وما جاورها إلى عمق بلدية «ششار» جنوبا، أسفر حسب تقديرات أولية، عن إتلاف أزيد من 35 هكتارا منها، من دون تسجيل خسائر في قطعان الماشية التي تم إجلاؤها بعيدا عن دائرة النيران، في وقت لا تزال دائرة ألسنة اللهب تتسع في جميع الاتجاهات على سفوح جبال «شلية» الغابية إلى مشارف غابات «يابوس» غرب خنشلة، أين تواصل فرق الحماية المدنية محاصرة النيران، التي حوّلت إلى غاية صباح أمس، قرابة 70 هكتارا من أشجار الصنوبر والأرز الأطلسي النادر إلى رماد. النيران تأتي على 30 هكتارا من الغابات وعشرات الأشجار المثمرة في البرج تدخلت مصالح الحماية المدنية في ولاية البرج، من أجل الحرائق التي اندلعت في عدة مناطق بالولاية، حيث تم إخماد حريق في المكان المسمى «تاركابت» ببلدية «القلة»، والذي خلّف احتراق حوالي 40 م2 من أشجار الصنوبر الحلبي، البلوط، الديس، القندول والضرو، فيما تم إنقاذ باقي الغابة، كما تدخلت في الجهة الشرقية على مستوى غابة «حوزة قصير لخزير» في «أولاد زروق» و«أولاد رابح» ببلدية «خليل» التابعة لدائرة «بئر قاصد علي»، حيث تم إخماد الحريق الذي خلّف احتراق حوالي 1.5 هكتار من الحشائش اليابسة وأدغال البلوط، وفي جبل «امريصان»، أتت النيران على 20 هكتارا من الحشائش اليابسة، أما في «دوار جرازة»، فقد أتت النيران على 35 شجرة من اللوز والزيتون والعنب، إضافة إلى إتلاف 1500 متر مربع من الحشائش اليابسة، وفي المكان المسمى «بوقرنازن»، فقد أتت النيران على أربع أشجار زيتون وحشائش يابسة. الأمن يتدخل لإجلاء عشرات العائلات في «الدريدرة» والحرائق تتلف 400 هكتار في الطارف! ولا تزال النيران «تلتهم» مساحات واسعة من غابات الطارف، حيث بلغت حصيلتها إلى غاية اليوم 400 هكتار، ولم تتوقف هذه الحرائق عند الشريط الحدودي، بل امتدت إلى قرب عاصمة الولاية، وقريبة جدا من إقامة الوالي في منطقة «سيدي بلقاسم»، من خلال مواقد مشتعلة في التجمّعات الثانوية ب«عين أخيار» و«المطروحة» و«قرقور»، وقد جندت مصالح الحماية المدنية إمكانات ضخمة، ونظرا لخطورة الوضع، استعانت بإمدادات من ولاية عنابة، كما شهدت منطقة «واد الحوت» ببلدية «رمل السوق» حرائق كبرى، بلغ مداها المناطق السكانية، أين كبدت خسائر في الحيوانات والمحاصيل الزراعية، فيما تم تسجيل عشرة انفجارات للألغام، كون المنطقة تقع على خطّي «شال وموريس»، كما حاصرت ألسنة اللهب قرية بأكملها، حيث وصلت النيران إلى أمتار فقط صوب التجمعات السكانية بمنطقة «الدريدرة»، مما استوجب التدخل العاجل لمصالح الأمن والسلطات المحلية في «أم الطبول» الحدودية من ولاية الطارف، حيث تم إجلاء العائلات نحو مركز مدينة «أم الطبول»، أين بدأت عملية الإجلاء في الثلث الأخير من الليل واستمرت إلى غاية صباح أمس، وسط رعب وخوف رهيبين لدى العائلات، خاصة النسوة والأطفال، ومن جهة أخرى، فقد تم غلق الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين ولايتي عنابة والطارف والمؤدي إلى تونس على مستوى المنطقة «الرابطة» بين «أم الطبول» و«العيون»، وذلك بسبب انقطاع الرؤية نتيجة الدخان الكثيف واقتراب ألسنة اللهب إلى محول الطريق، وذلك للحفاظ على حياة مستعمليه، ويتم غلق هذه الطريق بشكل مؤقت فقط إلى إشعار آخر وتحسن الوضع. منكوبو النيران يحتجون للتنديد بغياب المسؤولين أمام مقر بلدية «أمعالة» غرب البويرة اعتصم، صباح أمس، العشرات من منكوبي النيران في مداشر «أمعالة» أمام مقر البلدية غرب «الأخضرية»، للتنديد بالظروف الصعبة التي يعيشونها، بعد أن اجتاحت النيران بيوتهم ومداشرهم في غياب المسؤولين المحليين والسلطات الولائية، وقد تجمهر العشرات من المواطنين الذين احترقت بيوتهم، كما سجلت مصالح الحماية المدنية خسائر مادية كبيرة وإصابة بعض الأشخاص بجروح متفاوتة جراء تدخلهم لإخماد النيران، إضافة إلى خسارتهم لمئات الرؤوس من الدجاج والأغنام . وفي ذات السياق، طالب المحتجون والي الولاية بالتدخل لإعادة إسكانهم، لا سيما وأن ذات العائلات، قضت الليلة الفارطة عند الأهالي والجيران، كما طالبوا بترميم بيوتهم المهددة بالانهيار عقب احتراقها كليا، فيما طوّق عناصر الدرك مقر البلدية خوفا من وقوع انزلاقات.