تشهد العديد من بلديات العاصمة، عودة قوية للتجار الناشطين خارج القانون، أو من يُطلق عليهم "باعة الفوضى" الذين استحوذوا على الأرصفة والشوارع، في سيناريو يعيد نفسه لسنوات مضت. على نحو متسارع، عاد تجار السوق الموازية للانتشار على طول ضاحية العاصمة الشرقية وقلب المدينة الأولى في البلاد، على غرار ساحة الشهداء، مما شوّه المشهد العام، وتسبب في ازدحام شديد لحركة المرور، فضلا عن مشاكل بالجملة للمارة والمتسوقين. بدورها، تعرف الشوارع الرئيسية لبلدية باب الزوار، عودة معتبرة للتجار غير الشرعيين، خصوصا في حي "عدل الكبير"، حيث جرى نصب عدة طاولات لبيع الفاكهة حتى ساعة متأخرة من الليل، تماما مثلما هو عليه الحال في حي "إسماعيل يفصح" و"الثامن ماي 45″ (سوريكال). الظاهرة ذاتها عادت للظهور ببلدية جسر قسنطينة بالقرب من السوق البلدي ل "عين النعجة"، حيث تحوّل المكان إلى سوق آخر ينشط فيه العشرات من التجار الفوضويين الذي يأتون إليه من مختلف البلديات الأخرى، في ظل صمت السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا من أجل وقف ظاهرة اتخذت الحكومة بشأنها إجراءات صارمة لإزالتها نهائيا في صيف 2012. وعن أسباب عودة هؤلاء الباعة إلى "عادتهم القديمة"، برّر هؤلاء خطوتهم ب "عدم توافر البدائل، وافتقادهم لأي تكفل من طرف السلطات المحلية، رغم وعود الأخيرة بتمكين المعنيين من فضاءات لمزاولة نشاطهم التجاري في إطار قانوني منظم.