اشتعلت عاصمة البلاد، أمس، بنشوب موجة كبيرة من الاحتجاجات التي ألقت بظلالها على مناطق متفرقة بالعاصمة، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب وبعض المحتجين من التجار الفوضويين المطرودين من السوق الموازي سوريكال بباب الزوار، أدت إلى استعمال الطائرات المروحية والرصاص المطاطي لتفريق جموع المتظاهرين الذين قاموا بإضرام النيران بالعجلات المطاطية، كما تعرضوا بالحرق وإتلاف العديد من المحلات بدءا من أمام ثانوية "العقيد مصطفى لشرف" إلى غاية المحلات الواقعة بالسوق النظامي، ما خلق هلعا كبيرا وسط الزبائن الذين اضطرو للاختباء رفقة التجار النظاميين داخل السوق، منذ بدء الاشتباكات إلى غاية فضها زوالا، والتي نتج عنها إصابة شرطي خلال مقاومته للمشاغبين. جهات مسؤولة تؤكد تحويل المساحات المحجوزة لإنجاز مشاريع سكنات "عدل" ناقلو بومعطي ينفذون وعودهم بشل حركة النقل وسكان برج البحري يحتجون حملة القضاء على الأسواق الموازية تشعل فتيل الاحتجاجات بالعاصمة بدأت بوادر الانفلات الأمني تظهر بعد تطبيق ولاية الجزائر، نهاية هذا الأسبوع، لعملية القضاء على الأسواق الموازية بعدد من بلدياتها، من خلال غلق الأوعية العقارية التي كانت مستغلة من طرف الباعة الفوضويين وحجز سلعهم لضمان عدم الرجوع إليها ومعاودة البيع الفوضوي، وذلك تطبيقا لتعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية التي تم إطلاقها العام 2012، حيث خرج بعض المشاغبين من التجار المطرودين من سوق سوريكال وأشعلوا النيران وسط محلات الحي المجاور للسوق، بدءا من أمام ثانوية ”العقيد مصطفى لشرف” وصولا إلى السوق، متسببين بخسائر مالية لأصحابها مع إضرام اللهب بالعجلات المطاطية التي أغلقوا بها الطريق المؤدية للسوق في حدود الساعة ال11 صباحا، ما بعث بالرعب والهلع وسط الزبائن الذين كانوا يتبضعون من السوق النظامي، وكذا التجار الذين سارعوا لغلق أبواب السوق عليهم والزبائن، لا سيما بعد سماع صوت الرصاص المطاطي الذي أطلقته قوات الشرطة لترهيب وتفريق جموع المخربين، خوفا من وصول الاشتباكات وألسنة النيران لداخله، لاسيما بعد ترويج خبر إصابة شرطي وحتى بعض المحتجين خلال تلك الاشتباكات التي استعملت فيها الأسلحة البيضاء المختلفة، على غرار الزجاجات المشتعلة المستعملة في حرق المحلات. وكانت بعض المصادر قد أكدت، عقب إزالة السوق الموازي لسوريكال، تحجج الولاية بتطبيق هذه العملية التي مست، لحد الأن، كلا من سوق سوريكال وسوقي مسجد الرحمان وحي الحياة بعين النعجة ببلدية جسر قسنطينة، بحاجتها الماسة لتحويل هذه المساحات لإنجاز سكنات عدل لتهدئة المواطنين، ولكن هذا الخبر لم يأت بنتائجه حيث سارع بعض المتطرفين من التجار المطرودين من سوق سوريكال إلى إحداث فوضى عارمة بباب الزوار، إلى أن تمكنت قوات الشرطة من فض الاحتجاج الهمجي في حدود الساعة 13 زوالا. من جهتها لامت بعض الجهات المحلية سوء تسيير هذه العملية التي بدأت نتائجها السلبية بالظهور، بعد أن فشلت الولاية في توفير البديل لهؤلاء التجار وقامت بغلق مصدر رزقهم قبيل شهر رمضان، الذي تفصلنا عنه أيام معدودة، باعتباره موسم انتعاش تجارتهم، كما حذرت ذات الجهات من مغبة انتقال الفوضى لتبلغ عددا من بلديات العاصمة، بعد أن سارع تجار الأسواق الفوضوية للتحذير من مغبة غلق مصدر رزقهم في هذه الفترة دون توفير البديل، على غرار سوق ساحة الشهداء، بومعطي، الكاليتوس، مرشي 12 الذي عاد ليعج بالباعة الفوضويين أشهرا قليلة قبيل حلول الشهر الفضيل، وغيرها من الأسواق الفوضوية. وناقلو بومعطي يشلون حركة النقل من جديد ليوم كامل تسبب الناقلون الخواص الناشطون عبر كامل الخطوط الرابطة بين حظيرة النقل لبومعطي بالحراش وباقي البلديات الواقعة بالولاية، على غرار الخطوط الشرقية والغربية وحتى وسط العاصمة بشل حركة النقل بشكل تام طيلة يوم أمس، بعد الشروع في إضراب ليوم كامل للضغط على إدارة زوخ لاستقبالهم والرد على مطالبهم المتمحورة حول إلغاء تعليمة إجبار الناقلين على الدخول للحظيرة ومزاولة عملهم من خلالها، بالرغم من المضايقات التي يتعرضون إليها وضياع الوقت وإقحامهم في أزمة سير طويلة نتيجة الطاولات المفترشة بالسوق الموازي المجاور لحظيرة بومعطي، وإلغاء الرسوم الجزافية المفروضة عليهم بسبب إلزامية القائمين على المحطة الناقلين بدفع مبالغ تعود لخمس سنوات كاملة لم يستعمل فيها أصحاب الحافلات الحظيرة. وكان قد تنقل، صبيحة أمس، ممثلو الناقلين الخواص لبومعطي لمقر الولاية لحضور اجتماع جمعهم والوالي زوخ ومفتش الشرطة لمقاطعة الحراش، ومصالح النقل لولاية خرجوا من خلاله بضرب موعد أخر ليوم الثلاثاء القادم، حيث سيتم الرد على طلبات الناقلين، والتي أكد لهم المجتمعين احتمال إيجابية الاجتماع إلى حد كبير، ما سيفك هذه الأزمة ويسمح لعودة النقل للمنطقة بعد أن تم شل حركة النقل ليوم أمس وحرم المسافرين عبر الخطوط الرابطة بين بومعطي وشرق وغرب العاصمة ووسطها. سكان حي هواري بومدين ببرج البحري يحتجون ضد غياب التهيئة سارع قاطنو حي هواري بومدين ببلدية برج البحري، أمس، ومنذ الساعات الأولى للصباح للخروج، في وقفة احتجاجية أمام مقر البلدية، طلبا للإفراج عن مشاريع التهيئة وتزفيت الطرقات الخاصة بحيهم، وكذا توفير الإنارة العمومية، حيث أضحى هؤلاء عرضة للمشاكل والاعتداءات بسبب غياب التهيئة والإنارة بالمنطقة، وهو المطلب الذي ظل هؤلاء ينادون به منذ سنوات دون تحقيقها، وإصغاء السلطات المحلية لمطالبهم المشروعة، ما أدى إلى انفجار الوضع بالحي والخروج في وقفة احتجاجية أمام مقر البلدية.