تقوية إرسال أجهزة الاتصالات أصبح أبسط مما نتصور، الأمر الذي سمح لهذه الأخيرة أن تنتشر بقوة وتتوغل وسط الأحياء السكنية وأمام المدارس والمستشفيات دون مراعاة الضوابط ومقاييس الإنشاء، لم تقف الظاهرة عند هذا الحد بل صرنا نراها وببساطة على أسطح بعض المباني وداخل أفنية المنازل مقابل مبالغ مالية تمنحها الشركات العاملة في مجال الاتصالات لأصحاب الأراضي والعمارات، حيث اجتاحت هذه الظاهرة الخطيرة الجنوب الجزائري وانتشرت به بكثرة دون أن تراعي نوعية التهيئة العمرانية لهذه المنطقة الصحراوية. اتصلت النهار بأحد المواطنين الذي كانت له قضية في العدالة مع إحدى شركات الاتصال التي أرادت تنصيب برج الاتصال أمام مسكنه دون استشارة سكان الحي المتواجد بالرويسات بورقلة التي تشهد هي أيضا انتشارا واسعا لهوائيات الاتصال التابعة لشركة نجمة وجيزي وموبيليس في السنوات الأخيرة، حيث أكد أن إنشاء الأبراج بالجنوب الجزائري لم يخضع إلى دراسة علمية تحمي صحة المواطن، مشيرا أن البنايات بالجنوب جميعها ذات طابق واحد أو طابقين، الأمر الذي يسمح لمرور الذبذبات إلى داخل المساكن، مضيفا أن تلك الأبراج صارت تفرض نفسها داخل المجمعات السكنية وأمام المدارس والمستشفيات. كما أعرب عدد من المواطنين الذين تحدثت إليهم "النهار" عن مخاوفهم من تركيب أجهزة الاتصالات في الأحياء السكنية من دون استشارتهم، مشيرين إلى درايتهم بحجم الخطر الذي يهددهم، حيث أفادوا في تصريحاتهم أنهم كثيرا ما سمعوا عبر أجهزة الاتصال عن الخطر الذي يصطحبه الهاتف النقال فما بالك بحجم خطر هذا الأخير الذي يؤثر على الصحة العامة، حسب ذات المتحدثين الذين أضافوا أن الذبذبات التي تصدر عن البرج الهوائي تتسبب في أمراض سرطانية على المدى البعيد، وحسب ما نشرته المنظمة العالمية للصحة مؤخرا. الأمر يعتبر مخالفة صريحة لضوابط الترخيص بإنشاء أبراج الاتصالات بتلك الطبقة الفوضوية لكن لا يوجد قانون محدد لضبط هذه الظاهرة الغريبة، حيث أفاد مسؤول بإحدى المؤسسات بعد تجاوز عدد الهوائيات بمدينة ورڤلة المائة أنه لحد الساعة لم تؤكد أي جهة معنية عالمية كانت أو وطنية خطورة تلك الهوائيات على صحة المواطن، لكن هذا لا يمنع من القول أنها فعلا قد تكون مصدر خطر على الصحة، مشيرا بقوله "النقال وحده خطر على الصحة فما بالك بالهوائيات"..."رغم معرفتنا لهذا الأمر فنحن لا نستطيع الاستغناء على تلك الوسيلة التي صارت جزءا من حياتنا".