أوقفوا أبناءهم عن الدراسة بسبب الفقر احتج، أمس، العشرات من عمال مشاتل سفيزف بسيدي بلعباس، ودخلوا في إضراب من أجل لفت انتباه السلطات العليا بغية التدخل لانتشالهم من مظاهر الغبن التي تلاحقهم منذ سنة 2010 إلى يومنا هذا، تارة بسبب تأخر الأجور والأثر الرجعي وتارة أخرى بسبب المشاكل التي تتخبط فيها المشاتل من نقص العتاد والدعم والمشاريع التي باتت ترهن مستقبلهم، حيث وصل الأمر لدى البعض منهم إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة نتيجة الفقر المدقع وتدهور صحة البعض منهم. دق، أمس، 72 عاملا في هذه المشتلة ناقوس الخطر، والتي تعتبر من بين أكبر وأقدم المشاتل على مستوى الجهة الغربية كونها ساهمت في مشروع السد الأخضر ولازالت تدعم العديد من المشاريع على المستوى الوطني، لكنها اليوم تعاني من عدة مشاكل، وهو الأمر الذي دفع بعمالها إلى الدخول في إضراب، مطالبين بتدخل رئيس الجمهورية ووزير الفلاحة لرفع الغبن عنهم في أقرب وقت ممكن، من خلال تسديد أجورهم الشهرية المتأخرة لمدة 4 أشهر. فضلا عن صب مخلفات الأثر الرجعي وتدعيم المشاتل بالعتاد اللازم من أجل النهوض بالشركة وتقديم مشاريع لها حتى تكون في المستوى المطلوب، حيث أكد العمال في هذا السياق أنهم تلقوا من أجل تسديد أجر شهر إلا أنها كانت مجرد وعود كاذبة – حسبهم- ويتواجد العمال في وضعية خطيرة بعد حوالي 17 سنة خدمة. في السياق ذاته، طالب المحتجون بضرورة الحوار معهم للوصول إلى نتائج ترتقي بالشركة إلى مصاف الشركات الأخرى، إذ هناك مشاتل في وهران وتلمسان وعين تموشنت تتواجد في أحسن الوضعيات، في حين أن مشاتل لتلاغ وسفيزف ومعسكر تعاني، وعليه وجهوا صرختهم للقاضي الأول في البلاد للنظر في وضعيتهم، بعد أن قام جلهم بتوقيف أبنائهم عن الدراسة بسبب نقص الدخل، فهم يدينون لصاحب الدكان و«أوبيجيي» و«سونلغاز» وغيرهم. للتذكير، فإن مشاتل سفيزف توظف حاليا 72 عاملا بعدما كانت توظف زهاء 120 عامل في 19 هكتارا، هذه المساحة التي تتوفر على الورود وأشجار الغابات وغيرها باتت تتطلب التفاتة جدية من قبل المسؤولين الذين حاولنا الاتصال بهم لكن من دون جدوى.