بعفوية كبيرة ، وحماس شديد راحت تسرد به لنا، إحدى معارفنا أصلها من ولاية تيزي وزو، والقاطنة بولاية بومرداس، كيف أنها نجت بأعجوبة من قبضة الأمن والعدالة، منذ خمسة عشر يوما وتحديدا يوم الثلاثاء بتهم الضرب، الجرح العمدي، التهديد بالقتل وممارسة الدعارة وتحويل محل تجاري للفسق، وهذا بفضل ''شيكور'' حزب الأرسيدي. محدثتنا تعد من العاهرات غير المحترفات، وتنشط بهذا الميدان بسرية تحت غطاء مهنة الحلاقة. وقائع هذه الحادثة كما جاء على لسانها كانت صبيحة الثلاثاء كما ذكرنا، وأثناء تمركزها ولفترة وجيزة بصالون حلاقة للنساء يقع بشارع كريم بلقاسم بالمدينة الجديدة بولاية بومرداس، قررت مالكته بأن تطرد نهائيا إحدى العاملات هناك التي تبلغ من العمر ثلاثين سنة وتنحدر من منطقة بني زمنزر، لكنها تصدت لهذا القرار، مشترطة أن يمس أيضا الموظفة الجديدة ''محدثتنا''، بعبارة أخرى أي أنها لو غادرت سترافقها هذه الأخيرة ما أدى إلى نشوب شجار عنيف بين الثلاثة، حيث توجهت الضحية تلك المنحدرة من بني زمنزر وتعد ابنة إحدى المشعوذات المعروفة محليا إلى مقر الشرطة لإيداع شكوى والدماء تنزف من فمها وأنفها، حيث تنقلت عناصر الشرطة على التو، قبل أن يغادروا، بعد أن تبين أنه لا يعدو أن يكون شجار روتينيا بين العاهرات، وبعدها توجهت الضحية إلى مقر الأمن الولائي لإيداع شكوى رسمية، حيث تم سماع أقوالها، وضبطها في محضر علما أنها أفرغت جعبتها ضد زميلاتها وكشفت المستور عن ذاك المحل الذي تحول إلى وكر للدعارة، وبعد أن بلغ الخبر مسمع صاحبة صالون الحلاقة، أخبرت زوجها الذي يشغل طباخا، وبدوره، هرول ودخل في اتصالات كثيفة مع أصدقائه، ومعارفه في سبيل إنقاذ زوجته وعاملتها من المأزق، وأفضت تلك الاتصالات، بربطه، من طرف صديقه بنائب بالمجلس الشعبي الوطني المنتمي لحزب الأرسيدي الذي لبى النداء بالتدخل السريع، حيث تنقل في ليلة ذلك اليوم رفقة ذلك الطباخ إلى مقر الأمن الولائي لتيزي وزو طالبا رؤية محضر السماع، وبعد أن قدمه له محافظ الشرطة مزقه النائب أمام مرأى عينه، قبل أن يغادر بكل هدوء كأن الأمر لا يتعلق بإهانة هيئة نظامية والتعدي على القانون، علما أننا طلبنا من محدثنا أن تكشف لنا اسم هذا النائب المعروف لكنها ردت وأقسمت أنها لا تعلم ولا تعرفه، مكتفية بالقول -حسب ما قيل لها- أنه قريب جدا من الزعيم سعيد سعدي أو بعبارة أخرى كما أردفتها بأسلوبها وطريقتها ''إنه يندرج تحديدا أسفل رتبة سعيد سعدي''. من جهتها، ''النهار'' أجرت اتصالا هاتفيا بشرطي يشغل بمصلحة الشرطة القضائية لذات المقر، حيث أكد الأمر قائلا أنه سمع بهذه القضية، لكننا لمسنا رفضه الخوض فيها، حيث قال لنا أنه لم يكن حاضرا، حيث كان في تسريح بمنزله العائلي.