التسلية لمدينة بجاية التي تقع وسط عدة أحياء، آهلة بالسكان إلى وكر مركزي للمجرمين و الشواذ والعاهرات، وتشهد تدنيا فضيعا في وضعيتها من خلال انتشار البناءات الفوضوية وغياب الصيانة و الحراسة من قبل مصالح البلدية التي لم تتمكن من التحكم في الوضع، بالرغم من محاولات المجلس البلدي الذي أقر في دورته الأخيرة تخصيص غلاف مالي لتسييج الحديقة، وفرض حراسة دائمة على مستوى مداخلها للحد من المظاهر المشينة التي انعكست سلبا على المنظر الخارجي للحديقة. وبحسب معلومات وصلت مسامعنا، فإنه خلال العطلة الربيعية الأخيرة، تعرضت العديد من الأسر لتحرشات من طرف مجموعة أشرار، تتخذ من البحيرة التي تتوسط الحديقة مركزا لها، مما حرم الأطفال من استغلال مربع الألعاب المخصص لهم، خوفا من تعرضهم لما لا يحمد عقباه، إلى ذلك تحاول عناصر الشرطة التابعة للأمن الحضري الخامس المختصة إقليميا محاربة هذه الظاهرة، إلا أن الأمور سرعان ما تعود إلى حالها، بعد انسحاب أعوان الشرطة، مما يستدعي حسب العارفين الإسراع في تسييج الحديقة و تأمينها عن طريق توظيف حراس دائمين وعمال يسهرون على أمنها ونقاوتها. ومعلوم أن حديقة التسلية التابعة إداريا لمصالح بلدية بجاية، قد تعرضت خلال السنوات الماضية، إلى احتلال لأجزاء هامة منها، من خلال الترخيص للعشرات من أصحاب الأكتاف العريضة الذين أنجزوا مباني وفيلات وفندقا و مرقصا ليليا، وهي القضية التي كانت محل تحقيق من قبل مصالح الأمن، قبل أن يتدخل الوالي السابق لبجاية الذي شن حربا ضد البناءات الفوضوية. وبرأي نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي حميد مرواني المكلف بالشؤون الاجتماعية، الرياضية و الثقافية، فإن مصالح بلدية بجاية بالتنسيق مع مصالح الأمن، بصدد إعداد خارطة طريق يتم بموجبها استعادة الوجه الحقيقي للحديقة، وتحويلها إلى معلم سياحي و ثقافي تحسبا لموسم الاصطياف المقبل. وبرأي رئيس البلدية حناش الذي تحدثنا إليه حول الموضوع، فإن مصالحه في انتظار تدخل مديرية أملاك الدولة لتحويل الحديقة إلى ممتلكات البلدية، وذكر أن لجنة التعمير قد أعدت مخططا تقنيا لاستعادة الوجه الحقيقي للحديقة، إلا أن المشكل ما يزال مطروحا أمام مديرية أملاك الدولة، بالرغم من مراسلات الوالي السابق في هذا الخصوص.