تتوفر حديقة الزيفير، التي تعتبر من أقدم حدائق الولاية، بدليل احتفاظها بتمثال الزيفير، الذي يعني إله الريح حسب الأسطورة، فكلمة الزفير اسم يعود للحضارة الرومانية القديمة. وينتمي أغلب زوار هذه الحديقة إلى فئة المسنين، الذين يقضون وقتهم في ممارسة ألعاب الدومينو و الرامي و الداما ، بينما يركز آخرون منهم على تصفح الجرائد اليومية وسط أحضان الطبيعة الخلابة، فيما يتجاذب آخرون أطراف الحديث حول مواضيع الساعة المتعلقة بالخصوص حول أوضاع المعيشة، ومقارنة الوضع الحالي بماضيهم الذي كان رغم صعوبته أكثر أمانا وأمنا على حد تعبير العديد من رواد الحديقة من العقد الأخير من العمر، فانتظار موعد الإفطار في شهر رمضان يعتبر حافزا إضافيا للإقبال الكبير على الحديقة، التي لقيت عناية خاصة من السلطات المحلية من خلال تخصيصها لأعوان قائمين على الحراسة و النظافة.. وتتمركز الحديقة العمومية الثانية بداخل مركب التسلية بأعمريو، في اتجاه ملعب الوحدة المغاربية و طريق الجامعة، حيث تعتبر بمثابة استراحة لكل من يقصد الحديقة ، خاصة الأطفال الذين يستمتعون بالمركز الصغير لألعاب التسلية الذي يفتح أبوابه أمام العائلات حتى منتصف الليل. إلا أن الوضع الكارثي للأرجوحات و معدات التزحلق ، يشكل خطرا فادحا على الأطفال الذين يغامر جلهم باللعب في ذات الظروف التي تتطلب تدخلا عاجلا من طرف السلطات المحلية لتغييرها وتنظيف المحيط ، كما أكده مسير مركز التسلية الوحيد بالولاية، الذي استغل حضور"الفجر" لتوجيه نداء لرئيس البلدية قصد الاستفادة من يد العون، بتوسيع نشاطه من خلال تخصيص مساحة إضافية ستسمح له باقتناء ألعاب جديدة ، خاصة، كما قال، أن الحظيرة تتربع على مساحة شاسعة لم يتم استغلالها لحد الساعة ، كما ناشد مسير المركز السلطات الأمنية بتوفير الأمن للعائلات بعد تنامي مسلسل الاعتداءات والمضايقات..إذ صرح لنا بعض المواطنين الذين التقيناهم بعين المكان، أنه من العار على مدينة سياحية وتاريخية كبجاية، لا تحتوي على مركز تسلية كبير يكون فضاء للعب الأطفال و أكثر أمان للعائلات. فكم كانت دهشتنا خلال زيارتنا الميدانية لمجموع الحدائق العمومية التي تحتويها المدنية، عندما اكتشفنا غلق حديقتين بحي بمفترق الطرق المؤدي إلى المخرج الشرقي لعاصمة الولاية، بالقرب من ملعب بن علواش البلدي والذي برره نائب رئيس بلدية بجاية السيد حميد مرواني الذي استقبلنا بمكتبه، بغياب رواده واقتصار الحضور على المتشردين والمنحرفين ، مما دفعنا إلى غلقه، بعدما تحول إلى وكر للدعارة وسهرات المجون على وقع المسكرات من خمر و مخدرات . لحسن الحظ أن مواصلتنا لرحلة البحث عن الحدائق العمومية بعاصمة الحماديين، لم يسفر عن مفاجآت غير سارة أخرى، إذ كشف لنا المواطنون الذين التقيناهم بحديقة باب البحر المحاذية لميناء بجاية ، والتي تحتضن المحطة الرئيسية للنقل الحضري، بأنهم يتمتعون بزيارتها لأنها توفر لهم الترفيه عن النفس. ومن جهتهم عبر رواد حديقة الزياتين عن ارتياحهم وترحيبهم بالإجراءات التي اتخذتها البلدية تحسبا لشهر رمضان المعظم، بتوفير ظروف أفضل لتسلية الأطفال وسط محيط نظيف. للتذكير فإن بلدية بجاية التي تحوي 7 حدائق عمومية وعد رئيس مجلسها البلدي السيد الطاهر حانش خلال حملته الانتخابية بإعادة الاعتبار لها، و توفير الجو والمناخ الملائم للعائلات البجاوية في الترويح عن النفس و الاستمتاع بالمناظر الخلابة للمدينة، التي تعتبر من أجمل مدن الجزائر.