يتوجه هذا الأسبوع وفد من بلدية قمار بولاية الوادي إلى فرنسا في إطار التبادل الثقافي والعلمي بين كل من بلدية نانتير الفرنسية التي تقع في ضواحي باريس وقمار بالواديو ، تحوم الشكوك حول نجاح هذه الزيارة والتبادل، خاصة بعد فشل هذا النشاط في وقت سابق مع مغنية بتلمسان حينما رفع بعض أعضاء الوفد الزائر من فرنسا دعاوى قضائية ضد السكان الأصليين في المنطقة يتهمونهم فيها بالاستحواذ على أملاكهم العقارية على حد قولهم، إلى جانب فشل زيارة مماثلة إلى سطيف عندما انتشر السواح في الحي القديم للمدينة حينها اكتشف السكان أن هؤلاء السواح من اليهود فبدأت المطاردة. ويحرك هذه القضية رئيس بلدية نانتير الفرنسية اليهودي الأصل الذي يركز في هذا النشاط على المناطق التي كان اليهود يتواجدون فيها بشكل كبيرة، حيث يُعرف أن اليهود غادروا قمار سنة 1908 بعد احتلال فلسطين وبدأت العلاقة مع اليهود في الوادي، تأخذ بعدا عدائيا بشكل واضح وصريح، مع انتشار الوعي الوطني ودعم العلامة عبد القادر الياجوري آنذاك لسكان قمار الذي دعاهم آنذاك إلى مقاطعة اليهود سنة 1908. وتأتي هذه الزيارة لوفد بلدية قمار إلى نانتير الفرنسية بعد زيارة رئيس هذه البلدية في الشتاء الماضي ولاية الوادي، وأقيم على شرفه مأدبة عشاء في إقامة رجل الأعمال الجيلالي مهري، فيما رفض سكان قمار استقباله وتمت دعوته إلى العشاء الذي جلب من أحد الفنادق المشهورة بالولاية في زيارة سرية إلى قمار وتم الإمضاء على برتوكول اتفاق بين نانتير الفرنسية وقمار الجزائرية ينص على ضرورة إقامة جسور التبادل الثقافي والعلمي بين البلديتين. ويتخوف الكثير من المتتبعين من إقدام وفد ولاية الوادي على الإمضاء على بنود واتفاقيات لا يدري أحد ما هي أبعادها الحقيقية، خاصة أن عيون اليهود على قمار والوادي ورفع الكثير من الدعاوى القضائية بسكان قمار والوادي في إطار التوأمة والتبادل التي تقام حولها الكثير من الشكوك والريبة في الوقت الذي تتصارع فيه العديد من الجهات والأطراف حول من سيكون له الحظ للسفر إلى فرنسا. كما أكد الكثير من الملاحظين أنهم ليسوا ضد زيارة الوفد الفرنسي في إطار التبادل الثقافي مثلما حدث في الاحتفال بمئوية مدرسة قمار، لكن إن استغل هذا الحدث من طرف الفرنسيين لأغراض أخرى فهذا أمر لا يقبل. كما علمت ''النهار''أن شخصيات نافذة في الولاية تسعى جاهدة إلى كسب ود رئيس بلدية نانتير الفرنسية كي تنال الحظوة والاستقبال، في انتظار ما تخفيه الأيام من وراء هذا التبادل الثقافي حيث يعتبر اليهود الجزائر بلدا عاص وغير مطيع، كما يعتبر خبراؤهم أن الشعب الجزائري الأكثر كرها لليهود الذينأعينهم على عقارات وأملاك في قمار والوادي. وقد سبق لليهود أن عاشوا في الوادي منذ التسعينيات في كل من الرباح وقمار ووسط بلدية الوادي في حي الأعشاش وتعتبر قمار المنطقة الوحيدة في ولاية الوادي التي بها مقبرة ومعبد لليهود لكنهم غادروها سنة 1908 على صيحات اليهود كلابنا وفلسطين بلادنا.