و بذلك تبدأ الفتاة في البحث عن ملئ الفراغ الذي تسببه لها الظاهرة، من خلال الخروج من المنزل الذي يؤدي في العديد من الحالات إلى نتائج سلبية على البنت والأسرة. "حبيبة" إحدى الفتيات اللواتي وقعن ضحية لمثل هذه التصرفات الصادرة من الأم حيث أكدت في لقاء جمعها ب "النهار" أن سبب سوء تفاهمها مع الأم هو الأب الذي يدلعها كثيرا و لا مانع له في طلبها الخروج من المنزل و حرصه عليها بتوفير لها كل حاجياتها وتقول " اصف أمي بزوجة أبي" لأنها دائما تحاول أن تحرجني وسط العائلة، و تشير أن في كل مرة تكون مشاكل بين أمها و أبوها بسببها ، و راحت تقول سليمة 18 سنة أن أمها تغار منها لأنها تلبس آخر صيحات الموضة ما يجعلها تمنعها من الخروج في غالب الأحيان رغم "أني أصارحها بكل ما أقوم به" تضيف المتحدثة ، و قالت جميلة أم لبنتان و طفل أن "بناتي يتسببن في مشاكل بسبب تدليلي لابني الأصغر ما يثير غضبهن و غيرتهن خاصة فيما يخص اقتناء الملابس و المأكولات ، و أكد رشيد أن زوجته تعاتبه عندما يدلل ابتنه بحجة أن الدلال يفسد سلوك ابنتها و يؤدي بها إلى التصرف بطريقة غير لائقة سواء في المنزل أو خارجه ، كما وصفت" باية" الحالة بمرحلة المراهقة أين تحس الفتاة بكبرها و تقول الأم أنها كلما تحاول نصح ابنتها عن الخطأ ترفض دائما و تقول لها "أنا دائما المخطئة " لأن ابنتها لا تأبه للخطأ و تحس نفسها دائما على صواب. سن المراهقة هو سبب حدوث المشاكل الأسرية أكدت الأخصائية النفسانية "زميرلي سهيلة" من مستشفى بلفور بالحراش أن سوء التفاهم الذي يقع بين الأم و ابنتها في غالب الأحيان يكون في سن المراهقة محددة إياه ما بين 14 إلى 18 سنة بسبب التغيرات التي تطرأ على البنت جسديا و نفسيا حين تحس البنت بكبرها و هنا تنشا منافسة بين البنت و أمها ، و محاولة البنت لاتخاذ مكانة الأم في العائلة ، و هذا ما يؤدي بالأم إلى معاملة بنتها بصفة قاسية تضيف الأخصائية النفسانية وهو حسبها ما يجعل البنت تحس بكره الأم لها و تميل أكثر إلى الوالد الذي يحاول دائما تصليح العلاقة بينهما و خلق جو ملائم داخل العائلة ، و تقول ذات المتحدثة أن العلاج الأنسب لإصلاح هذه العلاقة هو الحوار تبادل النقاش بين أفراد العائلة أي محاولة الأم تفهم وضعية البنت في سن المراهقة حيث أوضحت " زميرلي" كل فرد في العائلات الجزائرية يتصرف كما يحلو له دون النظر إلى الأطراف الأخرى التي يمكن أن يستفيد الكل من أراء بعضهم، و حذرت الأخصائية في حديثها من تفضيل الأم لأحد أولادها على الآخر كما هو معروف عند بعض العائلات التي تفضل الابن على البنت نظرا للنتائج السلبية المنجرة عن ذلك. و هو نفس الرأي الذي شاطره فيها العديد من المختصين النفسانيين .