دعا رئيس مجموعة العقلاء السيد احمد بن بلة اليوم الاحد بطرابلس (ليبيا) المجموعة الى التفكير من اجل مواجهة النزاعات المترتبة عن الانتخابات في افريقيا التي تعد تحديا وكذا مصدر قلق. في تدخله في اشغال الاجتماع ال6 لمجموعة العقلاء للاتحاد الافريقي اعتبر السيد بن بلة ان "اعادة بروز الازمات والنزاعات الناتجة عن المسارات الانتخابية في افريقيا يستوقفنا ويفرض على مجموعتنا الشروع في تفكير عميق حول السبل والوسائل الملائمة لمواجهتها". ويتعلق الامر في نظره ب"المساهمة في ازالة الصعوبات قبل ان تفضي الى نزاعات من خلال خلق ديناميكية للتهدئة والتقريب بين الاطراف". و دعا السيد بن بلة رؤساء الدول والحكومات الى اتخاذ القرارات المناسبة "لجعل المسارات الانتخابية في افريقيا تضمن الاستقرار الضروري للسلم والتنمية في القارة". واشار في هذا السياق ان النتائج و التوصيات التي تمت المصادقة عليها في القمة الاستثنائية الاولى للألية الافريقية للتقييم من قبل النظراء المنعقدة في كوتونو يومي 25 و26 اكتوبر 2008 وكذا تلك الصادرة عن الورشة حول النزاعات المتعلقة بالانتخابات في نوفمبر الفارط في نايروبي "يمكن استعمالها كمراجع" في اجتماع مجموعة العقلاء. ويرى السيد بن بلة انه من "الضروري ان يتم تعزيز الحكامة و الادارة الانتخابيتين" كما ينبغي ايضا "توطيد التقدم الديمقراطي وضمان استقلال المسار الانتخابي من خلال تعزيز اللجان الانتخابية واجراءات تشريعية اخرى لضمان انتخابات حرة وعادلة وذات مصداقية". واضاف ان فكرة انشاء الية مشتركة لتسيير الانتخابات في افريقيا قائمة على اساس معايير متفق عليها تستحق الدراسة بعمق. واعتبر ان انضمام الفاعلين السياسيين الى الحوار و التشاور و قبولهم لقواعد اللعبة الديمقراطية "ضمانا اخر من اجل تسيير توافقي و آمن للمسار الانتخابي قصد بعث الديمقراطية و الحفاظ على السلم و الاستقرار". واشار السيد بن بلة الى ان المجموعة التي يتراسها تولي اهمية خاصة لمسالة النزاعات المترتبة عن الانتخابات لانها "ترتبط بتعزيز دولة القانون وترقية الحكم الراشد والاستقرار في قارتنا". واضاف ان التحولات التي شهدتها افريقيا اثر الاصلاحات السياسية تكرست من خلال تعجيل مسارات دمقرطة البلدان الافريقية و اقامة دولة القانون فاسحة المجال لتسيير افضل لشؤون الدولة و الحكم الراشد. "ان المسارات الديمقراطية التي شرعت فيها عدة دول اثارت بشكل غير متوقع انشغال كبير بسبب ممارسة ديمقراطية لم تخلو من خطر الانزلاقات هددت استقرارها وامنها". واضاف ان "الالتزام الافريقي لصالح الديمقراطية وانتخابات حرة وشفافة يعكس مدى انشغال القادة الافارقة امام الضغوط و اللاستقرار اللذين يضعفان القارة ويضران بامكانيتها البشرية والمالية و لاحظ السيد بن بلة ان قرار قمة الجزائر لسنة 1999 و إعلان لومي لسنة 2000 حول التغيرات اللادستورية اللذين صادق عليهما الاتحاد الافريقي الى جانب إعلان الاتحاد الافريقي حول المبادئ المسيرة للانتخابات الديمقراطية بأفريقيا المصادق عليه سنة 2002 هي "أدوات لترقية الديمقراطية". واضاف السيد بن بلة قائلا "لقد جاء الإعلان الخاص بالحكامة الديمقراطية و السياسية و الاقتصادية و تسيير المؤسسات الذي أصدر في اطار مبادرة الشراكة الجديدة من اجل التنمية بأفريقيا ليدعم هذه القفزة الديمقراطية". من جانب آخر اعتبر رئيس مجموعة العقلاء للاتحاد الإفريقي ان مجلس السلم و الأمن و المفوضية الافريقية قد ساهما في تقدم مسارات السلام و في تحقيق خطوات "معتبرة" في طريق استرجاع و تعزيز السلم و الاستقرار. و اكد السيد بن بلة ان الآلية الافريقية للتقييم من قبل النظراء التي انظمت اليها 29 دولة "تساهم هي الاخرى في هذا المسار الافريقي الذي يهدف اساسا الى ترقية السلم و الديمقراطية و التنمية المستدامة". و في هذا الصدد ذكر بالقمة الاستثنائية الاولى للآلية الافريقية للتقييم من قبل النظراء التي انعقدت في العاصمة البينينية كوتونو في شهر اكتوبر 2008 و التي تمحورت حول إشكالية الانتخابات بأفريقيا مشيرا ان الإعلان النهائي للقمة قد تبنى إقتراح رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بخصوص انشاء آلية مشتركة تتكفل بتسيير الإنتخابات بالقارة الافريقية تعتمد على مقاييس متفق عليها. كما تبنى الإجتماع الإقتراح المتعلق بظمان استقلالية المسار الإنتخابي من خلال تدعيم اللجان الانتخابية و اجراءات تشريعية اخرى من اجل انتخابات حرة و عادلة كما تمليه الديمقراطية و كذا الحكم الراشد بأفريقيا. و في خضم ذلك نوه السيد بن بلة ب"التقدمات المعتبرة" التي حققتها المسارات الإنتخابية و الإنفتاح السياسي بأفريقيا الذي تجلى من خلال احترام التعبير الحر لإختيار الشعب و نقل الحكم عن طريق صناديق الإقتراع. كما اشار السيد بن بلة ان تسوية أزمتي كينيا و زيمبابوي اللتان "اختاراتا المضي قدما في طريق الاستقرار و المصالحة الوطنية تتويج يمكن لأفريقيا ان تعتز به". و بالمقابل اكد ان "عملا كبيرا لا زال ينتظرنا" كما ان "التقدمات المحققة لا يجب ان تحجب بعض النقائص التي سجلت في عدد من التجارب الانتخابية الأخيرة". و سيخصص هذا الاجتماع الذي يسبق القمة الثالثة عشر لرؤساء دول و حكومات الإتحاد الافريقي لمتابعة التفكير الذي اطلق في اجتماع أديس آبابا قبل ثلاثة اشهر حول مسألة الأزمات التي تعقب المسارات الانتخابية بأفريقيا و الذي حظره رئيس المفوضية الافريقية السيد جون بينغ. و افتتحت الدورة ال6 لمجموعة العقلاء للاتحاد الإفريقي أشغالها اليوم الاحد بالعاصمة الليبية طرابلس برئاسة السيد احمد بن بلة.