أنهت مجموعة عقلاء الاتحاد الإفريقي مساء أول أمس، بالجزائر، اجتماعها المخصص لدراسة الأوضاع في الصومال والنزاع في دارفور ومذكرة التوقيف الصادرة عن محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس السوداني محمد حسن البشير. وأكد رئيس مجموعة عقلاء الاتحاد الإفريقي السيد أحمد بن بلة في كلمة ألقاها في ختام الاجتماع أن مسار الديمقراطية في إفريقيا يواجه العديد من العراقيل، وأشار الى ان لقاء نيروبي المقرر الشهر القادم سيخصص "حصريا" لهذا الموضوع. واعتبر الرئيس الجزائري الأسبق ان عدم تأطير المسارالديمقراطي هوالذي يؤدي عادة الى حدوث انزلاقات. وأضاف قائلا "لهذا السبب أسفر تنظيم الانتخابات في بعض دولنا عن احتجاجات عنيفة"، وذكر السيد بن بلة ان النقاش الذي تم على مستوى لجنة العقلاء أظهرت "الأسباب الرئيسية للاختلالات" التي تمت ملاحظتها وأنه تم اقتراح "وضع الخبرة المكتسبة لأعضاء المجموعة تحت تصرف الدول الإفريقية الراغبة في ذلك لمساعدتها في توجيه مساراتها الانتخابية". وأبدى باسم مجموعة العقلاء الأمل في "رؤية هذه المجموعة تساهم إلى جانب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في الوقاية من النزاعات وتسويتها في حال بروزها". وخلص الى القول أن النزاعات في إفريقيا "ليست أمرا حتميا حتى وإن طال أمدها"، ومن جهة أخرى أعرب السيد بن بلة عن "خالص" عرفان أعضاء المجموعة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة "لمشاركته شخصيا في ضمان السير الحسن لأشغال اجتماع مجموعة عقلاء الاتحاد الإفريقي". وفي تدخله أبرز مفوض مجلس السلم والأمن بالإتحاد الإفريقي السيد رمطان لعمامرة الذي حضر حفل اختتام الاجتماع أن مجموعة العقلاء قررت التركيز على المسائل المتعلقة بالعمليات الانتخابية في إفريقيا التي كثيرا ما تسفر على أزمات تهدد استقرار بعض الدول الإفريقية، وأشار السيد لعمامرة أنه تم خلال اجتماع مجموعة العقلاء دراسة "جميع المشاكل الإفريقية المتعلقة بالسلم والأمن" مضيفا أن المجموعة قد توصلت إلى "نتائج" في إطار دعم العمل الإفريقي المشترك لمواجهة هذه الأزمات بالتعاون مع هيئات أخرى وعلى رأسها الجامعة العربية والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي. وكان اجتماع مجموعة العقلاء توج ببيان أشار الى تأكيد أن "المجموعة اتفقت على عقد اجتماعها القادم في نوفمبر 2008 بنيروبي لدراسة مدى تطبيق برنامجها لسنة 2008 وبالخصوص التفكير الموضوعي حول الأزمات والتوترات المتعلقة بالعمليات الانتخابية الذي تمت مباشرته في شهر ماي الماضي في إطار جهود الوقاية من النزاعات للإتحاد الإفريقي"، كما قررت المجموعة مباشرة عدد من المهمات من طرف أعضائها بهدف "تشجيع" جهود السلام في القارة و"بحث كل مساهمة إضافية يمكن أن تقدمها"، ودعت الأطراف السودانية الى التعاون مع الاتحاد الافريقي والجامعة العربية من أجل حل أزمة دارفور، وحثت فرقاء الصومال الى التخلي عن العنف والالتحاق بمسار السلام الجاري.