هزت في ساعة مبكّرة من صبيحة أمس، سلسلة من الانفجارات، عدة نقاط من ولايتي بومرداس وتيزي وزو، وقد خلفت هذه الاعتداءات الإرهابية، في حصيلة إجمالية رسمية، 6 قتلى و13 جريحا، وسط أفراد الأمن والمدنيين. وللوقوف على آثار العمليات الإجرامية التي استهدفت مراكز الأمن، في ثاني عملية إرهابية من نوعها، بعد تفجيري الرغاية ودرقانة، انتقلت "الشروق اليومي"، إلى عين المكان، والتقت عددا من ضحايا التفجيرات، ممن كانوا تحت وقع الصدمة، بينما كثفت مصالح الأمن من تواجدهها. وفي حصيلة رسمية، أفاد بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، أنه تم أمس الثلاثاء، ارتكاب سبعة اعتداءات، في عدد من مناطق ولايتي بومرداس وتيزي وزو، مخلفة ستة قتلى، منهم عنصران من مصالح الأمن، وكذا 13 جريحا، منهم 10 من عناصر مصالح الأمن. وأوضح نفس البيان، أنه في ولاية بومرداس انفجرت سيارة مفخخة ببلدية سي مصطفى (الطريق المؤدي إلى تيزي وزو)، متسببة في مقتل أربعة مواطنين وإصابة مواطنين آخرين وعنصر واحد من عناصر الأمن بجروح. وفي بلدية سوق الحد (الطريق الوطني رقم 5)، التابعة لولاية بومرداس، انفجرت قنبلتان تمّ تشغيلهما عن طريق تقنية التحكم عن بعد، مخلفتين خمسة جرحى من بين عناصر مصالح الأمن. أما في مدينة بومرداس، فقد تسبب انفجار سيارة مفخخة أخرى، في إصابة عنصر واحد من مصالح الأمن بجروح. وحسب ما توفر من معلومات رسمية، فإنه بولاية تيزي وزو، انفجرت سيارة مفخخة في بلدية ذراع بن خدة، مخلفة جريحا ضمن عناصر مصالح الأمن. كما تم تفجير سيارة مفخخة أخرى، تم حسب التحريات الأولية، تشغيلها عن بعد، في بلدية مقلع، بولاية تيزي وزو، متسببة في مقتل عنصرين من مصالح الأمن وإصابة إثنين آخرين بجروح، كما انفجرت سيارة مفخخة أخرى، في بلدية أيلولة أومالو، بالقرب من قرية بوبحير، ممّا تسبب في إصابة مواطن بجروح. التفجيرات الإجرامية التي استهدفت في وقت واحد تقريبا (فجر وصبيحة أمس)، مراكز الشرطة والدرك الوطني، على مستوى بومرداس وسوق الحد وسي مصطفى وذراع بن خدة ومقلع وايلولة أومالو، أثارت موجة من الرعب وسط السكان، خاصة أولئك الذين تعرضت مساكنهم ومتاجرهم الى خسائر مادية من قوة الانفجار. وقد وقفت "الشروق اليومي" على حالة هؤلاء الضحايا، ممن اعتقد بعضهم أن الامر يتعلق بكابوس وليس حقيقة. وحسب شهادات المواطنين، ومصادر من مصالح الأمن، بعين المكان، فإن تفجير سي مصطفى، وهو الأكبر من حيث الخسائر المادية والبشرية، نفذه، حسب المعلومات الأولية، إرهابيون ويجهل عددهم، أوقفوا سيارة يعتقد أنها من نوع (لاغونا أو سافران) بالقرب من مقر فرقة الدرك الوطني، قبل أن يلوذوا بالفرار، وبعدها بلحظات فقط وقع الانفجار، ليتزامن مع مرور سيارة من نوع (رونو اكسبريس)، كانت تقل أربعة أشخاص (ثلاثة رجال وامرة من عائلة واحدة)، تفحموا داخل المركبة. ووقعت التفجيرات الإجرامية، عبر نقاط بعيدة عن بعضها البعض، تتجاوز المسافة بين الهدف والآخر، أكثر من 50 كيلومترا، مثلما هو الحال بالنسبة لمدينة بومرداس ومدينة ذراع بن خدة أو مقلع، ويرجح أن يكون منفذو هذه التفجيرات، حسب مصادر أمنية، ينتمون الى نفس الجماعة والتنظيم، على اعتبار ان تنفيذ التفجيرات تم بنفس الطريقة تقريبا وفي أوقات متقاربة أو متطابقة. وتوجه أصابع الاتهام، الى التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، التي غيرت اسمها إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وهو التنظيم الذي يتخذ من مناطق تيزي وزو وبومرداس معاقل و"قواعد خلفية" لتحريك نشاطها المسلح. ونتيجة لقوة الانفجارات المتزامنة بولايتي تيزي وزو وبومرداس، عاش سكان هاتين الولايتين ليلة بيضاء، حسب روايات العديد منهم، في نقل شهاداتهم ل "الشروق اليومي"، ففي بومرداس، وبالقرب من الجامعة، القريبة من مقر الأمن الحضري، تسببت شظايا الانفجار في كسر زجاج نوافذ البنايات المجاورة، كالعمارات ومكاتب مقر الولاية التي تعرضت لتشققات في الجدران، الى جانب خسائر مادية هامة لحقت بمركز الشرطة. وفي مدينة سي مصطفى (شرق الجزائر العاصمة)، تسبب انفجار السيارة المفخخة، في تصدع بناية الدرك الوطني، وتحطمت مجموعة من السيارات الخاصة، بينما تعرضت المساكن والمحلات المجاورة الى انهيارات متفاوتة، استدعت السلطات المحلية لإحصاء هؤلاء من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة والتكفل بالضحايا. أما ببلدية سوق الحد (شرق ولاية بومرداس)، فقد أحدث الانفجار خسائر معتبرة بواجهة مقر الدرك الوطني، كما استيقظ سكان ولاية تيزي وزو على وقع انفجارات عنيفة، بكل من مقلع وذراع بن خدة وايلولا اومالو (ضواحي بوزقان)، هدفا لها، فإلى جانب عدد الضحايا، ظهرت اثار العمليات الإجرامية على مباني مصالح الأمن وكذا المباني السكنية المجاورة لها، وثارت حالات من الخوف والهلع وسط المواطنين الذين لم يفهموا في البداية الأمر. وحسب مصادر محلية، فإن انفجار ذراع بن خدة (10 كلم عن تيزي وزو)، أصاب 14 شرطيا بجروح متفاوتة الخطورة، ومن بين الجرحى أفراد من عائلات أعوان الأمن. وأشارت بعض الشهادات ل "الشروق اليومي"، إلى ان سيارة سياحية من نوع (مرسيدس)، كان على متنها أربعة أشخاص، اقتربت من مقر الشرطة القضائية، بينما قامت مجموعة أخرى بإطلاق وابل من الرصاص، لتمكين زملائهم من الفرار، قبل أن يتم الانفجار، الذي خلف أضرارا مادية، أهمها تحطيم المقر الإداري وعدة جدران لمقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية، بينما استخدم الإرهابيون بمنطقة ايلولا أومالو، سيارة من نوع (رونو 4)، التي انفجرت وسط الطريق مخلفة قتيلا، كما شهد المستشفى الجامعي محمد نذير، بولاية تيزي وزو، حالة استنفار قصوى، جراء إنذار كاذب بوجود قنبلة. بصمات "الجماعة السلفية" في تفجيرات بومرداس وتيزي وزو قال شهود عيان في تصريحات ل "الشروق اليومي"، أمس، أنهم سمعوا منفذي التفجير الإجرامي الذي استهدف مقر الدرك الوطني ببلدية سي مصطفى (ولاية بومرداس)، يصيحون عندما فروا بعد ترك السيارة المفخخة، وهو يرددون عبارات: "الله أكبر.. الطغاة" (..)، وهو ما يؤكد بصمات تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، المعروفة بهذا النوع من الخطاب. من ناحية أخرى، أفادت مصادر محلية، بأن مصالح الأمن بمدينة ذراع بن خدة (ولاية تيزي وزو)، تمكنت من إصابة أحد الإرهابيين الذين كانوا على متن السيارة المفخخة التي استهدفت مقر الشرطة، وشرعت المصالح الأمنية بعد ذلك في عملية ملاحقة وتمشيط واسع النطاق بحثا عن المجرمين. ويلاحظ أن تفجيرات أمس، بولايتي بومرداس وتيزي وزو، تتشابه من حيث طريقة التنفيذ، مع التفجيرين اللذين استهدفا قبل قرابة الشهرين، مركزي الأمن بدرڤانة والرغاية، وهي العملية التي تمت في الليل، وتبنتها "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، في بيان لها في موقعها عبر شبكة الأنترنيت، وقالت إن اختيار هذا الوقت، مرده إلى "تجنب ضحايا وسط المدنيين". ج/ لعلامي: [email protected] الجامعة العربية تدين الاعتداءات في منطقة القبائل أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بشدة أمس الثلاثاء، في بيان له "التفجيرات الإرهابية" التي وقعت في منطقة القبائل شرق العاصمة الجزائر، ما أدى الى مقتل ستة أشخاص. وجاء في البيان أن "الجامعة العربية تدين بشدة هذا العمل الإجرامي الذي لا يمكن تبريره"، وأكد على تنديد الجامعة العربية "بهذه العمليات الإرهابية وما تمثله أو تهدف إليه". وعبّر موسى عن "تضامن جامعة الدول العربية مع الجزائر حكومة وشعبا في معركتها ضد الإرهاب الذي يستهدف الأبرياء ويحاول النيل من استقرارها وأمنها". وقتل ستة أشخاص وجرح 13 شخصا آخر أمس الثلاثاء، في سبعة هجمات بالقنابل والسيارات المفخخة في منطقة القبائل شرق العاصمة الجزائرية، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية في بيان لها. وجاء في البيان أن "سبعة هجمات بالمتفجرات نفذت الثلاثاء، في ولايتي بومرداس وتيزي وزو، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم عنصران في قوى الأمن، وجرح 31 شخصا، بينهم عشرة عناصر في الأجهزة الأمنية". إعلان عن وجود قنبلة يحدث هلعا في مستشفى بتيزي وزو عاش مرضى وعمال وأطباء المستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو طيلة صبيحة أمس، حالة ذعر ورعب بالإعلان عن وجود قنبلة في المستشفى. وحسب ما أفادتنا به مصادر، فإن الإنذار الأول أطلقه أطباء المستشفى مستنجدين بقوات الأمن، بعد عثورهم على رسالة غامضة في أحد المكاتب تفيد بوقوع انفجار لقنبلة داخل المستشفى بتاريخ أمس، قوات الأمن تدخلت على الفور وقامت بتفتيش كل أرجاء المستشفى ومصالحه المتعددة، لكنها لم تعثر على أي شيء مشبوه وأدركت حينها أنه إندار خاطئ. حسان زيزي "القاعدة" تتبنى اعتداءات بومرداس وتيزي وزو تبنى تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، أمس، الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت مراكز الأمن والدرك الوطني في كل من ولايتي بومرداس وتيزي وزو. وأعلن التنظيم المسلح في بيان نشره على الانترنت تحت عنوان "غزوة أبي البراء أحمد" تلقت الشروق اليومي، نسخة منه تبنيه للإعتداءات التي خلفت مقتل ستة أشخاص وإصابة 13 آخرين، حسب حصيلة رسمية.