قال بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية أن الهجوم الانتحاري الذي استهدف صباح الثلاثاء مركز الشرطة القضائية بمدينة الثنية التابعة لولاية بومرداس الواقعة على بعد 50 كلم من الجزائر العاصمة، خلف قتيلين و23 جريحا، في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر أخرى عن أربعة قتلى وأكثر من 30 جريحا. وعلمت الشروق من مراسلتها المتواجدة بموقع التفجير أن الانتحاري كان يقود سيارة من نوع "رونو كلاسيك" عجز عن الوصول إلى داخل المبنى بعدما تفطن له عناصر الأمن الذي أطلقوا عليه الرصاص، قبل أن يضطر إلى تفجير سيارته قبل الوصول إلى الهدف المقصود، وهذا لم يمنع من حدوث أضرار بالغة بمقر الشرطة القضائية، و كذا مقر الدائرة الادارية والبلدية للثنية، اضافة الى تحطيم واجهات المباني المجاورة. وحسب مدير مستشفى الثنية حكيم باي فانه تم نقل شخصين حالتهما خطرة الى مستشفى زميرلي بالعاصمة لتلقي العلاج ، فيما تم وضع فرق متخصصة للتكفل النفسي بالمصابين . وتم تنصيب لجنتين ولائيتين، واحدة مهمتها تقييم الخسائر والأضرار البشرية والمادية، والثانية متابعة الوضع. وفي الوقت الذي لم يكشف فيه ما يسمى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عن هوية الانتحاري الجديد، فإن معلومات غير مؤكدة بدأت تتحدث عن فتاة قد تكون هي أول انتحارية نفذت هجوم الثلاثاء، حيث سبق لمصالح الأمن الجزائرية في العاصمة أن باشرت عملية بحثا دقيقا ومكثفا عن فتاة تم التأكد من التحاقها بصفوف الإرهابيين، لكنها سرعان ما اختفت عن الأنظار وهربت من بيتها في عين النعجة بالعاصمة، بعدما اكتشفت مراقبة مصالح الأمن لتحركاتها. كما لا تستبعد مصادر أمنية بموقع التفجير أن تكون منفذ العملية الانتحارية امرأة. هذا ويأتي انفجار الثنية بعد أقل من شهر من اصطدام سيارة محملة بالمتفجرات بمركز للشرطة في بلدة الناصرية الواقعة على بعد نحو 120 كيلومترا شرقي العاصمة في الثاني من جانفي الجاري، وقد أسفر عن مقتل أربعة من الشرطة وإصابة 20 شخصا. وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي " الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا مسؤوليته عن الهجوم ، وترجح مصادر أمنية أيضا أن تكون العملية الإرهابية التي هزت صبيحة اليوم مدينة الثنية تحمل بصمات "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". الشروق أون لاين