يمثل، غدا الأحد ، الموقوفون الخمسة في الشبكة الدولية المرتبطة بإسرائيل والمتخصصة في تهريب المخدرات، التي تم تفكيكها من طرف قوات الأمن المشتركة بالوادي، والتي تضم المدعو ''بشه الجريدي'' زعيما لها، والذي جمع حوله ابن إمام مازال في حالة فرار، ومتهما آخرا يدعي بانتمائه للتيار السلفي وعون حماية مدنية عامل بوحدة ڤمار كمساعدين له، حسب ما علم أمس الجمعة من مصادر خاصة ب''النهار''. كشفت مصادر ''النهار'' التي كانت السباقة إلى الكشف عن تفاصيل القضية، فإن المستجد في هذه القضية تمثل في التعرف على هوية شخصين آخرين، هما شركي زعيم الشبكة بالوادي ''بشه الجريدي'' واسمه الحقيقي ''ب .و'' وعمره 38 سنة، ويتعلق الأمر بكل من ''ل. ل'' سلفي معروف بتردده المستمر على المساجد في حاسي خليفة، والمقرن وعمره 35 سنة، و''ف.ط'' إبن أحد أئمة المساجد بالمنطقة، وهما الشخصان اللذان ما زالا في حالة فرار ومحل بحث. كما تم التعرف على هوية المهرب الذي يتكفل بنقل المخدرات من مدينة مغنية إلى ولاية الوادي، ويتعلق الأمر بالجزائري المدعو ''ولد الفقيه''، ويقوم هذا الشخص بنقل المخدرات عبر شاحنة مهيأة بطريقة متقنة، مع تمويه مصالح الأمن بنقل سلع خاصة تلك المعروفة برواجها بوادي سوف، كالبطاطا أو فضلات الدجاج التي تستعمل كأسمدة لزراعة البطاطا، وتضلل رائحتها الكلاب البوليسية، وجار البحث والتحري للتعرف على هوية رئيس فرع الشبكة الدولية بليبيا، والذي منه تنطلق هذه المخدرات إلى دول الخليج وإسرائيل التي ورد ذكرها في التحقيق مع الموقوفين الخمسة وهو مغربي، تونسي وثلاثة جزائريين أعمارهم بين 28 و40 سنة.الشبكة استغلت مقابلة الجزائر مع مصر، وبداية امتحانات البكالوريا لتنفيذ خطتها، حيث اختار ''بشه الجريدي'' موعد السابع من جوان الذي يتصادف مع أول أيام إمتحانات شهادة البكالوريا ومقابلة الجزائر ضد مصر، والتي تنشغل بها قوات الأمن والأنظار العامة، إلا أن تفطن قوات الأمن المشتركة ودقة المعلومات التي وصلتها، فوتت الفرصة على المعني رغم التضليل الكبير الذي حاول ممارسته. الكلاب كانت تخفي باب القبو قوات الأمن وبعد أن تلقت معلومات دقيقة، توجهت نحو مسكن ''بشه الجريدي'' الكائن بأطراف حي الشوايحة ببلدية حاسي خليفة، على بعد 30 كيلومتر شمال شرق عاصمة الولاية الوادي، بعد أخذ تصريح بالتفتيش والإجراءات القانونية اللازمة، وكان ذلك مع موعد آذان الظهر من يوم الأحد 7 جوان، حيث توجهت إلى المسكن المذكور وبعد تفتيش دقيق للمسكن، تنبه أحد أعون الأمن إلى دار الكلاب وكان فيها كلبان، وإثر تفتيشها تم اكتشاف المخبأ وهو كازمة بعمق 1,20 متر محاطة بشبكة لقنوات صرف المياه القذرة ومغطاة بالرمال، واكتشف بداخلها الكمية المذكورة والمقدرة ب 14,2 قنطار من الكيف المغربي مغلقة بحقائب وجاهزة للتهريب، وتم توقيف ''الجريدي'' متلبسا بجرم تخزين المخدرات. أحترف تهريب الكيف منذ 13 سنة ''بشه الجريدي'' وبعد توقيفه والتحقيق معه، اعترف بجرمه وقال إنه يمارس تهريب المخدرات منذ سنة 1996، مستغلا انشغال قوات الأمن بمكافحة الإرهاب، وموضحا أن دوره يتمثل في محطة تخزين بالوادي للمخدرات المغربية التي تهرب إلى المشرق، وأنه كان يتلقى مقابل ذلك العشر من الثمن في كل عملية يقوم بها. وفي هذا الإطار تبين أن ''الجريدي'' يملك فيلا ضخمة تضم 3 طوابق ومساحتها 1120 متر مربع، بها 4 مستودعات كبيرة ومرآب للسيارات وساحة واسعة مجهزة بأحدث أنواع الأثاث، مما يعكس ثراء هذا الشاب البطال ظاهريا، وهو أب لأربعة أطفال، وكان يشتغل في تجارة متواضعة مع والده، حيث كان يقوم بتهريب المواد الغذائية الإستهلاكية من تونس إلى الوادي، ثم طور نشاطه لتهريب المخدرات داخل خزان السيارات والعجلات، ثم دخل مجال تجارة السيارات الضخمة، فظهر عليه ثراء كبير خاصة وأن زوجته أيضا كانت تلفت الإنتباه بكثرة المجوهرات التي تتزين بها في المناسبات، حيث تم حجز 1 كيلوغرام مجوهرات عنده، فأثار ذلك انتباه قوات الأمن التي ترصدت تحركاته إلى غاية الموعد المذكور أعلاه. صور إباحية من عنابة في الكمبيوتر المحمول ل''الجريدي'' قوات الأمن قامت بتفتيش دقيق لمسكن الزعيم ''بشه الجريدي''، فضبطت بداخله 250 غرام كيف نوعي لاستهلاكه الخاص، إضافة إلى هواتف نقالة ومبلغ مالي معتبر وكمبيوتر محمول يتضمن مشاهد إباحية مصورة بمدينة عنابة، مما يعكس وجود نشاط آخر فرعي لهذه الشبكة يتعلق بالفسق والدعارة، كما تعرفت من خلاله على بقية عناصر الشبكة. كما تمكنت قوات الأمن المشتركة، وفي نفس العملية من حجز 8 مركبات من بينها سيارة رباعية الدفع و''مرسيدس'' و''بولو'' و''كليو'' و 3 سيارات أجرة كان يستعملها أفراد الشبكة بشكل متتالي ومستمر في تنقلاتهم. وقد قامت قوات الأمن بالتنسيق مع العدالة بتشميع كافة العقارات والممتلكات التي على ذمة ''بشة الجريدي''، في انتظار استكمال التحقيق الذي مازال جاريا في هذه القضية التي هزت الرأي العام المحلي والوطني، وكانت ''النهار'' سباقة لكشف تفاصيلها فور تفكيك الشبكة. وبحسب المعلومات التي رشحت من مجرى التحقيق في هذه القضية، فإن المخدرات كانت ستوجه إلى ليبيا ليلة السابع من جوان عبر تونس، عن طريق المهرب التونسي الموقوف في العملية، حيث يستغل مهربو المخدرات الحدود الشرقية، بعد تضييق الخناق عنهم في الحدود الغربية، لتأتي هذه العملية النوعية من طرف قوات الأمن لتحبط مخططاتهم. للإشارة، فإن قوات الأمن المشتركة تمكنت قبل عدة أسابيع فقط من حجز 1,2 قنطار من هذه السموم بمنطقة الجديدة غير البعيدة عن حاسي خليفة مركز التخزين، وتم حينها توقيف 6 عناصر.