فضل العديد من قدماء الجماعة الإسلامية المسلحة، ممن استفادوا من قانون السلم والمصالحة بمناطق متفرقة بسكيكدة، أن يردوا على إقدام الجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي تبنت العملية الجبانة التي راح ضحيتها 24 شهيدا من رجال الدرك الوطني ومواطنين في ولاية برج بوعريريج، ببيان وصف الضحايا ب''ضحايا''الغدر الإرهابي في عملية استهجنها عامة التائبين من قداماء التنظيم المحل، وقد أكد ''أبو سليمان عكرمة'' مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة لناحية سكيكدة، في حديثه ل ''النهار''، أن الزوابرية هم من لا زالوا يرفضون خيار المصالحة الوطنية، ويحاول من خلال ذلك الأمير الوطني دروكدال إعطاء طابع الشرعية لنفسه، لدى قيادة القاعدة المتمثلة في بن لادن والظواهري، حيث كان الأخير يطالب بعزله، وهو ما جعله يدبر لعمليات استعراضية جبانة أضاف محدثنا، في محاولة لإعادة رد الاعتبار لنفسه عقب الصراعات التي طفت على السطح والمتعلقة بعجزه على تأطير العديد من الكتائب التي كانت قد أعلنت عن نيتها في فتح أبواب الحوار مع السلطة. القيادي السابق في الجماعة، أضاف يقول إن هذه العملية الاستعراضية تؤكد بما لا يدع إليه الشك محدودية مشروعية الأعمال التي يقوم بها بقايا الإرهاب الذين عليهم الاختيار بين إلقاء السلاح والعودة إلى جادة الصواب، أو انتظار الأسوأ المتمثل في التصفية من قبل أجهزة الأمن المطالبة بالتدخل العاجل. من جهته أكد''أبو سراقة''، أن طبيعة العملية وظروفها، يؤكدان أن خطر بقايا الإرهاب لا زال ينخر جسد الأمة وعلى الجهات المعنية التدخل من أجل الحسم عسكريا، وإن كان هذا الخيار هو الأخير، خاصة في ظل وجود العديد من بقايا الإرهاب الراغبين في إجراء اتصالات من أجل تسليم أنفسهم، وأن دروكدال من خلال هذه العملية، فضل قطع الطريق وبعث الرعب وسط المسلحين من أجل التراجع عن خيار المصالحة والتأكيد للإرهابيين من أن الدولة سوف تعمل على معاقبتهم، فيما أجمع العديد من التائبين الذين تحدثوا إلى '' النهار''، أن هذه العملية وظروفها جاءت من أجل وقف أي نية لدى الإرهابيين في التفاوض مع الوسطاء لإلقاء السلاح، ومن ثمة التأكيد على خيار انتهاج سياسة الخوارج.