تلقت النهار أمس في مكتبها المركزي بالعاصمة، ومن خلال مكاتبها الجهوية في مناطق عدة من الوطن، المئات من المكالمات الهاتفية وحتى رسائل بالبريد الالكتروني من قراء أرادوا التعبير عن تذمرهم من قيامنا بنشر الصورة التي تصدرت الصفحة الأولى في العدد الصادر أمس، والخاصة بملف حول جرائم القتل البشعة التي تعرفها الجزائر، بشكل شبه يومي. ولرفع اللبس عن كل تأويل، ولتوضيح القصد للقراء الأعزاء، من وراء نشر تلك الصورة، نود أن نشير إلى أن نشر تلك الصورة جاء بعد تريث ودراسة وتمعن ليومين كاملين، توصلنا من خلالها إلى أنه من واجبنا دق ناقوس الخطر والتحذير من تفشي وانتشار الجرائم ذات الأشكال البشعة، مع الدعوة إلى ضرورة دراسة الظاهرة لمعرفة مسبباتها، وبالتالي الوصول إلى حلول لها. بالأمس، وبينما كانت مئات المكالمات الهاتفية تتهاطل على الموزع الهاتفي، من قراء أرادوا التعبير عن تساؤلهم من المغزى العام من نشر تلك الصورة، تلقينا عبر البريد الالكتروني الخاص بشبكة مراسلينا، خبرا مستجدا، مفاده قيام شخص من ولاية سطيف بقتل زوجته التي لم يمض على وضع حملها سوى أقل من شهر، عبر توجيه 24 طعنة لها، وبعبارة أخرى، فإن الزوج القاتل حوّل جسم زوجته إلى جسد بلا روح، مليء بعشرات الثقوب من خلال تلك الطعنات القاتلة، وهو ما يعني أن ما حذرنا منه كان بالفعل بمثابة خطر داهم يهدد مجتمعا بأكمله. وفي مثال آخر، نحاول أن نستذكر عندما كانت آلة الدمار الإسرائيلية تحصد يوميا عشرات الشهداء ومئات الجرحى من الفلسطينيين خلال العدوان على غزة، أين كانت صور الأشلاء والدم والدمار في غزة، والتي جرى نشرها في وسائل الإعلام، باعثا للشعوب والمجتمعات العربية وللرأي العام العالمي للنهوض من السبات في اتجاه انتفاضة شعبية ولو من خلال الصراخ للدعوة إلى وقف آلة الدمار الصهيوينة وإدانتها، ولا نعتقد أن القراء بحاجة اليوم إلى تذكيرهم بنوعية الصور المنشورة حينذاك، ولا أيضا بالهدف من وراء نشرها أو بنتائجها التي تلخصت في إيقاظ الضمير العربي والعالمي. إننا اليوم في ''النهار''، نود أن نقول لكل من ترتب لديه سوء فهم جراء نشر صورة أمس، أن الهدف الأول والأخير من نشرها كان قول كلمة وتوجيه رسالة مضمونة النتائج لكل من يهمه الأمر، بشأن تنامي مظاهر الجريمة البشعة، والجريمة بشكل عام، مع محاولة إيجاد حل لإنقاذ جيل بأكمله وانتشاله من تبعات عشرية الدم التي تركت في الجزائريين آلاما لا تمحوها السنين.