إني أتألم أعيش في جهنم، والنار ستحرقني، فمن يطفئ لهيبي، بهده العبارة استهلت سلاف رسالتها فقالت : سيدتي الفاضلة أنا فتاة جامعية في التاسعة عشر من العمر أعيش وسط عائلة تكرهني، دائما وحيدة أختار ركنا هادئا في البيت، وأبكي لا أحد يفرح لفرحي ولا أحد يحزن لحزني بل أنهم يبحثون عن أحزاني ويحزنون لأفراحي، حتى والدتي قاسية علي، أحيانا افكر في الانتحار ولو لا إيماني به تعالى لما كتبت الآن هذه الأسطر ولكنت في عداد الأموات . ولكي أهرب من هذا الجحيم، وقعت في حب شاب وبدل أن أجد فيه الحنان والآمان، وجدته ذئبا من الذئاب لا يفكر سوى في إيذائي والنيل مني، لقد استمر معي بالكلام المعسول، وعندما اطمأن لحبي له، بدأ يطلب مني الحرام وعندما رفضت تركني واختفى وللأسف، كنت مغرمة به فأرسلت إليه صديقه ليعيده إلي، والتقينا وأجبرني على القبلات والعناق، كنت حمقاء ظننت أن هذا هو الحب ظننت أنني بذلك أكسب حبه لكنه في الواقع كان يراني فتاة رخيصة . كان يختفي، ثم يظهر ليطلب الحرام وأخيرا قررت أن أنساه ونسيته لكنني صرت فتاة متوحشة، أكره كل الناس أعيش في كوكب خيالي، وحيدة أراقب ذلك الشاب من بعيد، لأكتشف أنني لم انسه بينما هو خطب فتاة وسيتزوج عن قريب، لكنني لم أستطع نسيانه والآن سيدتي إني أعيش نارا ، أنتظر هذا الشاب وأتمنى أن تموت خطيبته، وأقاطع العالم والأهل والأصحاب والدنيا، إني أشعر أنني أحترق وسوف أصبح رمادا فماذا أفعل يا أختي نور! الرد الواضح من خلال ما ذكرته، أنك تعيشين حالة من الإحباط النفسي الشديد، بسبب كل الضغوطات التي حدثت معك خاصة فراق حبيبك، الذي لم يقدر وضعك وأستغل عواطفك وصغر سنك، ليصل إلى مراده الخبيث، صغيرتي الحياة جميلة تستحق منك أن تعيشنها، وعليه أنصحك بنسيان كل ما حدث، بطي صفحة الماضي الأليم وبدء صفحة جديدة شعارها الأمل والبحث عن السعادة، حاولي الاندماج بين أفراد أسرتك، تقربي أكثر من والديك، حسسيهما أنك ابنتهما بحاجة ماسة إلى حبهما ودفئهما، وتأكدي أنهما لن يبخلا عليك فليس هناك آباء يكرهون فلذات أكبادهم، ولا تنسي أيضا اندماجك وسط زملائك بالجامعة من خلال طرح مواضيع عامة لمناقشاتها، وإعطاء وجهة نظرك، ومزاولة نشاطات عديدة تعود عليك بالفائدة والاهتمام أكثر بدراستك، لأنها المستقبل الواعد بالنسبة لك، أما أمور الحب فاتركيها إلى حين وقتها. بالتوفيق ردت مدام نور