مركز جديد في الساحل لضرب المصالح الأمريكية البريطانية وتجنب دماء الجزائريين، قيادي بارز في "القاعدة" بالجزائر كشف لمصالح الأمن عن محاولات الظواهري تجاوز جماعة دروكدال حاول التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" النشط تحت إمرة أبو مصعب عبدالودود واسمه الحقيقي عبدالملك دروكدال، سلوك نهج جديد لكسب متعاطفين ومجندين جدد من منطقة المغرب العربي، واستغل في هذه المرة كلمة الموريتاني أبو أنس الشنقيطي، أحد أعضاء مجلس الشورى بالتنظيم الإرهابي، بعد أن باءت كل محاولاته في كسب مجندين جدد بالفشل. وجاءت كلمة الشنقيطي في إصدار جديد تحت اسم "لبيك أبا يحيى" تناقلتها المواقع القريبة من التنظيم الإرهابي، محصورة في الرد على الدعوة التي تقدم بها المدعو أبو يحيى الليبي وهو أحد أبرز قادة تنظيم "القاعدة" المتعلقة بنقل ما أسماه ب"الجهاد" من فلسطين إلى الجزائر. وحصر الشنقيطي كلمته في محاولة استمالة الشباب للانضمام للتنظيم، واستعطاف الجزائريين لمد التنظيم الإرهابي بالمعونة المادية والبشرية، مركزا على اعتبار الاستجابة لنداء "أبو يحيى الليبي" الذي يحاول جعل الجزائر قاعدة خلفية للنشاط الإرهابي، نصيحة ينبغي الاستجابة لها، معتبرا ما يحدث بالجزائر من أعمال إجرامية في حق المسلمين نفسه ما يحدث في غير الجزائر، ذاكرا في ذلك كلا من العراق وأفغانستان وفلسطين، رغم عدم وجود أي وجه شبه بين الطرفين. وقال خبراء في الشأن الأمني، أن الخطاب الجديد للمدعو أبو أنس الشنقيطي، عضو مجلس الشورى للتنظيم الإرهابي، جاء بعد فترة وجيزة من كلمة مصورة لقيادي آخر من تنظيم "القاعدة" الأم بوزيرستان وهو المدعو "أبو يحيى الليبي" بشأن الوضع في الجزائر. وكشف المصدر نقلا عن معلومات وفرها قيادي بارز في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، يعتقد أنه صلاح الدين قاسمي المكنى "صلاح أبو محمد"، الناطق الرسمي باسم التنظيم الإرهابي الذي يتفاوض مع السلطات منذ أربعة أشهر، أن أيمن الظواهري أعطى تعليمات للناشطين في موريتانيا وليبيا للالتحاق بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قصد تشكيل إمارة جديدة يكون مقرها على الحدود بين الجزائر ومالي. وأضاف المتحدث حسب ما نسب إلى "صلاح أبو محمد" قوله أن قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" طلبت من الليبي الذي أوفده أيمن الظواهري خلال زيارته معاقل التنظيم الإرهابي في الجزائر قبل أشهر، بضرورة تجديد الثقة في القيادة الحالية وإبقاء مركزها في منطقة القبائل مع التعهد بتصحيح المنهج والعودة إلى "ميثاق" الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وعبر "أبو محمد" عن قناعته مثلما أخبر بذلك مصالح الأمن عن وجود "تحالف" بين قيادات سلفية من ليبيا وموريتانيا للإعلان عن تنظيم "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى" يكون معقلها شمال مالي، وتتخذ من المصالح الأمريكية البريطانية هدفا أساسيا لها لتجنب إراقة دماء المسلمين في الجزائر ولإضعاف نفوذ قيادة "الجماعة السلفية" على "القاعدة"، علما أن تحول التسمية لم يرافقه أي تغيير في التشكيلة البشرية مما دفع الناشطين في ليبيا إلى تشكيل تنظيم خاص بهم فوق الأراضي الليبية بعد نجاح أجهزة الأمن الجزائري في تصفية العديد منهم بسبب وشايات من داخل التنظيم الإرهابي. كما لجأ المغاربة وأيضا الناشطين من تونس إلى التوقف عن المجيء إلى معاقل التنظيم الإرهابي في الجزائر بعد تأكدهم من أن بعض الناشطين الأساسيين في "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يوفرون معلومات هامة لمصالح الأمن للاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.