يعتبر تسليم أمير كتيبة الأنصار المدعو أمين نفسه لمصالح الأمن أولى ثمار رجع الصدى لرسالة حسان حطاب الأمير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال، حيث كانت من أهم الأسباب المؤثرة في تسليم أمير كتيبة الأنصار لنفسه، باعتباره أهم رفاق حطاب في العمل المسلح، وقد دعا حطاب في رسالته الأخيرة رفاقه بالأمس لتسليم أنفسهم ولم شمل الأمة الإسلامية، والدفاع عن شرفها ضد الكيان الصهيوني، في رد منه على بيان أصدره الأمير الوطني لما يعرف بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي دروكدال، يدعو فيه الشباب إلى الالتحاق بمعاقل القاعدة للتجند و''الجهاد'' في غزة، وهي طريقة جديدة استغلها دروكدال بهدف جلب مجندين جدد، بعد أن فشل في كل محاولاته، ويعتبر ''أمين'' آخر القيادات الإرهابية التي سلمت نفسها بهدف الاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وليس أخيرهم، وسبقه في ذلك مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال سنة 1998 حسان حطاب المدعو أبو حمزة، الذي سلم نفسه في رمضان 2007، بعد تخلى عن العمل المسلح سنة 2005، اثر صراعات بينه وبين دروكدال الذي حل محله وغير اسم التنظيم الإرهابي إلى ما يعرف حاليا بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وقد سلم حطاب نفسه طواعية لمصالح الأمن بالعاصمة، بمعية اثنين من مرافقيه، أحدهما يدعى أحمد، بعد اقتناعهم بعدم شرعية العمل المسلح في أرض المسلمين. إلى جانب مؤسس ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، الذي سلم نفسه نهاية 2007، يعتبر عبد القادر بن مسعود، المكنى مصعب أبو داوود أمير المنطقة التاسعة ثاني أهم القيادات التي سلمت نفسها لمصالح الأمن، وقد سلم بن مسعود نفسه لمصالح الأمن بولاية الجلفة خلال شهر جويلية 2007، وقد سجل ''أبو داوود'' تحفظات كثيرة حول انحرافات التنظيم الإرهابي خاصة بالمنطقة الثانية مثل سلب الأموال الأبرياء والاختطافات وعدم محاسبة ناشطين مسلحين حولوا أموال ''الغنائم'' إلى عائلاتهم. من جهته يعتبر الماريشال أبو عمار المعروف ب ''أبو حذيفة'' قائد جماعة ''جند الأهوال'' بالمنطقة الخامسة للتنظيم الارهابي، بولاية تبسة، ثالث قيادي يسلم نفسه لمصالح الأمن وذلك شهر جوان 2008، بعد أن وصل إلى قناعة بعدم شرعية القتل وإزهاق دم الجزائريين، وكذا بطلان شرعية ''الجهاد'' في الجزائر، وقد سلم أبو حذيفة نفسه رفقة اثنين من أبنائه، أحدهما ينشط بمنطقة الشرق و الآخر بمنطقة الوسط، بهدف الاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التي أقرتها الحكومة شهر سبتمبر2005. حطاب طلق العمل المسلح بعد انحراف التنظيم عن المرجعية السلفية حسان حطاب، أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، وأحد مؤسسيها، شارك في تأسيس الجماعة السلفية عام 1998، سلم نفسه بعد مسيرة 12 عاما من العمل المسلح، يعد من الأوائل الذين التحقوا بالنشاط المسلح عقب إلغاء السلطات مدعومة بالجيش نتائج الانتخابات التشريعية عام 1992، وعرف عن حطاب إنضواءه المبكر تحت لواء ما كان يسمى ب''الجماعة الإسلامية المسلحة''، التي تولى إمارة منطقتها الثانية، حتى تأسيسه للجماعة السلفية للدعوة والقتال عام 1998، على خلفية الانحراف الذي وقعت فيه جماعة عنتر زوابري باستهدافها المدنيين وارتكاب مجازر فظيعة بحق الجزائريين، وواصل ''أبو حمزة'' نشاطه المسلح تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال حتى سبتمبر 2003، حين أعلن تنحيه عن رأس التنظيم فاسحا المجال لنبيل صحراوي، ليخلفه بعد ذلك على رأس الجماعة عبد المالك دروكدال المكنى ب ''أبو مصعب عبد الودود''. الماريشال أبو عمار أنهى علاقته بالإرهاب بسبب العمليات الانتحارية ''أبو حذيفة'' أو ''الماريشال أبو عمار''، أمير كتيبة ''جند الأهوال'' التي تحوي كتيبتين أبرزهما كتيبة ''جبل لبيض'' ضمن منطقة الشرق لتنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، كان قياديا بارزا في المنطقة الخامسة لتنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، قضى 15 عاما في أعالي الجبال بين تبسة وخنشلة ووادي سوف، إذ يعتبر من أقدم عناصر الحزب المنحل الذين اختاروا حمل السلاح وما زالوا على قيد الحياة. وكانت بداية مشوار ''أبو حذيفة'' مع الجماعات المسلحة في سنة 1993 عندما ترك مهنة التدريس والتحق بتنظيم ''الجماعة الإسلامية المسلحة''، بعد أن كان من كبار المتعاطفين مع الحزب المحل، واختار هذا الطريق عن قناعة تاركا وراءه زوجته وثلاثة أطفال. وفي سنة 1997 أمر ''عبد الرزاق البارا'' الذي كان أميرا للمنطقة الخامسة حينها، أتباعه بإحضار زوجاتهم وأولادهم إلى الجبال، فالتحقت بأبي حذيفة زوجته وولداه؛ حذيفة المدعو ''أبو ذقوان'' وعمره 8 سنوات، ونصر الدين المدعو ''إدريس'' وسنه 10 أعوام وقد استقر بهم المقام بجبال أم الكماكم جنوب ولاية تبسة، إلى غاية إصابة زوجته وأحد أبنائه بفعل عمليات الجيش المتتالية والقصف المستمر للمنطقة سنة 2000. بن مسعود تخلى عن إمارة المنطقة التاسعة بسبب الانحراف عن المنهج السلفي عبد القادر بن مسعود، أمير المنطقة التاسعة ضمن ما يعرف في تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' باسم ''مصعب أبو داود'' وهو من مواليد 1975 بولاية الجلفة، إلتحق بتنظيم ''الجماعة الإسلامية المسلحة'' في عهد جمال زيتوني المكنى ''أبو عبد الرحمان أمين'' سنة 1995، حيث ظل ينشط في مناطق مختلفة إلى غاية استقراره إلى جنب مختار بلمختار ''خالد أبو العباس'' سنة 2002. وفي السنة الموالية، إلتحق ب ''عبد الرزاق البارا'' في منطقة الساحل وبعد حادثة خطف السياح الألمان التي انتهت في أوت 2003، نشط في المنطقة الصحراوية لعدة أشهر قبل أن يلتحق بالكتيبة التي يقودها ''أبو زيد'' ومنها عاد إلى النشاط في منطقته الأصلية ببوكحيل ثم الطاسيلي وبعدها في الساحل رفقة مختار بلمختار سنتي 2004 و 2005 قبل أن يقرر ''أبو مصعب عبد الودود'' تعيينه على رأس المنطقة التاسعة التي تضم ثلاثة كتائب أساسية تتقاسم الاعتداءات الإرهابية في منطقة الصحراء الكبرى والساحل شهر أوت 2006 بعد شهر واحد فقط من عودته إلى بوكحيل. وبسبب تمسكه بالنهج السلفي، رفض ''مصعب أبو داود'' أن يكون سببا في مقتل مختار بلمختار، ولذلك قرر التخلي نهائيا عن العمل المسلح وعن إمارة المنطقة التاسعة وتسليم نفسه للسلطات.