تجسد كوت ديفوار أو "لؤلؤة البحيرات" المتميزة بمناخ استوائي و بتنوع فنونها تعايشا للثقافات و الديانات في ظل التسامح و الاحترام المتبادل حسبما جاء علي لسان جزائريين يقيمون في هذا البلد. و في تصريح أدلوا به لوأج في مركز تجاري بأبيجان أوضحت مجموعة من الشبان الجزائريين أن الشعب الإيفواري يحترم القيم الانسانية بالرغم من آثار العصرنة و تطور التكنولوجيات و أنه بقي متمسكا بتقاليده القديمة و تمكن من حماية تراثه الثقافي الواسع، يقيم هؤلاء الجزائريون بكوت ديفوار منذ عشر سنوات لأسباب عدة. فهناك من جاء لهذا البلد من للعمل في حين يقيم فيه البعض الآخر بعد قضاء عطلة سياحية أوزيارة عائلية بالنظر إلى "جمال المنطقة الساحر". و صرح هؤلاء الرعايا و هم جالسون لتناول عصير بارد للاستراحة بعد يوم شاق من العمل لتبادل وجهات النظر و مناقشة أمور الحياة أنه لا ينتابهم اي شعور بالغربة في هذا البلد. و صرح علاء الدين و هو شاب يبلغ من العمر 26 سنة يقول "لم أشعر أبدا بأنني أجنبي في كوت ديفوار لأن السكان هنا يحترمون الثقافات الأخرى و متفتحون. الاحترام بين الديانات في كوت ديفوار متبادل وكذا المعتقدات الأخرى على عكس بعض البلدان الأوروبية". و أضاف هذا الشاب النشيط الذي ينوي "بطبيعة الحال" في يوم من الأيام العودة إلى الجزائر و مواصلة مشواره المهني كتقني يقول "قبل القدوم إلى كوت ديفوار كانت لدي فكرة أخرى على البلدان الافريقية الأخرى. كنت أعتقد أنها كانت تشبه الأدغال لكنني تأكدت بنفسي من أنني كنت خاطئا". و من جهته صرح مالك و هو مهندس "أعتزم كذلك العودة إلى أرض الوطن لأنني أشعر بأن لدي واجبا ينبغي أن أؤديه إزاء الجزائر. يتوجب علي العودة إلى الجزائر لتكوين أسرتي و يتعذر علي البقاء هنا إلى الأبد حتى وإن وفرت لي كل الإمكانيات الضرورية". أما يوسف و هو مهندس في مجال الاتصالات يقيم بأبيجان منذ ثلاث سنوات فقد أشار إلى أنه واجه خلال الاشهر الثلاثة الأولى صعوبات للتكيف في بلد مضياف وثري في المجال الثقافي، و أردف يقول "لم تكن لدي أية فكرة حول الثقافة الإيفوارية. لقد اطلعت عليها بعد أن أقمت بها لأنه يتم تعريف و إبراز مختلف جوانب التراث الثقافي لهذا البلد في كل مكان" مضيفا أنه تعرف بكوت ديفوار على أشخاص "محترمين" و "لطفاء" ساعدوه على التاقلم . و سجل يقول "لا يوجد عدد كبير من الجزائريين المقيمين بكوت ديفوار و لذلك نبقى على اتصال دائم و نلتقي في غالب الأحيان. و من جهته أكد عميد الجزائريين بكوت ديفوار بوبكر بوصالح و هو من مدينة تلمسان و يقطن في هذا البلد منذ سنة 1958 أنه لا يشعر أبدا بأنه أجنبي هنا و إنما "افريقي بأتم معنى الكلمة". و بعد أن اعترف بأن المجتمع الإيفواري هو "مجتمع مضياف" أشار السيد بوصالح أن الجالية الجزائرية المقيمة بكوت ديفوار "جالية ملتحمة و تمثل سيما الطبقة المتوسطة (إطارات و أطباء و مهندسين إعلاميين و غيرهم، و خلص يقول "إنها جالية مسالمة يكن لها الإيفورايون كل التقدير و تحترم البلد المضيف و مختلف تقاليده".