انطلق الموسم الكروي ببلادنا وانطلقت معه الفوضى التي أدت إلى تجدد الشكاوى التي أضحت على ما يبدو عادة لدى الفاعلين في محيط الكرة ببلادنا بدون استثناء، فعلى الرغم من أن البطولة لم تلعب منها إلاجولة واحدة، إلا أننا وقفنا على جملة من الخروقات من جميع الفاعلين في محيط الكرة المستديرة ببلادنا، وأبرزها على الإطلاققرارت الفاف الإلزامية التي كان من المقرر تطبيقها بحذافرها من قبل النوادي، إلا أن لا شيء من هذا القبيل وقفنا عليه، فالعلامةالكاملة كانت لأغلب النوادي التي تألقت بشكل لافت للانتباه في انتهاكهم الصريح والعلني لقرارات الاتحادية الجزائرية لكرة القدمممثلة في شخص رئيسها محمد روراوة. وأبرز هذه الخروقات، هو ما سبق وأن ذهبنا إليه في أحد أعدادنا السابقة، والمتمثل في رفض العديد من النوادي، أبرزهما علىالإطلاق ناديا اتحاد عنابة ومولودية وهران، الامتثال لقرارات الفاف الإلزامية بإشراك لاعب من الأواسط في مباريات البطولة،إلا أنهما رفضا الامتثال لقرارات روراوة ولم يشركا أي لاعب من صنف الأواسط. وهو القرار الذي قد تتراجع عنه الفاف كماتراجعت عن قرارت سابقة اتخذت بطريقة ارتجالية، كإلغاء السقوط على مستوى بطولة القسم الثاني الذي اتخذ دون أن يتم الأخذبعين الاعتبار أن مثل هذا القرار قد يصلح في أي بطولة إلا عندنا، خاصة وأن العام والخاص على علم بما يحدث في بطولتنا منخلال "شراء وبيع المباريات" التي أضحت بمثابة المألوف عندنا وتكرار نفس السيناريوهات في كل موسم، إلى جانب قراراتسابقة اتخذت في لحظة ارتجال إن صح القول- قبل أن يتم التراجع عنها، على غرار تحديد السن اللاعبين، ومدة عقد اللاعبينوالمدربين ... بمقابل ذلك يبدو أن رابطتنا الوطنية مازالت مصرة على السير على نفس النهج الأعوج، وإلا بماذا نفسر برمجةالجولة الثانية من البطولة يوم الجمعة القادم بعد أقل من يومين من المباراة الودية التحضيرية أمام الأورغواي، وبماذا نفسرتماطلها في حسم الأمور فيما تعلق بمشكل الملاعب الذي يطفو إلى السطح في كل موسم كروي جديد، على غرار ما كان عليهالأمر في الجولة الأولى من البطولة مع فريقي مولودية الجزائر ونصرحسين داي اللذين لم يعلم أنصارهما بمكان اللقاء إلى غايةيومين فقط قبل انطلاق البطولة، إلى جانب الارتجالية القائمة في البرمجة، ومعطيات أخرى تجعل السنوات تتوالى والشخصياتتختلف، إلا أن المعطيات تتشابه و"البريكولاج" مازال قائما. الفاف في رسالة صريحة للجزائريين.. "لسنا بحاجة لكم أمام الأورغواي" وما استوقفني في أبرز القرارات الأخيرة المتخذة من قبل "الفاف"، أن هاته الأخيرة قد وجهت رسالة صريحة للشعب الجزائري الذي التف كله وراء المنتخب الوطني مفادها، أنها ليست بحاجة إلى تشجيعاته أمام الأوروغواي هذا الأربعاء بملعب 5 جويلية الاولمبي، وإلا بماذا نفسر تحديد القيمة المالية لتذكرة الدخول ب1000 دينار جزائري؟، قيمة مالية خيالية لم يسبق لأي مناصروأن دفعها مقابل حضوره مباراة سواء تعلق الأمر بناديه أو حتى المنتخب الوطني، فلماذا هذا التعجيز من قبل الاتحادية علىالرغم من أنها لا تعدو أن تكون سوى مباراة ودية، ومن جهة مقابلة فإن مباريات من هذا الحجم والمستوى تبقى غير متاحةللجمهور الجزائري على الدوام، فلماذا نحرم شريحة كبيرة من الجزائريين من ولوج الملعب لمشاهدة نجومهم المفضلين. حفل افتتاح البطولة الألمانية.. صفعة في وجه المسؤولين على الكرة ببلادنا على الرغم من إقرارنا بأنه لا مجال للمقارنة بين ما هو حاصل في بطولتنا العجيبة والبطولات الأجنبية وبدرجة خاصةالأوروبية، لأن المقارنة في حد ذاتها- تبقى ضربا من الخيال، لأن ما وقفنا عليه في افتتاح البطولة الألمانية من خلال حضورممثلي النوادي الألمانية وبحضور لاعبين ألمان سابقين في أجواء احتفائية باهرة، على غرار بطولات أجنبية أخرى، أبهر العالمكله، في حين أن بطولتنا تنطلق بخروقات لقرارات الفاف و"خزعبلات" في البرمجة وما شابه ذلك من معطيات تجعلنا نقر بأننابعيدين كل البعد عن الاحترافية التي يدعو إليها "الحاج" روراوة.