جدد النجم الدولي السابق وقاهر "الألمان"، لخضر بلومي، عرفانه الكبير بالدور البارز والكبير الذي لعبه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رفع الظلم عليه بعد إسقاط المتابعة القضائية الدولية التي كانت مفروضة عليه من قبل "الانتربول" عقب القضية الشهيرة التي اتهم فيها بالاعتداء على الطبيب المصري على الرغم من براءته براءة الذئب من دم سيدنا يوسف. بلومي ولدى نزوله أول أمس ضيفا على فوروم "النهار"، أبى إلا أن يجدد تشكراته للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي أنهى عنه معاناة دامت حوالي 20 سنة كاملة، في مدة زمنية لم تتجاوز 12 يوما بعد أن فشلت جميع المحاولات السابقة في إنصافه في عهد حكومات سابقة، حيث أوضح أن القاضي الأول في البلاد قد سأله عن جديد القضية خلال تواجده بسطيف على هامش الحملة الانتخابية، قبل أن يهنئه في وهران على حل نهاية القضية، مبرزا في ذات السياق، أن معروف الرئيس بوتفليقة سيبقى دينا في عنقه. ولدى تعريجه على بعض النقاط التي ارتأينا التطرق إليها مستغلين الزيارة التي قام بها "للنهار"، أبدى أمانيه الكبيرة أن يبقي الناخب الوطني رابح سعدان على نفس معالم التشكيلة الأساسية التي واجهت المنتخب المصري في المباراة السابقة (والتي فاز بها المنتخب الوطني بثلاثية كاملة)، خلال اللقاء القادم أمام المنتخب الزامبي بالرغم من اختلاف المعطيات بين هاتان المواجهتين انطلاقا من إيمانه بفكرة أن المنتخب الذي يفوز لا يُغير. "سعدان الأحسن حاليا للمنتخب الوطني ودوره كان فاعلا أمام مصر" وفي سؤالنا عن ما إذا كان يرى الناخب الوطني رابح سعدان الأنسب لقيادة المنتخب الوطني إلى تحقيق الحلم المنشود وهو بلوغ المونديال، أبرز ضيف "النهار" أن لا أحد بإمكانه إنكار الدور الفاعل والتفوق التكتيكي الذي كان "للشيخ" سعدان في مباراة مصر، خاصة خلال المرحلة الثانية، وهو ما مكن المنتخب الوطني من الفوز بثلاثية كاملة على الرغم من أن مردود "الخضر" لم يكن في المستوى المطلوب في الشوط الأول، قائلا في هذا الشأن- وفقا لرؤيته الخاصة، أن سعدان هو المدرب الأحسن للمنتخب الوطني في الوقت الراهن. " أنا جد متفائل بالمنتخب هذه المرة... والمونديال ممكن" وقد بدا قاهر "الألمان" هذه المرة على عكس المرات السابقة متفائلا إلى حد بعيد في قدرة المنتخب الوطني الحالي والذي يتشكل في أغلبه من المحترفين، على بلوغ الهدف المنشود من قبل الشعب الجزائري والمتمثل في التأهل مجددا إلى المونديال بعد آخر مشاركة التي كانت في نهائيات كأس العالم بالمكسيك سنة 1986، انطلاقا من الوجه الطيب الذي أبانه رفقاء زياني إلى حد الآن في التصفيات وكذا الإرادة الكبيرة للجميع لإسعاد الشعب الجزائري ببلوغ المونديال على الرغم من أن الهدف الأساسي الذي كان من قبل هو العودة مجددا إلى المشاركة في نهائيات كأس أمم افريقيا. " الاستمرارية جد ضرورية ويجب تفادي الوقوع في فخ الغرور" وعلى الرغم من النبرة التفاؤلية التي كانت للنجم الدولي السابق لخضر بلومي، إلا أنه دعا بالمقابل إلى ضرورة الاستمرارية في العمل وعدم الوقوع في فخي التساهل والغرور بعد الفوز الكبير المحقق على حساب المنتخب المصري في موقعة البليدة بثلاثية كاملة، خاصة وأن المأمورية مازالت غير سهلة على الإطلاق يضيف- فيما تبقى من التصفيات بالرغم من تأكيده على أن الحظوظ جد كبيرة ومازالت قائمة. "المنتخب الزامبي لم يسبق له وأن فاز علينا وهذا حافز معنوي" وعن رؤيته لمنافس المنتخب الجزائري في اللقاء القادم برسم التصفيات المزدوجة لاقصائيات كأسي العالم وإفريقيا، المنتخب الزامبي، لم يتوان محدثنا- في التأكيد على أن المأمورية سوف لن تكون سهلة على الإطلاق أمام هذا المنتخب الذي أبان عن وجه طيب إلى حد الآن في التصفيات، غير أنه أبرز بالمقابل أن هذا المنتخب لم يسبق له على الإطلاق وأن تفوق على المنتخب الوطني في جميع المباريات التي لعبها معنا وهو ما يشكل دافعا معنويا كبيرا. "النهار" تنفرد بكشف فحوى الحوار الذي دار بينه وبين الطبيب المصري "إقرار بظلم بلومي ودعوة مزدوجة لفتح صفحة جديدة" مكننا النجم الدولي السابق لخضر بلومي من الانفراد بفحوى اللقاء الأول من نوعه الذي دار بينه وبين الطبيب المصري الذي فقعت عينه، والذي اتهم فيه نجمنا السابق بتسببه في الحادثة رغم براءته منها وهذا قبل أن يتم عرضها اليوم على شاشة قناة "دريم" المصرية، حيث أكد لنا بلومي أن الطبيب المصري وفي أول اتصال هاتفي معه هو الأول من نوعه بعد أن تم حل القضية نهائيا، أقر له بأنه قد ظلم على مدار السنوات العديدة بعد أن لفقت هاته التهمة به على الرغم من براءته منها بإقرار الجميع بعد أن أنصفته الأيام بعد سنوات عدة من الظلم الجائر الذي تعرض له بحرمانه من مغادرة التراب الوطني، قائلا في هذا الشأن: "الطبيب المصري لم يتوان في التأكيد على أنه بقدر ما تعرض للظلم بعد أن فقعت عينه، إلا أن ظلم بلومي كان أكبر خاصة وأنه لم يتسبب في هاته الحادثة الشهيرة لا من بعيد ولا من قريب"، مبرزا في ذات السياق أن الحديث كان وديا مع الطبيب المصري الذي أبدى له تأسفه الكبير على ما تعرض له، وعن الشعور الذي انتابه قبل إجراء المكالمة مع هذا الطبيب المصري، أوضح بلومي أن بدء هذا الطبيب المصري المكالمة الهاتفية بضحكة سهلت عليه كثيرا التحادث معه ونفس الأمر كان من جانبه. "غياب الرجال سبب تدهور الكرة بغرب البلاد" تأسف صاحب الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1981، على الوضعية الصعبة التي تمر بها كرة القدم بغرب البلاد والتي أدت إلى غياب اسم أندية هذه الجهة على منصة التتويجات الوطنية في السنوات الأخيرة، بل أنها تلقت ضربة قاضية الموسم الماضي بعد مغارة وداد تلمسان ومولودية وهران لدوري الأضواء قبل أن يستعيدا روحهما هذا الموسم بعودتهما إلى القسم الأول. وقال بلومي بهذا الخصوص:"يمكنني تلخيص سبب تدهور كرة القدم في غرب البلاد في سبب وحيد، وهو غياب الرجال الحقيقيين، حيث اعتلى الانتهازيون كرسي رئاسة الكثير من الأندية ولم يكن همهم سوى خدمة مصالحهم الخاصة، والنتيجة لا تحتاج إلى أي تعليق الآن". "لا نملك لاعبين محليين وسعدان يوظف الموجود" أكد لخضر بلومي أن البطولة الوطينة أضحت عاجزة عن إنجاب لاعبين بإمكانهم حجز مكانة ضمن تشكيلة المنتخب الوطني، وهو ما دفع بالناخب الوطني راح سعدان إلى الاستعانة باللاعبين المحترفين الذين لا يقلون وطنية عن نظرائهم في البطولة المحلية رغم أن أغلبهم رأى النور من وراء البحار. وقال صانع ألعاب الخضر سابقا: "أنا لا أشاطر من انتقد سعدان بخصوص اعتماده على اللاعبين المحترفين، لأنهم الأكثر جاهزية والأحق بتقمص الألوان الوطنية على الأقل في الفترة الحالية، لأننا بحاجة إلى لاعبين من المستوى العالي من أجل مقارعة نجوم القارة السمراء في معركة التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي تقام بجنوب افريقيا السنة القادمة". وأكد ذات المتحدث أن مشاركة اللاعبين المحليين مع المنتخب توقفت في دورة تونس الافريقية سنة 2004 لأن المسؤولين عن المنتخب قرروا بعدها لعب ورقة اللاعبين المحترفين "وهو قرار طبيعي حسب اعتقادي بالنظر للكثير من المعطيات القاعدية". وتأسف أحد صانعي ملحمة خيخون على المستوى الذي وصل إليه اللاعب المحلي الجزائري، وهو انعكاس طبيعي لأهل الجانب التكويني من قبل الأندية التي دخلت في دوامة البحث عن النتائج الفورية، حيث قال: "مستوى البطولة الوطنية أضحى متواضعا بدليل أننا نجد لاعبين تعدوا حاجز 36 سنة لازالوا أساسيين في أنديتهم بسبب غياب من يخلفهم في مناصبهم". لخضر بلومي... نجم اختصر كل الفنون تعجز مفردات الشكر وعبارات التقدير عن الوصول إلى تحديد معالم الصورة الفعلية للنجم لخضر بلومي.. لكن شريط انجازاته مع المنتخب الوطني يتكلم لغة واقعية ويرسم منحى بيانيا لنجم عجزت الجزائر على أن تنجب مثله لحد الآن.. كان يتحرك فوق الميدان بأناقة متناهية.. يعزف بمراوغاته سمفونية عالمية ويكتب بتمريراته رواية رومانسية تمجد عشق كرة القدم وتخلدها في سجل ذهبي يحفظها من الزوال. لخضر بلومي أكبر من كلماتي، بفنياته وتواضعه دخل عالم الكرة من بلاد الأمير عبد القادر وانفجر اسمه في بلاد الأندلس، فكان له شرف توقيع الهدف الثاني في شباك الألماني شوماخر .. لحقته إصابة لعينة سنة 1985 بليبيا وهي الإصابة التي حرمته من الانتقال إلى ايطاليا لتقمص ألوان السيدة العجوز.. وحالت دون دخوله عالم الاحتراف من بابه الواسع.. لكنه لم ييأس بعد ذلك وعاد مجددا إلى الأضواء إلى غاية الحادثة الشهيرة سنة 1989 عندما اتهم بالاعتداء على طبيب مصري، وهي التهمة التي قيدت حريته رغم براءته منها براءة الذئب من دم سيدنا يوسف مثلما شهد به الكثير ممن حضروا الواقعة.. وهو ما تأكد مؤخرا عندما انقشع الضباب عن هذه القضية واستعاد ابن معسكر حريته المسلوبة. قد نكتب الملايين من الكلمات دون أن نفي بلومي حقه، لأنه مرادف لكل فنان، فهو بيتهوفن أو موزار كرة القدم، وهو بمثابة يوسف إدريس أو نجيب محفوظ وكبار الروائيين العالميين في كرة القدم.. بالمختصر المفيد، هو اسم خاص من طينة خاصة نجم لامع لم يسبقه أحد ولن يخلفه أحد... "منذ عهدنا وبعض الإعلام المصري يسيس مباريات منتخبه أمام الجزائر" أكد بلومي في موضوع حديثنا عن طريقة تعامل الإعلام المصري مع مباريات منتخبهم القومي ونظيره الجزائري، والتي تتجاوز في أغلب الأحيان حدود المعقول، على غرار ما كان عليه الأمر مؤخرا مع التعدي السافر الذي كان من قبل قناة "مودرين سبور" المصرية على شهدائنا البررة، أن مثل هاته التصرفات ليست وليدة اللحظة أو الوقت الراهن وإنما مثل هاته التصرفات الغير مقبولة من قبل الإعلام المصري أو لنقل بعضه وليس كله من فبركة للأحداث وتصعيد في أغلب الأحيان يكون خارج حدود المعقول، كانت موجودة في السابق خاصة لما ينهزم منتخبهم القومي أين يذهبون إلى انتهاج مثل هاته الممارسات عوض التركيز على الأسباب الرئيسية للخسارة والتعثر، وذلك بقوله "بعض الإعلام المصري -سامحه الله- يعمد في مثل هاته المناسبات إلى تسييس المباراة أمام الجزائر والعمل على منحها بعدا آخر غير بعدها الكروي" "المال أفقد جمال الكرة المستديرة" أبرز ضيف "الفوروم" لخضر بلومي، أن الكرة المستديرة فقدت الكثير من بريقها بسبب طغيان المال على سعي اللاعبين إلى بذل مجهودات إضافية لإظهار إمكانيات إضافية قد تساهم في تطوير لعبة الكرة المستديرة، مضيفا في ذات السياق أن الأمر لا ينحصر على الكرة المستديرة ببلادنا فحسب، بل يتعدى الأمر إلى العالم بأسره ضاربا المثل بالقيمة الخيالية لصفقة انتقال المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد، وعن تصوراته لما يرى فيه حلا كفيلا بإعادة بريق الكرة المستديرة إلى سابق عهدها، على الأقل على الصعيد الوطني، قال أن ذلك لن يتأتى إلا بالعودة مجددا إلى تغيير السياسة كاملة والاعتماد مجددا على سياسة "الشهرية" التي تسلم للاعبين كل واحد وفقا لمردوده فوق أرضية الميدان.