عملية نقل الهياكل لا تزال داخل الثكنة في إنتظار الضوء الأخضر من وزارة المجاهدين تمكن عناصر من الجيش الشعبي الوطني منذ حوالي 3 أشهر من العثور على 115 رفاة تعود لمجاهدي الثورة التحريرية الكبرى داخل الثكنة العسكرية رقم 38 بزموري البحري في بومرداس . كانت هذه الرفاة التي تم العثور عنها داخل الثكنة العسكرية بزموري البحري من طرف الجنود الذين كانوا يقومون بمشروع توسيعها قبل حوالي 3 اشهر، والبالغ عددها حاليا 115 هيكل باعتبار أن عملية التنقيب عن عدد منها متواصل، حيث تم إخطار السلطات المعنية التي تنقلت إلى عين المكان وأخذ مجموعة من الهياكل العظمية للدراسة، خاصة وأن الجنود عثروا على العديد منها، مما حير المختصين الذين اعتبروا أن الامر يتعلق في بادئ الأمر بإحدى القرى التاريخية أو الأثرية الرومانية التي تم العثور على آثار منها في عدة مناطق من الولاية، الى غاية ظهور تحاليل الطب الشرعي التي أثبتت أن الهياكل العظمية تعود لرفاة مجاهدي الثورة التحريرية الكبرى قام المستعمر الفرنسي بدفنهم بهذه المنطقة. التحاليل تشير إلى تعرض الشهداء لشتى أنواع التعذيب وحسب مصدر مسؤول بولاية بومرداس للنهار فإن تقرير لجنة الطب الشرعي الذي تم إعداده بشأن هذه الرفاة أشار إلى كون المجاهدين تم دفنهم جماعيا بهذه المنطقة بعد أن ذاقوا أنواعا من التعذيب من طرف المستعمر الفرنسي الذي لا زالت العديد من المناطق شاهدة على همجية احتلاله بالنظر للأثار والعلامات المتواجدة بالهياكل العظمية من ثقوب في الجماجم وكسور واضحة في عظام الأرجل والأيدي وفصلها عن باقي الجسد وكذا آثار تكبيل بالأسلاك وحروق باعتبار أن الهياكل والعظام تم جمعها متفرقة، وقد قام وفد وزاري بتاريخ 12 أوت الفارط بزيارة إلى الثكنة متكون من مدير مركزي من وزارة المجاهدين ومدير التراث التاريخي رفقة السلطات الولائية لمعاينة المقبرة والتحضير لإعادة دفن رفاة الشهداء بمقبرة خاصة تليق بمقامهم على مستوى بلدية زموري بعد أن تم نقلها من طرف المصالح البلدية، وافاد ذات المصدر أنه من المحتمل إعادة دفنهم بتاريخ الفاتح نوفمبر القادم المصادف لثورة التحرير الكبرى تخليدا وتمجيدا لما قدموه من بطولات لم تستطع آثار التعذيب البادية على رفاتهم إخفاءها والتحضير للمراسيم الخاصة بعد تحديد الموعد من طرف الوزارة ورئيس اللجنة الولائية المتكون من مدير المجاهدين. العشرات من الرفاة لازالت مدفونة بالثكنة في حين لاتزال العديد من الهياكل العظمية مدفونة بهذه المقبرة الجماعية داخل الثكنة، في انتظار مختصين وتقنيين في مجال التنقيب لجمع الرفاة، باعتبار أن العملية تتطلب الدقة والحذر في الحفر ونقل العظام إلى مختبر الطب الشرعي لمواصلة تحليلها ومعاينة الآثار التي خلفها المستعمر الفرنسي منذ عشرات السنين، كما عثر مواطنون بمنطقة ''ايفري'' ببلدية الخروبة مؤخرا على رفاة لعائلتين من المنطقة تم دفنها إبان الثورة التحريرية من طرف المستعمر الفرنسي بسبب مرض معد أصاب أفرادها وفي سياق متصل علمت النهار أن السلطات العسكرية وجهتت عشرات المراسلات لوزارة المجاهدين للتكفل برفاة الشهداء في إنتظار الرد. سعيد عبادو لدى مشاركته في الاحتفالات المخلدة للذكرى 54 لليوم الوطني للشهيد: ''ثورة التحرير ليست ملكا للمجاهدين وأبناء الشهداء وحدهم'' أعلن سعيد عبادو، الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، أن هيئته قررت إعداد برنامج مكثف من خلال تسليط الأضواء على المجاهدين عن طريق تسجيل شهاداتهم إبان ثورة التحرير في الأيام القليلة القادمة. وأوضح المسؤول الأول عن المنظمة على هامش الاحتفالات التي نظمتها وزارة المجاهدين المخلدة للذكرى 54 لليوم الوطني للمجاهد بنادي الجيش ببني مسوس بالجزائر، أن هيئته قد أخذت على عاتقها مهمة إعداد برنامج مكثف من خلال تسليط الضوء على المجاهدين بتسجيل شهاداتهم إبان ثورة التحرير، داعيا في ذات السياق المجاهدين الذين هم على قيد الحياة بالإدلاء بشهاداتهم، بهدف تمكين المؤرخين والباحثين وحتى المحللين بكاتبة التاريخ وتقديم الاستنتاجات وإعداد الدراسات العلمية، للأجيال القادمة، حيث أضاف قائلا:'' من يكتبون التاريخ ليسوا المجاهدين وإنما المؤرخون هم من يؤرخون للأجيال الصاعدة''. وعلى صعيد آخر، شدد الأمين العام للمنظمة بأن الثورة التحريرية ليست ملكا للمجاهدين ولأبناء الشهداء وحدهم وإنما هي ملكا لكافة الشعب الجزائري.