أعلن مدير الديوان الوطني للحج والعمرة، الشيخ بربارة، عن اتخاذ مجموعة من التدابير من أجل ضمان موسم عمرة آمن للمعتمرين الجزائريين، خاصة بعد تفشي داء انفلولنزا الخنازير، حيث تقرر تدعيم البعثة الطبية المرافقة لهم أثناء تواجدهم في البقاع وتوزيعها على كافة المعتمرين في كل من منى وعرفات، في سابقة أولى من نوعها، وذلك بغرض توفير تأطير لصيق بشكل جواري لتفادي انتقال الأمراض بين الحجاج. وذكر نفس المصدر على هامش اليوم الإعلامي الذي نظمه النادي السياحي الجزائري بقصر المعارض، أن وفدا طبيا جزائريا تنقل أمس إلى البقاع المقدسة، وهو متكون من أطباء اختصاصيين، مرشدين دينين وإطارات، ستتوزع بين مكة والمدينة المنورة لمرافقة المعتمرين الجزائريين أثناء تأديتهم لمناسك العمرة خلال شهر رمضان، والمقدر عددهم ب 17 ألف معتمر، مشيرا إلى أن السلطات الجزائرية لن تتخذ أي خطوة من شأنها إلغاء الحج هذه السنة، مؤكدا في ذات السياق تأهب الجزائر للمواجهة في حال وقوع أي طارئ، ولم يتم تسجيل أي إصابات في صفوف المعتمرين لحد الساعة، ويقدر عدد الزائرين للبقاع المقدسة منذ أوائل جانفي 105 ألف معتمر. وحسب مدير الديوان، تم تزويد البعثة الطبية بالأدوية المخصصة لعلاج مرض أنفلونزا الخنازير، من جهة أخرى قال بربارة إن الجزائر لن تخضع لتوصيات اجتماع وزراء الصحة العرب الذين اجتمعوا الشهر الماضي، والتي تقضي بمنع المسنين والأطفال دون سن الثانية عشرة من أداء مناسك الحج، موضحا أنه لم يتخذ أي قرار بهذا الشأن. وأضاف أن الجزائر قادرة على تحمل مسؤوليتها في حال تسجيل تطور خطير في انتشار وباء أنفلونزا الخنازير قد يفضي إلى اتخاذ قرار إلغاء موسم الحج. وأكد بربارة أن اللجان الطبية الولائية ستسلم في الأيام القليلة القادمة تقاريرها النهائية، حول الحالة الصحية للحجاج الذين تم اختيارهم في القرعة، فيما ستقصى الحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة كالقصور الكلوي وداء السكري، حيث أشرف على الفحص الطبي أطباء من خارج الولايات تفاديا للمحاباة، خاصة وأن غالبية الحجاج الجزائريين تتجاوز أعمارهم عتبة السبعين، وأعلن نفس المتحدث أن الحجاج الجزائريين سيستفيدون هذه السنة من منحة قدرها 2500 ريال سعودي، أي بزيادة قدرها 300 ريال مقارنة بالسنة الماضية. إقصاء كل الوكالات المقصرة ومنعها من المشاركة في تنظيم عملية الحج توعد المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، الوكالات التي تخل بالعقد الذي يربطها بالحجاج الذين تتكفل بهم، بمنعها من تنظيم الحج في المواسم القادمة، موضحا أن العقد المبرم بين الحاج والوكالة لابد من احترام بنوده، مشيرا إلى أن بعض الوكالات تضع نصب أعينها جمع أكبر قدر من المال على حساب المعتمرين والحجاج، ولم يخف في نفس الوقت استعداد الديوان لدعم الوكالات التي تقوم بنشاطها على أكمل وجه، مضيفا أن الحاج أو المعتمر ليسا سلعة تباع أو تشترى، مؤكدا أن الديوان سيتولى مهمة مراقبة نشاط تلك الوكالات. وقال المديرالعام للديوان الوطني للحج والعمرة أنه سيتم الإشراف على تنظيم رحلات الحج 34 وكالة، من بينها وكالتين عموميتين، وهي النادي السياحي الجزائري والديوان الوطني للسياحة، وتتكفل الوكالات الخاصة ب250 حاج لكل واحدة، على أن تتكفل الوكالتان العموميتان ب 6 آلاف حاج، حيث يتكفل النادي السياحي الجزائري ب 4000 حاج. وفي سياق متصل، أكد نفس المتحدث أن الخطوط الجوية الجزائرية ستتكفل بنقل 70 بالمائة من العدد الإجمالي للحجاج، فيما تتكفل الخطوط الجوية السعودية ب30 بالمائة، مؤكدا أن الخطوط الجوية الجزائرية ليست مسؤلة عن تأخر وصول 1060 حاج الموسم الماضي. المدير العام للنادي السياحي الجزائري ل ''النهار'': ''الحجاج الجزائريون سيقيمون بالقرب من مواقع آداء المناسك'' أكد المدير العام للنادي السياحي الجزائري، طاهر ساحلي، أن عملية التكفل بالحجاج الجزائريين في البقاع المقدسة ستشهد هذا الموسم تحسنا كبيرا، موضحا أن الترتيبات المتعلقة بتوزيع الحجاج في الأراضي المقدسة وإقامتهم في بيت الرحمن ستكون بالقرب من مواقع أداء مناسك الحج من أجل تسهيلها، حيث من المنتظر أن تنطلق التسجيلات الأحد القادم بالنسبة للمواطنين الحاصلين على التأشيرة بالنسبة للجواز الدولي. من جهة أخرى، أوضح نفس المتحدث في تصريح ل ''النهار''، أن النادي السياحي الجزائري اتخذ هذا العام إجراء جديدا في إطار تسهيل عملية تسجيل الحجاج وذلك بفتح باب التسجيلات الالكترونية عبر شبكة الانترنيت، وتخصيص صفحات لملء الاستمارات من طرف الحجاج والتحاقهم بالبقاع المقدسة، خاصة الذين يتواجدون خارج المدن الكبرى، ومن بين الإجراءات الجديدة التي تقرر اتخاذها خلال هذا الموسم اطلاع الحاج أو المعتمر عن طريق الانترنيت على مقر العمارة التي سيقيم بها أثناء أدائه لمناسك العمرة أو الحج، وفي سياق متصل أكد ساحلي أن النادي قام بتجديد عقود تأجير العمارات لإيواء الحجاج بمكةالمكرمة والمدينة المنورة وفي كل من عرفات ومنى، مع ضمان مستوى رفيع من الخدمات الخاصة بظروف الإقامة، والنقل والإطعام. ويعد النادي السياحي الجزائري جمعية وطنية ذات منفعة عامة تم اعتمادها عام 1963 وقد تكفل منذ 1980 إلى حد اليوم بأكثر من مليون حاج على المستوى الوطني.