تمكنت مصالح المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية بأمن ولاية العاصمة من تفكيك عصابة دولية محترفة مختصة في سرقة السيارت وتزويرها قبل إعادة بيعها بشكل لا يلفت الانتباه ولا يثير الشكوك حول مصدرها الرئيسي، حيث تم توقيف 3 أشخاص من بين عناصرها الستة، في حين لا يزال الباقون في حالة فرار بعد أن تم تحديد هوياتهم رفقة باقي المتورطين المتواجدين عبر أوروبا والمغرب. وتعمل مصالح أمن ولاية العاصمة بالتنسيق مع جهاز الأنتربول الدولي على الإطاحة بباقي عناصر الشبكة الإجرامية التي يمتد نشاطها من الجزائر إلى بعض الدول المجاورة على غرار تونس والمغرب وكذا العديد من الدول الأوروبية، باعتبارها تحترف تهريب السيارات المسروقة من أوروبا وباقي الدول المعنية، ليتم بعدها تغيير مواصفاتها وتزوير أرقامها التسلسلية بدقة داخل ورشتين متطورتين بالناحية الشرقية لولاية العاصمة، قبل إعادة بيعها من جديد في الجزائر.وحسبما أوضحه أمس، محافظ الشرطة يوسف بوطاوين، رئيس المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية بأمن ولاية العاصمة، فإن ملابسات القضية تعود إلى خروج الرأس المدبر للعصابة من السجن، ويتعلق الأمر بالمسمى ''ب.ح'' البالغ من العمر 29 سنة متزوج وأب لطفل،حيث تم رصد تحركاته منذ الإفراج عنه.وأضاف المتحدث أنه بعد فترة من الملاحقة والمتابعة، قادت التحريات إلى توقيف المعني بتاريخ 29 سبتمبر المنصرم، على متن سيارته وبحوزته أحد الأرقام التسلسلية، إلى جانب لوحة صناعتها، ليقر بعدها بهوية شركائه الخمسة المتواجدين بالجزائر، قبل الكشف عن الورشتين المتخصصتين في تزوير السيارات وتغيير مواصفاتها، مما سمح باسترجاع 16 مركبة من أصناف مختلفة، بالإضافة إلى مجموعة من المعدات لتشغيل السيارات وأغطية لخزانات الوقود، وكذا 30 مفتاحا للتشغيل وبطاقات تعريف بين مزورة وتلك التابعة للضحايا، وذلك بالموازاة مع توقيف عنصرين آخرين من العصابة، في حين لازال الثلاثة الباقون في حالة فرار.وحول نمط عمل العصابة، أشار محافظ الشرطة بوطاوين يوسف، أن سرقة السيارات وتهريبها إلى الورشتين كان يخضع لطريقة عمل دقيقة وجد محكمة، تختلف عن السرقات العشوائية وتعتمد بدرجة أولى على دراسة أنواع السيارات المطلوبة بكثرة، مع مراعاة الصنف، اللون إلى غيرها من التفاصيل التي تزيد من قيمة المركبة، حيث اتضح أن العصابة كانت تعمل في إطار منظم بعد رصد السيارات المتطابقة مع المواصفات المبحوث عنها يقومون بإخضاعها للمراقبة لفترة زمنية معينة تسمح لهم بالتعرف على عادات صاحبها ونشاطاته اليومية، ليتم بناء على ذلك تحديد تاريخ وزمن تنفيذ ضربتهم.وفور الحصول على المركبة المطلوبة، يتم تحويلها إلى إحدى الورشتين الواقعة بوسط العاصمة أو الناحية الشرقية لها بضواحي الدارالبيضاء، أين يتم تصليح الأعطاب الخفيفة وتغيير مواصفاتها الرئيسية بما في ذلك اللون، القناديل الضوئية، العجلات، على غرار رقمها التسلسلي ولوحة صناعتها التي يتم جلبها من محطات وحظائر استرجاع السيارات المعطلة والتي تعرضت لحوادث ولم تعد صالحة للاستعمال، قصد استبدالها واستخلافها بوثائق السيارات المسروقة، حيث أن دقة عمل العصابة تجعل من التعرف على الاحتيال أمر جد صعب يستحيل حتى على صاحب السيارة الأصلي اكتشافه، وهو ما يفسر تغلغل العصابة بسرعة كبيرة و امتداد نشاطها إلى خمسة ولايات مجاورة دون لفت الانتباه، كما يترجم العائدات الضخمة التي يحصلها هؤلاء المجرمون والتي مكنت الرأس المدبر من شراء ''فيلا'' فاخرة بولاية بومرداس.وقد أمر قاضي التحقيق المختص إقليميا بإيداع الموقوفين الحبس ابتداء من تاريخ 4 أكتوبر الجاري، في انتظار ما ستسفر عنه التحريات التي تقودها المصالح المختصة والتي تلقت إلى حد الآن ما لا يقل عن 19 شكوى في نفس الصدد، مشددا على ضرورة التحلي باليقظة من قبل المواطنين وبالخصوص لدى إجراء أي تعاملات تجارية ونصح بالاتجاه إلى الأسواق المنظمة والمؤطرة من قبل الدولة، حتى يستطيع الزبون حماية حقوقه وإثبات حسن نيته في حال تورطه في شراء سيارات مسروقة.