أفادت مصادر مؤكدة أنه تم تعيين عميد أول للشرطة مسعود زايان رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية الجزائر، الذي تمت تنحيته بقرار من العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني، في منصب مدير مكافحة الإرهاب على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني، وهو المنصب الذي استحدث خصيصا لهذا الإطار في الأمن، بسبب خبرته الميدانية. وقالت المصادر التي أوردت الخبر ل''النهار''، أنه بقرار من العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني، تم تعيين الرئيس السابق للمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر في هذا المنصب، حيث ظلت عمليات مكافحة الإرهاب وإلى غاية اليوم، من صلاحيات مديرية الشرطة القضائية، وبالتعيين الجديد يكون العقيد علي التونسي قد فصل مكافحة الإرهاب عن المهام التقليدية للشرطة القضائية. وجاء تغيير مهام عميد الشرطة مسعود زايان، في سياق إعادة ترتيب البيت الداخلي للأمن الوطني، بعد تنحية مدير الاستعلامات العامة عميد الشرطة الأول كمال بلجيلالي، وقد تمت تنحيته بعد خلاف قوي بين وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني لإبعاده، حيث عين عميد أول دراجي في منصبه بناء على مرسوم رئاسي، مرشح من طرف زرهوني لمنصب مدير دراسات ومستشار أمني على مستوى وزارة الداخلية، وهذا نظير الخدمات التي قدمها للوزير، والتي أغضبت العقيد علي التونسي، كون بلجيلالي لم يحترم أبسط القواعد التي تحكم سير المديرية العامة للأمن الوطني. وتؤكد هذه التعيينات؛ أن الخلاف بين الرجلين الذي فصل فيه رئيس الجمهورية في وقت سابق، بإبعاد المسؤولين من منصبيهما، انتهى لصالح الطرفين، حيث لم يتم فصل أيّ من المسؤولين وتم تحويلهما إلى مناصب مسؤولة أيضا في المديرية العامة للأمن الوطني ووزارة الداخلية، حيث كان العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني، قد أعلن في وقت سابق في خطاب أمام إطاراته بالمدرسة العليا للشرطة في شهر رمضان ''انتصار'' جهازه ضد ما وصفه محاولة زعزعة استقراره وضرب وحدته، بعد سلسلة الخلافات الداخلية، وكان يقصد إبعاد بلجيلالي من منصبه. ويعد زايان من أبرز إطارات الشرطة المقربين من العقيد تونسي قبل أن يقرر تحويله إلى المديرية العامة للأمن الوطني، كمدير وطني لمكافحة الإرهاب، وقد عين خلفا له على رأس الشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر عميد الشرطة سيد علي عادل، الذي شغل عدة مناصب، أبرزها رئيس مصلحة الشرطة القضائية بأمن دائرة الرويبة، في منصب رئيس مصلحة الشرطة القضائية بأمن ولاية وهران، والمقاطعة الوسطى للشرطة القضائية بأمن ولاية الجزائر. ويعتبر سيد علي عادل من إطارات الذين كونهم مسعود زايان طيلة السنوات الأخيرة. وكان مسعود زايان قد تكفل طيلة السنوات الأخيرة، بتركيز عمليات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة على مستوى الأمن الوطني بالدرجة الأولى، وكان وراء العديد من العمليات التي قامت بها مصالح الأمن الوطني، قبل أن تصدر ضده تقارير مشبوهة، أعدها المدير السابق لمخابرات الشرطة عميد الشرطة الأول كمال بلجيلالي، الذي بذل المستحيل من أجل الإطاحة بمسعود زايان ومن ورائه بالعقيد علي التونسي. وتولى عميد الشرطة مسعود زايان، بتأسيس فرق البحث والتحري ''.بي.أر.إي''، والتي كانت مبادرة ناجحة مكنت من تركيز وتجميع الإطارات الناجحة للأمن الوطني في ملاحقة الإرهاب والإجرام، كما كان وراء تقسيم الشرطة القضائية بالعاصمة إلى ثلاثة أقسام؛ وسط شرق وغرب، لتعزيز دور ومهمات الشرطة القضائية على مستوى أمن الولاية والدوائر. وقد حصل الرجل على شهادات عليا من معاهد متخصصة في مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة من فرنسا أمريكا وألمانيا.