تطرح تساؤلات حول ''اختفاء'' المدعو عبد الرشيد مولاي المكنى حذيفة أبو يونس العاصمي، وحذيفة الجند أمير المنطقة الثانية، في التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة و القتال، الذي كان الرهان عليه لتفعيل النشاط الإرهابي في منطقة الوسط، التي توجد بها المعاقل الرئيسية والتقليدية للإرهاب. وجاء تعيين حذيفة الجند خلفا للمدعو زهير حراك ( سفيان فصيلة أبو حيدرة)، الذي تم القضاء عليه في كمين عام 2007 ، وراهنت قيادة درودكال على ''حذيفة أبو يونس العاصمي'' الذي ينحدر من حي براقيجنوب العاصمة، كونه من بقايا تنظيم ''الجيا''، حيث كان أميرا للمنطقة السادسة ( ولايات الشرق)، و يعرف باعتماده المنهج التكفيري، وتنفيذ الاعتداءات باستعمال المتفجرات، وحاول في محاولة لتأكيد وجوده، التصعيد في النشاط الإرهابي بولايات الوسط، لكن الرهان كان على العاصمة، إضافة إلى كونه ينحدر من حي براقي الشعبي، و بإمكانه تفعيل شبكات الدعم والإسناد وخلايا التجنيد في الأحياء الشعبية بالعاصمة، وتفيد معلومات متوفرة أنه كان يراهن على تجنيد الإرهابيين المفرج عنهم، وربط اتصالات مع العديد منهم. وورد اسم حذيفة الجند في بيانات التنظيم الإرهابي، كمسؤول عن الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها مناطق تيزي وزو و بومرداس، وصورته أيضا في شريط فيديو يتعلق بكمين ضد دورية للدرك ب''الكرمة'' ببومرداس، وهو يلوح بيده مهددا بالذبح ، قبل أن ''يختفي'' نهائيا، ولم يعد يظهر كقائد للعمليات أو مخطط لها، ويؤكد تائبون حديثا وإرهابيون موقوفون ذلك، بعدم قيامه أو قيادته باعتداءات، كونه من أبرز و أقوى أمراء التنظيم. وتستبعد أوساط متتبعة؛ عزله من إمارة التنظيم على خلفية الخسائر التي تكبدها في عهدته، حيث تم القضاء على أبرز و أقدم الأمراء منهم بن تيطراوي وبلعيد وهجرس، وتسليم بن تواتي أمير كتيبة ''الأنصار'' نفسه، وتفكيك خلايا الاختطافات و الدعم وتراجع النشاط والتجنيد بشكل لافت جدا. وتفيد مصادر متطابقة؛ أن حذيفة الجند يكون قد تحصن في إحدى ''الكازمات''، وحدد تحركاته لعدم التصادم أيضا مع قياديين يحملونه مسؤولية تدهور نشاط التنظيم الإرهابي، وخوفا من الوشاية به ليختار العزلة مؤقتا.