فيما جنحت ناقلة حاويات عملاقة إلى الشاطئ بميناء جن جن عواصف رملية ورياح قوية وأمواج عاتية تسبّب خسائر مادية في عدة ولايات تسببت الاضطرابات الجوية الأخيرة والرياح القوية في خسائر مادية كبيرة على مستوى عدة ولايات من الوطن، حيث أدت إلى انهيار عدة بيوت بلاستيكية وجنوح باخرة حاملة حاويات بميناء جن جن بولاية جيجل، فضلا عن انهيار جدران واقتلاع أشجار بالطرق العامّة وغيرها من الأحداث التي جاءت نتيجة التقلّبات الجوية التي عرفتها الساعات القليلة الماضية. قذفت أمواج البحر، عشية أول أمس، بناقلة للحاويات «بارجة مسطحة» من الوزن الثقيل من داخل ميناء جن جن نحو شاطئ منطقة بازول في الطاهير بولاية جيجل، والتي تعود ملكيتها لشركة «دايو» العالمية، حيث كانت مركونة في الرصيف البحري لميناء جن جن، قبل أن تعصف بها الرياح القوية وتقذفها أمواج البحر نحو رمال شاطئ بازول. من جهتها، ولاية الشلف شهدت تحطم العشرات من البيوت البلاستكية بسبب الرياح القوية، في كل من وادي حمليل ببلدية الزبوجة ووادي الإثنين ببلدية بريرة ومنطقة الڤلتة التابعة لبلدية المرسى، أين وقفت «النهار» عند تمزق عديد البيوت البلاستيكية على مستوى الأغطية وكذا اقتلاع وسقوط الهياكل الحديدية المشكّلة لها. وقد تسبب ذلك في خسائر مادية كبيرة للفلاحين الذين تعرضت محاصيلهم الزراعية المحمية للتّلف جراء الرياح القوية التي وصلت سرعتها إلى 80 كلم في الساعة، مطالبين السلطات بتمكينهم من حق التعويض لبناء بيوتهم البلاستيكية من جديد، بعدما تحطمت جزئيا أو كليا بفعل الرياح. وعرفت ذات الولاية انزلاقا للتربة على مستوى الطريق الولائي رقم 34 في جزئه الرابط بين بلديتي الزبوجة وبريرة، مما أدى إلى توقف حركة المرور بصفة كاملة، ما تطلب تدخل السلطات المحلية قصد معالجة هذا الأمر بعدما حرم ذلك عشرات العمال والمواطنين من التنقل بين منطقتي الزبوجة وبريرة منذ الخميس المنصرم. وبولاية تلمسان، تسببت الرياح الهوجاء في خسائر مادية معتبرة بعد سقوط شجرة عملاقة بوسط المدينة، حيث أدى ذلك إلى قطع الطريق وشلل كبير في حركة المرور، كما تسبب سقوط شجرة أخرى في انهيار جدار عملاق تم تهيئته مؤخرا كحصن يقي السكان من خطر فيضان الوادي الذي يعبر المنطقة. وضربت عاصفة رملية كلا من بلديات حاسي بحبح وتعظميت والجلفة ومختلف مناطق جنوب الولاية، فارضة بذلك حضرا للتجوال بشوارع هذه البلديات لمدة تتجاوز الساعة، وتسببت هذه العواصف أيضا في انقطاعات متكرّرة للكهرباء والأنترنت عن عدد من المنازل، وكذا ضياع بعض رؤوس الماشية. ولم تقتصر الزوابع الرملية على ولاية الجلفة فقط، فقد شهدت ولاية ورڤلة أيضا هبوب زوابع رملية قوية تسببت في حالة استنفار وتأهب قصوى، وانعدام الحركة بالمدينة والبلديات المجاورة، وأجبرت أغلب السكان على لزوم مساكنهم، حيث خلّفت عدة حالات اختناق بسبب صعوبة التنفس لدى الأطفال وكبار السن، بفعل الغبار والرمال المتطاير، مما استدعى تحويلهم إلى مصلحة الاستعجالات الطبية لتلقي الإسعافات.