أكد الباحث النرويجي في شؤون الجماعات الجهادية في العالم؛ ستينغ يارل هتنسن، أن فضل عبد الله محمد زعيم ''القاعدة'' في شرق إفريقيا، يملك قدرة تأثير داخل ''حركة الشباب المجاهدين المتشددة في الصومال''، حيث يتولى خصوصا تنظيم ''التدريب و إعداد العمليات الإنتحارية ''. ويصنف معهد ''وست بوينت''؛ فضل عبد الله محمد ك'' أحد أخطر الإرهابيين الدوليين على قيد الحياة''، حيث يعتبره ''خبيرا في التخفي ويتمتع بذكاء خارق وتدريب عال''، استنادا إلى تقارير استخباراتية، إلا أن فضل عبد الله محمد ''نجح في شرق إفريقيا، كما تؤكد تقارير الاستخبارات في الإفلات من مطاردة الأميركيين، وهو يقاتل اليوم في الصومال في صفوف حركة الشباب الإسلامية''. وفشلت السلطات الأميركية في توقيفه أو القضاء عليه، وخصصت خمسة ملايين دولار مكافأة للقبض عليه، مؤكدة أنه ''خبير في المعلوماتية''، و''يحب ارتداء قبعة بيسبول، وأن يلبس بطريقة مريحة. وتكمن صعوبة القضاء عليه؛ حسب معهد ''وست بوينت ''، في أنه يستخدم نحو عشرة أسماء حركية، ويتحدث خمس لغات بطلاقة، و''لديه علاقات واسعة مع كل الشبكات الإجرامية في المنطقة''. ووقف تقرير مركز مكافحة الإرهاب (كومباتنغ تيروريز سنتر) التابع لأكاديمية وست العسكرية الأمريكية، أن فضل عبد الله من مواليد 1972 في موروني عاصمة جزر القمر. يقول أقرباؤه؛ أن طفولته كانت عادية، ''كان يلعب كرة القدم ويحب استعراض قدراته في رياضة الكونغ-فو، ويرقص رقصة ''السير على القمر'' (مون ووك) لمايكل جاكسون ''. ومثل كل الأولاد في جزر القمر، درس القرآن منذ كان في الرابعة من عمره، لكنه بدأ يتجه إلى الفكر المتشدد في سن السادسة عشرة، عندما أصبح تلميذا لدى الشيخ السلفي صديقي مباباندزا، على هامش الإسلام المعتدل الذي يتبعه أهل جزر القمر. سافر فضل عام 1990 إلى باكستان لدراسة الطب، لكنه تخلى عن التعليم، لينخرط في صفوف ''المجاهدين'' الأفغان، حسب تقرير مركز وست بوينت، وهناك خضع لتدريب عسكري و''إيديولوجي'' مكثف، في مدرسة ''بيت الأنصار'' الشهيرة لتخريج ''الجهاديين'' في بيشاور، وهي دار للضيافة، أسسها أسامة بن لادن والداعية عبدا لله عزام، لتصبح فيما بعد معسكرا لتدريب عناصر ''القاعدة''. وعام 1991 كتب فضل رسالة إلى عائلته، أبلغها بانضمامه رسميا إلى تنظيم ''القاعدة ''. وشارك عام 2003 ؛ في أول ''مهمة'' كلف بها في الصومال، التي قصدها مع مجموعة صغيرة من ''الجهاديين''، لتدريب شباب يقاتلون جنود الأممالمتحدة. وعاد لفترة وجيزة إلى جزر القمر في 1994، ثم استقر في كينيا، وكان يخطط طيلة فترة تنقله بين الخرطوم ونيروبي ومقديشو، للإعداد للهجومين اللذين استهدفا السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام، وخلفا مقتل 218 شخص في جويلية 1998. ويشير معهد وست بوينت، إلى دوره الأساسي بالقول إنه ''فاعل رئيسي'' في الخطة، وقاد بنفسه السيارة التي أرشدت الشاحنة المحملة بالمتفجرات إلى مقر السفارة الأميركية في نيروبي، ويضيف:'' كان فضل حينها من ''الكادر الوسيط'' في القاعدة''. وفي 2002، كلف فضل عبدا لله بقيادة عمليات ''القاعدة ''في كل شرق إفريقيا، وخطط لمهاجمة أهداف إسرائيلية في مومباسا في 28 نوفمبر 2002، وخلفت الهجمات 15 قتيلا.