تعهد رئيس جناح جيبوتي في تحالف إعادة تحرير الصومال شيخ شريف شيخ أحمد بعد انتخابه من قبل البرلمان الانتقالي الموحد رئيسا جديدا بتشكيل حكومة جديدة والتعاون مع دول القرن الأفريقي المجاورة لبلاده. وقال فور إعلان انتخابه فجر أمس في العاصمة الجيبوتية: سأعمل في القريب العاجل على تشكيل حكومة تمثل الشعب الصومالي، مضيفا: أن الصوماليين يرغبون بالعيش بسلام مع الدول الواقعة في القرن الأفريقي والتعاون معها. ومضى شيخ شريف إلى القول: أمد يدي إلى كافة الجماعات المسلحة التي تواصل معارضتها العملية السياسية وأدعوها للانضمام إلينا. وأضاف: سنحكم الشعب الصومالي بنزاهة وعدل ونرد له حقوقه. وفي إشارة ضمنية إلى تنظيم شباب المجاهدين قال شيخ شريف: إن هؤلاء الذين يقاتلون لفرض التطبيق المتشدد للشريعة الإسلامية في كل أنحاء الصومال قد أساؤوا تفسير الدين وإنه سيحاول تصحيح ذلك. وكان شريف قد حصل على 293 صوتا مقابل 126 لمنافسه مصلح نجل أمير الحرب السابق محمد فارح عيديد، بعد انسحاب رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين من الانتخابات الرئاسية إثر فوز شريف أحمد بالجولة الأولى من الاقتراع وانتخب شيخ شريف خلفا للرئيس عبد الله يوسف السبعيني الذي خاض صراعا على السلطة مع رئيس وزرائه نور حسن حسين انتهى بتنحيه في ديسمبر الماضي.واختياره اليمن كي يعيش لاجئا فيها. وستكون المهمة الأولى للرئيس الصومالي الجديد -بعد أدائه اليمين الدستورية أمس- تمثيل بلاده في قمة الاتحاد الأفريقي التي تعقد اليوم في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا التي احتلت أراضي الصومال على مدى عامين. وأقصت المحاكم التي كان يتزعمها شريف عن السلطة. ويواجه الرئيس الصومالي الجديد مهمة ترويض حركة شباب المجاهدين التي باتت تسيطر على أجزاء واسعة من الصومال بما فيها مدينة بيدوا التي تضم مقر البرلمان الانتقالي غير أن حركة سنية تحارب شباب المجاهدين هي أهل السنة والجماعة قالت يوم الجمعة إنها ستدعم الحكومة الجديدة شرط أن ينشد الرئيس السلام وقال محللون إن شريف لديه أفضل فرصة بين كل المرشحين للرئاسة لتوحيد الصومال في ضوء جذوره الإسلامية وقبوله لدى الأطراف الأخرى، لكن تحقيق مصالحة بين فئات الشعب الصومالي البالغ عدده عشرة ملايين نسمة ووقف 18 عاما من إراقة الدماء في الصومال مهمة شاقة حتى بالنسبة له، وذكر ستيغ جارلي حسن الخبير الصومالي في معهد نرويجي بنيروبي: أن شريف عقد تحالفا غير مناسب مع الراديكاليين الذين تحولوا إلى تنظيم الشباب، لكني أعتقد أنه كان يمثل دوما تيار الوسط، وقليل من الزعماء الصوماليين لهم ذات سمعة شريف كشخصية مستقلة. وفي أول رد فعل على انتخاب شريف قال زعبم المعارضة الصومالية في إريتريا حسن طاهر أويس: إن جماعته غير معنية بفوز شريف أحمد ولا غيره واعتبر أن القضية ليست قضية أصوات، وإنما هي قضية مبادئ وقال: إن جماعته تضع الاعتبار للمبادئ والمصالح أولا. واتهم شريف أحمد بأنه تخلى عن المبادئ التي كانت تجمع بينه وبينهم. معتبرا أن الرئاسة التي يطمح لها كرسي في الهواء لا يقوم على قواعد ثابتة، كما رحب مبعوث الأممالمتحدة للصومال أحمد ولد عبد الله بالتصويت الذي أجري أمس السبت، ودعا إلى التحلي بروح المصالحة. وقال: أتمنى وأنا على ثقة من أن المجتمع الدولي سيتعاون مع السلطات الجديدة شريطة أن تظهر تصميمها على تشجيع قيام صومال مستقر ومتسامح. ومن جهته قال المحلل السياسي الصومالي علي أحمد: إن الناس في مقديشو يرحبون كثيرا بانتخاب شريف لأن له قاعدة عريضة، ولاعتقادهم أنه يمكن أن يغير الأوضاع. ويحقق المصالحة باعتباره رجلا وسطيا.