أفاد القيادي السابق في الجماعة المقاتلة الليبية نعمان بن عثمان أن تنظيم ''القاعدة'' بزعامة أسامة بن لادن يرغب في إيجاد موطئ قدم له في ليبيا عن طريق إعطاء صدى إعلامي كبير لأبي يحيى الليبي، أحد قيادي التنظيم المرشح لزعامة تنظيم ''القاعدة'' بمنطقة الشمال الإفريقي بعد فشله الذريع في الجزائر. وحسب نعمان بن عثمان فإن بن لادن يعتبر ليبيا أكبر منطقة يمكن أن تفيد توجهات التنظيم الذي بات يشعر أن وضعه داخل الجزائر ''دخل مرحلة اليأس''. وقال القيادي السابق في تنظيم الجماعة المقاتلة الليبية، في حصة ''صناعة الموت'' التي تبثها قناة العربية إن الغرض من إبراز شخصية أبي يحيى الليبي المتكرر ضمن أشرطة تنظيم''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي '' وراء رغبة استخدام تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن لشخصية ليبية وليست جزائرية كأيقونة متكررة''، وأكد أن قيام ''القاعدة'' بتسويق شخصية أبي يحيى الليبي سببه مقتل العديد من قيادات الصف الأول والثاني بالتنظيم خلال الحرب التي تشنها دول منطقة الشمال الإفريقي والساحل الصحراوي ضد الجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة. وذكر ضيف ''العربية'' أنه تعرف بشكل شخصي على القيادي أبي يحيى الليبي في الفترة ما بين 1991 وعام 2000، حين كان في أفغانستان، مشيرا إلى أن الليبي لم يكن من قيادات الجماعة المقاتلة الليبية وإنما كان مجرد طالب علوم شرعية؛ حيث أرسلته الجماعة المقاتلة إلى موريتانيا لتلقي العلوم الدينية هناك. وقال ''إن أبي يحيى الليبي لم يكن له أي دور قيادي في تنظيم القاعدة، لكن بعد هروبه من سجن باغرام في أفغانستان بدأ فنجمهف يسطع ضمن قيادات الصف الأول لتنظيم بن لادن''. وأرجع باحثون متخصصون في شؤون القاعدة إبراز هذه الأخيرة لشخص أبي يحيى الليبي في معظم شرائط تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' إلى احتمال إعداد القاعدة له لفتح جبهات جديدة من الصراع في منطقة شمال إفريقيا عبر ليبيا وبلاد الصحراء الكبرى، بعد أن صدرت عنه فتاوى تقول إن فالجهاد في الجزائر أولى من الجهاد في فلسطين''. ويظهر أبو يحيى الليبي واسمه الحقيقي محمد حسن قايد في معظم شرائط تنظيم القاعدة في المغرب -الجماعة السلفية للدعوى والقتال- مظهرا تفوقه في الظهور إعلاميا حتى على الزعيم الثاني في ''القاعدة'' أيمن الظواهري، حيث أصبح ظهوره طاغيا في جميع التسجيلات الإعلامية للتنظيم، عبر كل تسجيلات نشاط ''القاعدة في المغرب'' أو ''شباب المجاهدين في الصومال''، وهو مايعطي انطباعا -بحسب المختصين- أن الليبي يقود جبهة واسعة تمتد عبر شمال إفريقيا مرورا بالصحراء الكبرى ومالي والنيجر وحتى منطقة القرن الإفريقي التي تمتد من الصومال إلى اليمن. ويصنف اليوم أبو يحيى الليبي على أنه ''الزعيم الروحي'' لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي يقوده الإرهابي عبد المالك درودكال، وقال خبير أمني إن أبو يحيى الليبي هو بمثابة ''بن لادن منطقة المغرب العربي''، مضيفا أن بروزه جاء كمحاولة من القاعدة للبحث عن مرجعية شرعية لأعمالها الإرهابية في الجزائر بعد طعن علماء الدين في شرعيتها خصوصا المرجعيات السلفية الكبرى في السعودية وغيرها، وهي مرجعيات تحضى جميعها بمكانة خاصة لدى أتباع وعناصر تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ما أثر سلبا على قدرة هذا الأخير في تجنيد عناصر جدد أو حشد الدعم اللوجستي للإرهابيين المنضوين تحت لوائه.