قلق كبير وشد أعصاب لا يوصف، هذه حالة الكثيرين من الجزائريين الذين لم يستطيعوا إخفاء قلقهم وتخوفهم من المباراة الحاسمة، والتي سيتحدد وفقها اسم البلد العربي الذي سيشارك في مونديال جنوب إفريقيا 2010. هذا التوتر قد دفع بالكثير من الجزائريين، إلى اللجوء لتناول أدوية مهدئة خاصة في ظل الانتظار المحتوم الذي فرضته المباراة الفاصلة، من جهتها ارتأت ''النهار'' التقرب من بعض المواطنين الجزائريين الذين أدخلتهم الكرة المستديرة و حلم المونديال عالم الجنون. فلدى لقائنا بهم؛ أكدوا ل ''النهار'' أنهم ينتظرون موعد المباراة على أحر من الجمر، ومن بينهم كريم، الذي يقول: ''أنا أتناول أدوية مهدئة قبل مباراة مصر الجزائر بالقاهرة، ولم أصدق عندما انتقلنا إلى مباراة فاصلة الأمر، الذي جعلني لا أستغني عنها لأتمالك نفسي، ليتني أنام ولا أستفيق إلا على موعد مباراة السودان ''، ليضيف ''زيزو'' أو كما يلقبه أبناء حيه لعشقه الكبير لكرة القدم، وإتقانه لفنيات هذه اللعبة، أنه يتناول دواء مهدئا حتى يضبط أعصابه قبل وأثناء مشاهدة المباراة، عله يقلل من حجم القلق والتأثر. أما عن أكثر الأنواع استعمالا من قبل المواطنين بمختلف أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية والثقافية، يقول أغلبهم أنهم لجؤوا إلى ''الكالسيبرونات '' كأول وسيلة، إلا أنهم قد اضطروا إلى الاستعانة بأنواع أخرى أكثر قوة من حيث مفعولها، على غرار ''السلبرييد'' و ''الاتراكس''. إلا أن الاستعمال اليومي لهذه المهدئات العادية، بوصف من المختصين، لم تعد تفيد الجهاز العصبي لبعض المناصرين أمام القلق الكبير الذي صنعته مباراة الحسم، ليجدوا ضالتهم في مهدئات لا توصف إلا للحالات المستعصية من الأمراض العصبية والنفسية، والتي لا تقدم من قبل الصيدلي إلا بوصفة طبية، هذه الأخيرة لم تقف حاجزا أمام الحيل الكثيرة التي وجدها بعض المناصرين، والتي أوصلتهم إلى حدود الإدمان، وذلك عبر استعمال وصفات طبية، إما مزورة أو لشخص آخر. وفي سياق ذي صلة؛ أكد معظم الصيادلة الذين التقتهم النهار خلال جولتها بأكبر أحياء الشعبية بالعاصمة، أكدوا أن الإقبال على شراء المهدئات خلال أيام التصفيات، يعد قياسيا مقارنة بالأيام الأخرى، حيث يتلقون أكثر من 50 طلبا يوميا، في حين، نفى صيادلة آخرون على مستوى أرقى الأحياء بالعاصمة، على غرار'' حيدرة'' و'' قاريدي''، أن يكون هناك طلب غير مسبوق على هذه الأدوية بالذات، بينما يبقى تسجيل طلب لا بأس به على المهدئات التي تقدم من غير وصفة طبية؛ مثل الكالسيبرونات و السيلبيريد، والتي لا يقدمونها إلا للمواطنين البالغين، ومن جهة أخرى يبقى للسوق السوداء دورا كبيرا في توفير بعض المهدئات المهلوسة والممنوعة، وبيعها بأضعاف أسعارها، والتي تلقى إقبالا كبيرا من قبل مناصري الخضر بمختلف أعمارهم، والذين يلجؤون إلى المحظور، من أجل ''الخضرا''، حيث أكد أحد محبي الفريق الوطني أنه مستعد لاقتناء كل أنواع المهلوسات قصد التهدئة من أعصابه ومشاهدة المباراة بروح رياضية قائلا: ''على جال الخضرا ناكلوا الحمرا.''