مهن تحرم أصحابها من مشاهدة الخضر في المونديال، وأمراض تنكد على المصابين بها متابعة تمريرات أشبال سعدان على أرض ال"بافانا بافانا" هذا حال المئات من رجال الأمن والحماية المدنية وحرس الحدود وأطباء الاستعجالات والطيارين وموظفي مؤسسات الكهرباء وغيرهم من موظفي القطاعات الحساسة الذين سيضحون بأقوى لحظات الحماس والمناصرة في تاريخ الجزائر ليرابطوا بمواقعهم طيلة مباريات الخضر وهم حاملون الجزائر وحلم الخضر في قلوبهم، وإن كانت أعينهم لا ترصد تسديدات رفقاء زياني، وإنما تسهر على أمن وصحة ورفاهية أكثر من 35 مليون جزائري. * بينما يتسمر ملايين الجزائريين سواء في بيوتهم أم مكاتبهم أم في الساحات العمومية داخل الوطن أو ما وراء البحار وخارج الحدود أمام الشاشات ليشاهدوا اللحظات التاريخية التي يصنعها محاربو الصحراء في بلاد مانديلا وهم يسجلون اسم الجزائر في سجل كأس العالم بعد 24 سنة من الغياب، حيث يضطر مئات المواطنين رن لم نقل الآلاف للتخلي عن حقهم في مشاهدة أبطال منتخب بلادهم وهم يحملون ألوان علم وطنهم ويمثلون الجزائر في أكبر حدث رياضي عالمي، وإن كان التنازل عن هذا الحق المشروع صعبا أو شبه مستحيل للبعض، فإنه إجباري على ذوي المهن الحساسة وضروري للمصابين بأمراض خطيرة. * * "السوبانس" يهدد كهول الجزائر بالشلل النصفي.. * أكد الدكتور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث أن هناك علاقة قائمة بين "السوسبانس" الزائد والتوتر والقلق والإرهاق وبعض الأمراض المزمنة كأمراض القلب وتصلب الشرايين والسكري والضغط الدموي، حيث أثبتت دراسات علمية غربية أن الحماس الكبير والسوسبانس جراء مباريات كرة القدم خاصة المبارايات الحاسمة ومقابلات البطولات العالمية يمكن أن يؤزم وضعية المصاب بهذه الأمراض ويؤدي إلى الوفاة، مشيرا إلى أن أكبر خطر يهدد الكهول، فثلث الكهول في الجزائر مصابون بالضغط الدموي وأغلبهم ليسوا على دراية بأن أي نرفزة أو قلق مفاجئ يمكن أن يرفع ضغطهم بصفة خطيرة، ما يتتسبب في شلل نصفي كأقل الأضرار، نتيجة تصلب الشريان الصغير في الدماغ. * * النوم أثناء المباراة لمرضى القلب أفضل وقاية.. * وينصح عدد من الأطباء والجمعيات العالمية المهتمة بالشؤون الصحية أصحاب الأمراض الخطيرة التي يمكن للقلق والسوسبانس والإرهاق العصبي أن يعقد وضعيتهم الصحية ويؤزم من حالتهم المرضية، بعدم مشاهدة مواجهات الخضر الكروية في المونديال والخلود للنوم أثناء المبارايات الرسمية للمنتخب الوطني، وإن تمكّن منهم الأرق وحال دون نومهم فبإمكانهم أخذ بعض المهدئات والمنومات استثناء أثناء المقابلة للاستسلام للنوم الذي يعتبر الحل الوحيد لتجنب التوتر والمخاطر الصحية المرتقبة لذوي الأمراض الخطيرة. * * أطباء الاستعجالات في انتظار ضحايا المباريات.. * وإن كان الكهول والمصابون بالأمراض الخطيرة مجبرين عن الابتعاد قدر الإمكان عن الشاشات وأجواء الحماس والترقب أثناء المباراة بلجوئهم للنوم في توقيت مقابلات الخضر كآخر الحلول لتجنب العواقب الصحية الوخيمة التي لا تحمد عقباها، فإن الكثير من الجزائريين الشبان الذين يتمتعون بصحة جيدة جدا مجبرون على عدم مشاهدة مقابلات المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم 2010 على المباشر بدءا بمقابلة اليوم ضد سلوفينيا، حيث يداوم مئات الأطباء الجزائريين بمصالح الاستعجالات والتوليد وكل المصالح الطبية التي تستدعي على الأقل طبيبا مداوما يضمن الحد الأدنى من التغطية الصحية أثناء مباريات الخضر للتكفل بالحالات المستعجلة من ضحايا المبارايات والسوسبانس الزائد. * * رجال الأمن، المطافئ وحرس الحدود يشاهدون المباراة مسجلة.. * كما لا يمكن لرجال الأمن من أعوان الأمن الوطني والدرك الوطني وأعوان الحماية المدنية المداومين بمراكزهم للتدخل في أي لحظة حرجة وكذا حرس الحدود المرابطون على كامل الحدود الجزائرية لا يمكنهم مشاهدة هذه المباريات، وهذا للسهر على أمن البلاد والعباد بالإضافة إلى موظفي المؤسسات التي تضمن خدمات أساسية للمواطن كالكهرباء والماء، لهذا فهم مضطرون لمشاهدة مباريات الخضر مسجلة من طرف ذويهم وعائلاتهم. * * عمال الموانئ والطيارون يحلقون خارج مجال المونديال * كما أن هناك مهنا أخرى يجب أن نقف عند ممارسيها وقفة احترام لأنهم هم الآخرين يضحون بلحظات مماثلة لإتمام واجبهم المهني، حيث سيحلق طيارو الجوية الجزائرية بعيدا خارج مجال المونديال ليحرموا هم الآخرون من مشاهدة رفقاء شاوشي في بلاد ال بافانا بافانا على المباشر، كما يرابط كل من عمال الموانئ والمطارات والملاحة الجوية وعشرات المهن الأخرى في مواقعهم خدمة للملايين من الجزائريين الذين يستمتعون بمشاهدة مباريات الخضر في بيوتهم.. فلكل هؤلاء باسم الجزائريين ألف شكر، فأنتم أيضا تساهمون في رفع راية الجزائر عاليا وتشاركون بطريقتكم في صنع أفراح الجزائريين في المونديال.