سكيكدة تلبس رداء الحداد بعد فقدان 3 شهداء وتنقل قصصا هذا ما قاله الشهيد «شويط» لزوجته.. «ألو.. أني ركبت، راني جاي» لبست، أمس، ولاية سكيكدة، ثوب الحداد مثلها مثل باقي ولايات الوطن التي فقدت أعز أبنائها «الشهداء» في حادثة تحطم الطائرة، حيث تحولت عدد من البلديات إلى مجالس عزاء جمعت كل بلديات الولاية في وقفة تضامنية كبيرة، حيث شهدت بلدية أخناق مايون أقصى غرب الولاية وقفة تضامنية واسعة في بيت الشهيد «شويط فراد» صاحب 38 سنة، متزوج أب لثلاثة أطفال، بنتان وولد واحد، وهو «الرائد» في سرية أمن الطرقات بولاية تندوف. وهي نفس الأجواء الحزينة التي شهدناها في بلدية بني زيد في بيت عائلة الشهيد «جغرود أمين» من مواليد 1995، العسكري في سلاح المشاة بتندوف، التي ارتدى سكانها لباس الحزن على ذلك الشاب الذي فضل أن ينخرط في صفوف الجيش لتوفير لقمة عيشه، وهي الأجواء ذاتها ببلدية أولاد اعطية «مركز»، حيث خيّم الحزن على سكان البلدية الذين تجمعوا في بيت عائلة الشهيد «بوسيس محمد الأمين» صاحب 20 سنة، العسكري في إحدى ثكنات ولاية تندوف. بينما كانت بلدية السبت شرقي الولاية قد عاشت تحت الصدمة بعد تأكد استشهاده ثلاثة من خيرة أبنائها العسكريين، وهم «عوادي يوسف» و«دبيزات يحيى» و«بوكبير عمار، فيما تبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع على اعتبار أن أحدهم وهو الرابع كان معهم، حسب مصادر «النهار». «أمين بوسيس» تمنى الشهادة في منشور «فايسبوكي» شاءت الصدف أن تكتب «الشهادة» للشهيد «بوسيس محمد الأمين» الذي كان يتمناها بعدما كتب على حساب صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» عبارة «الشهيد لا يموت». كان هذا قبل ثلاثة أيام من استشهاد «أمين» المنحدرة أصوله من منطقة أولاد عطية، والذي راح يعرف نفسه على صفحته باستعمال عبارة «مجاهد في سبيل الله»، التي دونها أسفل صورة يظهر فيها أمام محور دوران في الطريق يتوسطه مجسم طائرة، حيث بدت الصورة وكأنها ملتقطة من إحدى المناطق بالجنوب. هذا ما قاله الشهيد «شويط لزوجته»: «ألو.. أني ركبت، راني جاي» هذه آخر الكلمات التي قالها الشهيد الرائد «فؤاد شويط» 38 سنة، والمكلف بأمن سرية الطرقات في قيادة الدرك الوطني بولاية تندوف، حيث كان يستعد للحاق بعائلته التي سبقته، أول أمس، إلى الثكنة التي يقيم فيها، لكن القدر فضل أن يخطفه وحيدا ويحفظ له أسرته التي تتكون من زوجة وثلاثة أطفال، حيث كان قد قام، أول أمس، بإرسال عائلته إلى فرقة الدرك الوطني التي يقيم فيها بولاية تندوف، على أن يلحق هو بهم، صباح أمس، مباشرة في رحلة الموت ولم يعلم بأنه ذلك آخر اتصال له مع أفراد عائلته، وهو المتخلق والبشوش وصاحب «الزوالي»، كما قال سكان بلدية أخناق مايون التي لبست السوداء حزنا عليه.