أكد الجزائري، العمري الشادلي، أحد نجوم نادي ماينز الألماني أن تأهل الخضر إلى نهائيات كأس العالم التي ستقام بجنوب إفريقيا، دفعه للنزول إلى شوارع ألمانيا للاحتفال بثالث تأهل لمحاربي الصحراء إلى أكبر تظاهرة كروية في العالم، مشيرا في ذات السياق، إلى أنه تابَع مشوار المنتخب الوطني منذ انطلاق التصفيات، وهو فخور كثيرا بالنتائج التي حققها الخضر ،مبديا في نفس الوقت أن أمنيته هي العودة إلى كتيبة رابح سعدان. من دون شك أنك عشت كأي جزائري فرحة التأهل إلى المونديال، كيف هي الأمور معك في ألمانيا؟ بالطبع فرحت كثيرا لتأهل الخضر إلى المونديال وعشت أوقات سعيدة مع أقاربي وأصدقائي، حيث احتفلنا بالفوز. الأمور جيدة في ألمانيا أكيد والجميع هنأني وأكدوا لي استحقاق المنتخب الجزائري الذهاب إلى جنوب إفريقيا. هل خرجت إلى الشارع من أجل الاحتفال بتأهل الخضر إلى المونديال ؟ نزلت أنا ورفقائي بالسيارات إلى شوارع مدينة مايونس، أين لم نتوقف عن إطلاق رنين السيارات وحملنا الراية الوطنية وجبنا بها مختلف الطرقات، واحتفلنا كثيرا وغنينا طوال الليل، ورددنا شعارات الفوز ولن أنسى تلك اللحظات التاريخية والفرحة والبهجة التي ملأت قلوبنا بعد تأهل الجزائر إلى المونديال. جميع الجالية الجزائرية في ألمانيا خرجت للاحتفال وعبّرت عن تعلقها بالوطن، خاصة وأنهم استطاعوا رفع رايتنا عاليا، وهو مفخرة لهم. ومن جهة أخرى، لا يجب نسيان الجماهير التي تنقلت إلى السودان وناصرت المنتخب بقوة وحماس كبير، ورفعت من معنويات اللاعبين لأنها من دون شك جماهير رائعة. نعود إلى المباراة الأولى في القاهرة بين الخضر والفراعنة، كيف شاهدتها وما هي الأسباب -حسبك- التي أدت إلى خسارة زملائك السابقين. تابعت مباراة القاهرة بتحسر كبير، حيث تلقى الخضر هدفا في الدقيقة الأخيرة، جاء في وقت غفلة وكان قاسيا، لكن رغم ذلك اللاعبون قدموا ما عليهم طوال فترات المباراة، والأسباب التي كانت وراء خسارتهم، العالم كله يعرفها، لقد تأثرت للاعتداء الذي استقبل به لاعبو المنتخب في القاهرة من طرف الأنصار المصريين، والجميع هنا في ألمانيا لم تعجبهم همجية المصريين واستغربوا كيف أن ''الفيفا'' قبلت بلعب المباراة، وتلقيت مساندة كبيرة من عدة أشخاص على ما حدث للخضر في مصر، لأنه بكل بساطة أمر كارثي، ''حشومة '' ما فعله المصريون لنا في بلادهم رغم أننا استقبلناهم أحسن استقبال، وأظن أن الأجواء في القاهرة لم تسمح لزملاء زياني باللعب بكل قدراتهم البدنية والفنية، خاصة وأن بالهم كان معلق بالتفكير في اعتداءات الفراعنة، وفي كيفية تجنب أحداث أخرى تهدد مصيرهم. يعني أن الألمان شاهدوا ما فعله المتعصبون المصريون مع لاعبي المنتخب الجزائري؟ نعم هنا في ألمانيا شاهدنا جميعا بالصوت والصورة والدليل الدامغ، الاعتداء الخطير علي لاعبي الخضر، وتناقلت وسائل الإعلام الألمانية الخبر والكل شهد عليه ولم يعجبه ذلك وتضامن مع الجزائريين. كما استغربوا أفعال المصريين تجاه لاعبي المنتخب والإصابات التي ألحقوها بكل من لموشية وحليش، ومباشرة بعد أن سمع أقاربي وأصدقائي بالخبر سارعوا للاتصال بي حتى يسألوني عن ما حدث باعتباري سبق ولعبت مع الخضر ولاحظت مساندة كبيرة من الجميع، وهو ما أراحني قليلا قبل مباراة السودان. الآن نتكلم عن مباراة الفصل في السودان، كيف شاهدت اللقاء مقارنة بسابقه وهل أعجبت بمردود زملائك؟ شاهدت المباراة وكنت قلقا إثر المباراة الأولى، لكن زملائي قدموا مردودا رائعا وبذلوا مجهودات كبيرة، أكدوا من خلالها تفوقهم وأحقيتهم بالمرور إلى المونديال وأعجبت كثيرا بالحارس شاوشي الذي برع أمام هجمات الفراعنة، بالإضافة إلى صلابة بوڤرة وقتل حليش وهدف عنتر يحيى ومجهودات الجميع، وأقولها ''نحن نستحق اقتطاع ورقة الذهاب إلى جنوب إفريقيا'' وعرف الجميع أن الحق ظهر وأن الاعتداءات التي طالت لاعبينا، تم الرد عليها في الميدان وأظهر كل زملائي شجاعة كبيرة ولعبوا بطريقة جميلة رغم أنهم عادوا من مصر، ولم تمر عن مباراة القاهرة سوى 4 أيام فقط، وهو دليل على احترافية اللاعبين وقدرتهم علي التغلب علي خصمهم رغم الصعاب الكبيرة التي عاشوها ويستحقون التقدير والاحترام لأنهم أبطال. أما فيما يخص الإعلام المصري وما يقوم به ما هو تعليقك؟ لا أريد الإكثار في هذا الحديث والجميع شاهد رجال على أرضية الميدان استطاعوا أن يثأروا لما حدث لهم وأثبتوا على المستطيل الأخضر تفوقهم، أما الأمور الأخرى فلا تعنينا وكثرة الكلام لا فائدة منه لأنهم يبحثون عن تبرير لفشلهم وفقط. هل تلقيت تهنئة من طرف إدراة فريقك وزملائك في ماينز؟ نعم تلقيت التهاني من إدارة الفريق وزملائي في ماينز بعد تأهل الجزائر إلى المونديال، وهو شرف لي ومفخرة لي أمام الجميع، وحتى زميلي كاران ميروسلاف يود أن تقع الجزائر وبلده سلوفينيا في مجموعة واحدة في كأس العالم، وقال لي نريد مواجهتكم في المونديال وقلت له نحن مستعدون لذلك. بعد أن تألقت مؤخرا، مع ماينز في البندسليغا ووُفِّقت في العودة من الإصابة، الصحافة الجزائرية والجميع أصبح يريد عودتك إلى الخضر هل يشعرك ذلك بشيء ما؟ أذكر أنني لم أرفض ولو مرة واحدة تلبية دعوة المنتخب وسبب ابتعادي عن المنتخب هو الإصابات، لكن الحمد لله شفيت وتمكنت من تحسين مردودي وأواصل حاليا العمل من أجل الأفضل والعودة إلى التألق، أما فيما يخص مطالب الصحافة الجزائرية والأنصار، فذلك يزيدوني فخرا ويحفزني على العمل والعطاء من أجل العودة إلى الخضر إن استدعاني سعدان؟ معناه أنت تريد المشاركة في كأس أمم إفريقيا جانفي القدم بأنغولا. أكيد، هو حلم أوده أن يتحقق وأرغب في حمل الألوان الوطنية في الكان والدفاع عن حظوظ الجزائر في الوصول إلى أحسن مرتبة. كيف ترى حظوظ الخضر بعد القرعة التي أجريت الجمعة الماضية؟ القرعة أوقعتنا في مجموعة متوازنة، خاصة وأننا سنلعب مع المنتخب منضم الدورة، ومنتخب مالي الذي يملك لاعبين مميزين ومعروفين على المستوى العالي وأيضا منتخب مالاوي هذا الأخير يجب الحذر منه ما دام تأهل إلى النهائيات، فذلك يعني أنه منتخب محترم، لكن رغم كل هذا فإن الخضر يملكون أوفر حظ وسيدخلون الدورة بمعنويات مرتفعة وبعقلية جديدة والتأهل إلى المونديال سيمكّنهم من إضافة ثقة نوعية لأنفسهم في المباريات الصعبة القادمة، لأن ما عاشوه هو خبرة كبيرة للاعبين مستقبلا .. رغم أن الوقت لا يزال بعيدا نوعا ما عن المونديال، كيف ترى مشاركة الجزائر في جنوب إفريقيا؟ أولا يجب الاستفادة من المشاركة في الكان وتطوير لعب الخضر وتحسينه بالمنافسة، ثم التحضير في الأشهر المتبقية مع لعب مباريات ودية مع منتخبات قوية من أجل الدخول إلى المونديال بأحسن استعداد، وأظن أننا قادرون على تقديم مردود جيد، والجميع يعلم أن التشكيلة الحالية الشابة منسجمة وينقصها فقط العمل أكثر حتى تمثل العرب أحسن تمثيل في المونديال. نعود ونسألك عن إمكانية عودتك إلى الخضر، هل تلقيت اتصالا من المدرب أو من رئيس الفاف روراوة؟ لا، لم أَتَلقَّ أي اتصال من طرف روراوة أو سعدان، وسمعت أن اسمي أصبح متداولا في الشارع الجزائري وهذا محفز لي ويجعلني أبذل مجهودات أكبر.