وسط حضور قوي للصحافة الجزائرية وسط حضور قوي للصحافة الجزائرية التي كانت تطمح للاطلاع على النهاية، وخصوصا الناطقة باللغة الفرنسية، تم أمس على مستوى محكمة الجنح لبئر مراد رايس، تأجيل النظر في قضية الأمين العام للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء خالد بونجمة، المدعو''ابن الرهج''، والرئيس المدير العام لجريدة ''النهار الجديد''أنيس رحماني، إلى غاية التاسع من الشهر المقبل، بطلب من المحامي خالد برغل، الذي كان له التزام في جلسة جنائية بمجلس قضاء الجزائر العاصمة، تخص مجموعة من الشباب الفلسطيني، المتهم في قضية قرصنة خطوط هواتف قصر الحكومة. وقد سجلت الساعات الأولى ليوم أمس، تدفقا من قبل الصحفيين الذين أرادوا حضور جلسة المحاكمة، في القضية التي أخذت أبعادا جد خطيرة، بعد تبادل تهم من العيار الثقيل بين الطرفين، والذين كانوا يأملون في السبق الصحفي، غير أن غياب الزميل أنيس رحماني بسبب التزام هيئة الدفاع في قضية جنائية أخرى، أخلط كل الأمور وساهم إلى حد بعيد في خلق جو من ''السوسبانس'' عند الحضور الذين استغربوا الأمر. وقد اغتنم خالد بونجمة الفرصة، وبرر غياب الزميل أنيس رحماني بخوف هذا الأخير ''من الحقيقة المرة التي ستكشف أمام العدالة''، متسائلا عن الأسباب التي جعلته يتخلف عن موعد مهم كهذا، ومحاولا اللعب على هذا الوتر، أين جمع من حوله رجال الإعلام مباشرة بعد خروجه من قاعة الجلسات والمحكمة، مصحوبا بأكثر من 20 شخصا من أعضاء تنسيقيته ومجاهد واحد. وأضاف بونجمة؛ الذي حاول رفع معنوياته، بأن الزميل رحماني لا يستطيع مواجهته ''كونه على خطإ، ولأنه جرح في شخصه وشخص والده محمد بونجمة المدعو الرهج كثيرا، وشهّر به عبر وسيلة إعلامية''، مستشهدا بتصريح شرفي يضم أربعة أسماء لأربعة مجاهدين لايزالون على قيد الحياة، وغير مختومة بأي ختم قانوني أو رسمي بأن والده شهيد وأبدا لم يكن''بياع''، وإنما سقط في ميدان الشرف بتاريخ 21 مارس 1959. ''لست هنا للدفاع عن بونجمة ولكن عن سمعة الشهداء'' وهي الشهادة التي قدمها المجاهد سيد مو قويدر، الذي كان ضابطا حينها في الولاية الرابعة برتبة سياسي عسكري، والذي سلم الصحافة نسخة عن تصريح شرفي له ولبعض رفقاء الدرب، يفيد بأن ''الرهج''كان مجاهدا وسقط شهيدا في ميدان الشرف سنة 1959، والذي بدا أنه يخلط كثيرا بين الأشخاص ولا يتذكرهم جيدا، حيث أخبرنا أنهم كانوا في منزل لمعمر وأن العسكر قدموا، وأنهم كانوا سبعة أشخاص من بينهم الرهج، وأنهم استشهدوا جميعا وبقي هو فقط شاهد على الواقعة، بعد أن قضى 10 أشهر ورجليه في الجبس، كون الجيش الفرنسي قذفهم بالمروحيات، وما لاحظناه أن جماعة''بونجمة''لم تترك الصحافة تنفرد بالمجاهد ليدلي بشهادته، وإنما كانوا يقولون له ''قل'' كذا وكذا.ولام هذا المجاهد الذي أكد أنه ليس هنا لأجل الشهادة لصالح بونجمة، وأنه لا يهمه إن دخل السجن أم لا، الصحافة الجزائرية التي حرفت بعض الوقائع- حسبه- والتي جعلته لا يؤمن بها- يضيف-، وقال أنه من المفروض على رجال الإعلام كتابة التاريخ لا تحريفه.