الماليون ملثلهم مثل باقي شعوب المعمورة، يعشقون كرة القدم إلى النخاع ويتنفسونها، ويتابعون أخبار نجومها عبر القنوات التلفزيونية العالمية، والكل هنا في العاصمة باماكو يتحدث عن أهم البطولات الأوروبية ومشوار نجوم بلدهم، على غرار الرباعي؛ كايتا في البارصا، ديارا ريال في مدريد، سيسوكو في اليوفي وكانوتي المحترف بإشبيلية، ومع اقتراب موعد نهائيات أمم إفريقيا بأنغولا فإن الشارع المالي وبالأخص في العاصمة باماكو، يصب اهتمامه على المنتخب الذي يتواجد معه في المجموعة الأولى ضمن نهائيات أمم إفريقيا، وهو الفريق الجزائري رفقة البلد المنظم ومالاوي.. ومن خلال احتكاكنا مع شريحة كبيرة من الماليين سواء في المقاهي أو في المرافق العمومية من عامة الناس وحتى البعض من الوجوه الرياضية، فإن الجميع يرى بأن فريقهم الوطني يملك نفس حظوظ المنتخب الجزائري للمرور إلى الدور الثاني، وهي نفس حظوظ الأنغوليين مع أفضلية طفيفة للبلد المنظم الدي سيكون بطبيعة الحال مدعما بأنصاره، وفيما أقرت مجموعة من الشباب الذي التقينا به بأن المنتخب المالي سيتأهل إلى الدور الثاني كمتصدر للمجموعة الأولى، لم يخف محدثونا تخوفهم من قوة المنتخب الجزائري الذي يعرفون مستواه والروح القتالية التي يتمتع بها نجومه، وأكد سليمان كايتا وعبد اللاي كوني اللذان اقتربنا منهما بعدما لفت انتباهنا عبد اللاي بقميص المنتخب المالي الذي كان يرتديه، بأنهما تابعا الأحداث المؤسفة، على حد تعبيرهما، وما تعرضت له بعثة المنتخب الجزائري بالقاهرة، واتفقا على أن الأمر لا علاقة له بأخلاقيات الرياضة سيما وأن البلدين ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما. زياني، يحيى وبلحاج على لسان الجميع وفي الوقت الذي لم يخف محدثونا فرحتهم بتأهل الجزائر إلى أكبر تظاهرة رياضية في العالم، بحكم العلاقات التي تربط البلدين الجارين، يعتقد الماليون أن تجربة الجزائر ستمنحهم درسا يحتدى به لأن منتخبهم المكون أيضا بنسبة كبيرة من اللاعبين المحترفين بأكبر النوادي الأوروبية، مطالب باستغلال كل تلك الطاقات لتمثيل بلدهم أحسن تمثيل، وأداء الدور الذي يؤديه نجوم الجزائر، ومن خلال حديثنا إلى عشاق الكرة المستديرة بباماكو، كانت أسماء كل من زياني، عنتر يحيى وبلحاج على لسان كل من يتعرف على جنسيتنا، ومنهم من يعرف حتى الفرق التي ينشطون بها، الأمر الذي جعلهم يجمعون على أن هذا الجيل سيكون له دور كبير في إعادة أمجاد الكرة الجزائرية الغائبة عن المحافل الدولية منذ عقد من الزمن. الصحافة المحلية وصفت فوز الملعب المالي بالانتصار على الموندياليين على الرغم من مرور 48 ساعة من تتويج فريق الملعب المالي بكأس "الكاف"، إلا أن جل الصحف الصادرة في اليومين الماضيين لا تزال تشيد بالإنتصار المحقق أمام الوفاق السطايفي، واعتبرته بمثابة خطوة لفتح الشهية المنتخب المالي أمام المنتخب الجزائري في نهائيات كأس إفريقيا، ما دام الكأس جاءت على حساب فريق ممثل لبلد متأهل إلى إلى كأس العالم، وهو نفس الإنطباع الذي لمسناه لدى أنصار فريق الملعب المالي الذين قضيوا ليلة بيضاء بعد نهاية اللقاء وتمنوا حظا موفقا للمنتخب الجزائري في جنوب إفريقيا.