علمت ''النهار'' من مصادر مقربة من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن المخبر المرجعي للأنفلونزا بمعهد باستور بالعاصمة، سجل وفاة حالتين مؤكدتين بأنفلونزا الخنازير منها إمرأة عمرها 41سنة كانت بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، وأخرى لعجوز مسن بتبسة ليرتفع عدد الوفيات إلى 18حالة، وذكرت مصادر ''النهار'' أن المخبر سجل 57 حالة جديدة لإصابات مؤكدة بفيروس ''ايتش 1 ان 1'' ليرتفع العدد الإجمالي إلى 418 حالة. أوضحت المراجع التي أوردت الخبر ل''النهار''، أن الحالات الجديدة المسجلة، من ضمنها 6 حالات لنساء حوامل يخضعن للعلاج حاليا بعيادة ''نعيمة'' بالعاصمة، أكدت التحاليل التي أجراها مخبر باستور الخميس المنصرم أنها إيجابية. اضافة إلى 11 حالة أخرى سجلت أمس منها حالتين لعونين بمعهد باستور، اضافة إلى 3حالات بسيدي بلعباس و3 أخرى بالعلمة ولاية سطيف في الشأن ذاته، أكدت مصادرنا أن 11 عونا من معهد باستور بالعاصمة انتقلت إليهم عدوى فيروس ''ايتش 1 ان 1''، بسبب احتكاكهم الدائم بالمصابين، ويعتبر انتقال العدوى في مخبر مخصص للحماية من انتقاله بمثابة الفضيحة، إذ كيف يعقل لمعهد بحجم معهد باستور وخبرة القائمين عليه أن يشهد انتقال العدوى بين أعوانه، وكيف له أن يحمي المواطنين العاديين من انتقال الفيروس. من جهة أخرى، كشفت وزارة الصحة والسكان أن الوباء سينتشر بسرعة فائقة، حيث من المنتظر أن يمس ما معدله 40 بالمائة من الجزائريين، بعد أن ارتفع عدد الوفيات إلى 18 حالة، احتلت الجزائر العاصمة المرتبة الأولى من حيث العدد في الوفيات والإصابات على حد السواء، بالنظر إلى ارتفاع عدد الوافدين عليها من مختلف الدول الأجنبية، ولهذا السبب قررت الوزارة الوصية إعادة تكييف جهاز الوقاية من فيروس ''أ اتش1 أن 1''، بناء على التوصيات التي خرج بها الخبراء المجتمعون لهذا الغرض. بالمقابل، تم تجنيد 156 جهاز خاص للتكفل بالحالات الحادة والنساء الحوامل، مع تخصيص وحدات إضافية للإنعاش عبر مختلف مناطق الوطن للتكفل بالحالات الخطيرة، حيث بلغ عددها 1041 سرير. وكان مدير مخبر باستور، فوزي درار، قد دق ناقوس الخطر مباشرة بعد انتهاء فصل الصيف ودخول فصل الخريف، حيث أكد أن نسبة الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير سترتفع مع ارتفاع معدل الرطوبة، منبها إلى ضرورة التقيد بشروط النظافة والحماية تفاديا للتعرض للفيروس، خاصة بالنسبة للأفراد المصابين بالأمراض المزمنة، والذين يعتبرون أكثر المعرضين للوفاة بسبب قابلية أجسادهم لتلقي الداء لنقص المناعة فيه. دليلة بلخير بركات يطمئن المواطنين بشأن سلامة اللقاح وزارة الصحة لجأت إلى تهديد المخابر الأجنبية من أجل لقاح أنفلونزا الخنازير اعترف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السعيد بركات، بأن مصالحه واجهت صعوبات بالغة في سبيل الحصول على لقاح أنفلونزا الخنازير، بعد أن أخلَّت جل المخابر التي تم الاتفاق معها بالتزاماتها، وهو ما دفع بوزارة الصحة إلى تهديد بعضها. قال، السعيد بركات، بأن الجزائر ''مارست ضغطا على المخبر البريطاني الذي يبيع لقاح أنفلونزا الخنازير للحصول عليه في هذه الفترة الزمنية''، بعد أن كانت الجزائر من بين البلدان الأوائل المسجلة في قائمة المشترين للقاح''، كاشفا أن كل المخابر الأجنبية التي تم الاتفاق معها أخلَّت بالتزاماتها''. واعتبر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السعيد بركات، بأن اللقاحات الخاصة بفيروس ''أتش1 أن1'' التي تلقت الجزائر أولى دفعاتها ''لا تشكل خطرا على صحة المواطنين عكس ما تروِّجه بعض الأطراف، موضحا في رده على استفسار أحد أعضاء مجلس الأمة حول أنه من الطبيعي أن يكون لكل لقاح تأثيراته الجانبية، إلا أنه أكد أن اللقاح الذي اشترته الجزائر ''يحظى بموافقة منظمة الصحة العالمية ولا يمكن له إذن أن يشكل خطورة على الصحة العمومية''. وذكر الوزير بأن آخر حصيلة للجهات المختصة أظهرت إصابة 389 شخص بفيروس ''أتش1 أن1'' أدخلوا المستشفيات كلهم، فيما تم تسجيل 16 حالة وفاة كانت جلها في مرحلة متأخرة وخطيرة من الإصابة. وأضاف أن أول دفعة من اللقاح والمقدرة ب450 ألف جرعة قد وصلت فعلا إلى الجزائر من ضمن 20 مليون جرعة مبرمجة. ولدى تطرقه إلى الجهود التي تبذلها السلطات الصحية لمواجهة هذا المرض، ذكر ، بركات، بأن صيدال تصنع حاليا لقاحا خاصا بالأنفلونزا الموسمية وهو باسم ''سايفلو'' وهو ''فعال جدا بدليل أن جل المصابين بفيروس ''أتش1 أن1'' قد عولجوا به''. محمد. ب / واج وسط مخاوف من التأثيرات الجانبية للقاح الأنفلونزا البروفسور مصباح: ''لقاح الأربانريكس لا يؤثر على الخصوبة والأعصاب'' كشف البروفيسور، إسماعيل مصباح، مدير معهد باستور بالنيابة، أن التأثيرات الجانبية للقاح ''الأربانريكس'' الكندي وهو لقاح أنفلونزا الخنازير، يحتوي على أضرار جانبية شأنه شأن كل اللقاحات ولا يؤثر على الخصوبة والأعصاب، مشيرا إلى أن نتائج التحاليل على مستوى المعهد ستصدر خلال الأيام الثلاثة القادمة، لتنطلق بعدها مباشرة حملة التلقيح. وأوضح ذات المصدر في اتصال مع ''النهار''، أنه لا وجود لأية خطورة من المواد المساعدة التي يحتوي عليها اللقاح، مشيرا إلى حملة التلقيح الواسعة التي ستشرع فيها الوزارة لاتهدد القدرات الجنسية كما تم تدواله، موضحا في هذا الشأن أن الهدف النظري من استخدام مواد إضافية هو زيادة قوة اللقاح. وفي سياق متصل، ذكر ذات المتحدث أن هناك العديد من المواد المساعدة الآمنة التي يمكن أن تضاف للتطعيم، وهي مواد هامة ومنتشرة بشكل كبير في الجسم ويستمدها من الغذاء، كما أنها المادة الأم التي تنتج منها كافة الهرمونات الجنسية، سواء في الرجل أو المرأة، وبالتالي المسؤولة عن خصوبة الذكور والإناث، كما أنها مهمة لخلايا المخ لتقوم بأداء وظائفها بشكل صحيح، وبالتالي فاللقاح لا يشكل أية خطورة على صحة الحوامل ولا على الخصوبة والإرضاع، خاصة وأنه قد ثبت أن حقن المواد المساعدة مع التطعيمات يُسفر عن حدوث استجابة مناعية مرضية عامة ومزمنة في الجسم بأكمله ضد الأنفلونزا. وأوضح أن نتائج التحاليل ستظهر خلال الثلاثة أيام القادمة، لتنطلق بعد ذلك حملة التلقيح مباشرة وفق سلم الأولويات. وعلى صعيد متصل، ذكر مصباح أن كافة الأشخاص المعنيين بالتلقيح سيتم إخضاعهم إلى فحوصات طبية، وإبقائهم تحت المراقبة لمدة نصف ساعة حسب طبيعة المريض، وفي حال ظهور أية أعراض للحساسية تم تجهيز معدات طبية خاصة للتدخل والتكفل بالحالات التي تسجل هذا النوع من الأعراض. قال إن اللقاح سحب من الأسواق الكندية لفترة وجيزة بقاط: ''حدوث مضاعفات بعد تلقي لقاح أنفلونزا الخنازير ضئيل جدا'' أكد الدكتور، بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، أن الأضرار الجانبية للقاح أنفلونزا الخنازير ''أش1أن 1''، ما هي إلا مضاعفات عادية مشتركة بين كل اللقاحات كما هو الحال بالنسبة للقاح ''البنيسلين''، موضحا أن احتمال تسجيل المضاعفات على الأعصاب المعروفة بمتلازمة ''غيلان باريه ''وهي حالة التهاب الأعصاب الحاد المزيل للنخاعين، التي عادة ما تظهر عند مقاومة جهاز المناعة لمواد خارجية ضئيلة جدا، مشيرا إلى أن احتمال إصابة الجزائريين بهذه الأعراض مقدرة بحالة واحدة في المليون فقط. وعن اللقاح الكندي الذي تم استيراده من كندا، أوضح، بقاط، أنه تم سحبه من الأسواق الكندية لفترة قصيرة بعد أن تبين أنه يحتوي على بعض المواد السامة التي تسببت في حدوث حساسيات حادة، وتم تعديله لتفادي حدوث مضاعفات، كما أنه لا مخاوف على المصابين بالربو من تعاطي اللقاح. أسماء منور