برأت، أول أمس ، محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، ساحة مغترب بفرنسا من تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، في الوقت الذي التمس فيه ممثل الحق العام عقوبة المؤبد في حقه لتورطه في قضية قتل. وقائع قضية الحال المتابع فيها المتهم ''م.م.أمين''، تعود إلى 6 جوان 2006، حينما اكتشفت ابنة أخ الضحية جثة عمها بمنزله الكائن في حي عبان رمضان بالحميز، وحسب ما أكده أخ الضحية، فإنه أسرع إلى هناك بعدما أخبرته ابنته أنها شاهدت بركا من الدماء وشيئا يتخبط داخل بطانية عبر نافذة بيت عمها حينما قصدته صباحا، لينضم إليهم لشرب القهوة والإفطار، وبعد امتناعه عن تلبية ندائها رغم قرعها للباب وصراخها عليه، أسرع رفقة ابنه إلى هناك وقفز من على الجدار بعدما صعب عليه فتح الباب، حيث وجد شقيقه يتخبط في دمائه وسط بطانية لفه الجاني بداخلها، كما اكتشف أداة الجريمة التي كانت بالقرب من الضحية وهي عبارة عن رفش (بالة) أين تم نقل الضحية إلى مستشفى زميرلي، ليلفظ أنفاسه بعد يومين من الحادثة. وأكد أخ الضحية أن المتهم الذي هو صهر الهالك، كان قد هدده بالقتل في حال عدم عدوله عن فكرة تطليق أخته، وهي التصريحات التي فندها المتهم، أثناء مثوله أمس أمام هيئة المحكمة، بالرغم من وجود شاهد أكد رؤيته للمتهم بمسجد المنطقة خلال الواقعة، فيما نفى المتهم ذلك وقال أنه أثناء الجريمة كان بمنزل عائلته، وأنه كان في عطلته السنوية كونه مقيم بفرنسا ودخل الجزائر بجواز سفر فرنسي لأنه مزدوج الجنسية. وقد حاول دفاع الطرف المدني اللعب على هذا الوتر باعتبار المتهم كان قد استخرج جواز سفر آخر وأنه يملك 3 جوازات سفر، أحدهم فرنسي، وأن المتهم كان خلال تلك الفترة - حسب محضر شرطة الحدود- قد خرج مرتين دون أن يدخل للجزائر مرة ثانية، حيث لم تسجل شرطة الحدود دخوله بجواز سفر، لأنه استعمل جواز سفر فرنسي، وحاول إفهام القاضية أن ذلك كان تمهيدا لتنفيذ خطة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، كما تم الاستماع إلى زوجة الضحية السابقة وهي في نفس الوقت أخت المتهمة، التي نفت أن يكون شقيقها قد تورط في قتل طليقها، خاصة أمام إصرار أخ الضحية على أن المتهم هدد أخاه عدة مرات بالقتل في حالة عدم عدوله عن فكرة الطلاق، بينما اعتبر ممثل الحق العام أركان التهمة ثابتة من خلال شهادة الشاهد الذي حرك القضية، لتقرر المحكمة بعد المداولات القانونية تبرئة المتهم من تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.