أمر أول أمس قاضي التحقيق لدى محكمة باتنة، بإيداع شاب يدعى ''ي.س'' يبلغ من العمر 22 سنة الحبس المؤقت، في انتظار محاكمته لاحقا بتهمة القرصنة الإلكترونية، ودخول الشبكة العنكبوتية دون وجه حق، وحسب مصادرنا؛ فإن الشاب المعني المنحدر من حي بوزوران بمدينة باتنة، قد ألقي عليه القبض من طرف فرقة خاصة تابعة للشرطة القضائية، أرسلت من الجزائر العاصمة قبل حوالي 15 يوما من الآن، بعد تحريات مدققة وسرية للغاية، بطلب من طرف الشرطة الدولية '' الأنتربول''، التي أخطرت قبل أشهر من قبل وزارة دفاع الولاياتالمتحدةالأمريكية، بأن شخصا جزائريا قام باختراق موقع الوزارة، وقام بتخريب محتوياته من وثائق وملفات سرية، وأن المعني يقوم بالدخول إلى موقع مركز البورصات العالمية، ويستولي على أموال طائلة عن طريق تحويلها إلى أرصدة مجهولة الوجهة، وهي المعلومات التي أخذتها مختلف الأجهزة الأمنية الأمريكية وكذا العالمية مأخذ الجد، لاعتقادها بأن الأمر يتعلق بشبكات دولية إرهابية منظمة مختصة في هذا المجال، لتفتح على إثرها تحقيقات مكثفة على أعلى المستويات، كانت محاطة بسرية تامة بالتنسيق مع أجهزة الأمن الجزائرية، هذه الأخيرة وبعد الطلب الموجه لها من قبل '' الأنتربول'' بالتحقيق في القضية، فتحت بدورها تحقيقاتها التي مكّنت في الأخير باستعمال طرق حديثة للغاية، من تحديد هوية الشخص المجهول المعني الأول في الموضوع، وهو الشاب الباتني البالغ من العمر 22 سنة، والذي ألقي عليه القبض في بيته قبل خمسة أيام من الآن، مع حجز مبالغ مالية معتبرة ومن مختلف العملات، خاصة منها الدولار والأورو. وبحسب مصادرنا؛ فإن هذه القضية تعد الأولى من نوعها في الجزائر خاصة بعد تدخل جهاز '' الأنتربول ''، لأنه سبق لجزائريين وأن قاموا باختراق مواقع خاصة بحواسيب أعضاء الكنيست الإسرائيلي، وتمكنوا من السيطرة عليها، ووضعوا على خلفياتها كل ما يرمز لمناهضة الدولة العبرية، وكان وقتها ضحايا القرصنة الإلكترونية من قبل '' هاكرز ''، جزائريين قد قدموا شكاوى للجهات الأمنية للمطالبة بضرورة إعادة المواقع إلى سابق عهدها، ولم تتوقف قرصنة المواقع عند هذا الحد من طرف الجزائريين على وجه خاص، حيث تمكن عدد كبير منهم خلال الحملة المصرية الأخيرة على الجزائر، التي سبقت ولحقت مقابلة الجزائر مصر، من اختراق وتدمير عدد كبير من المواقع المصرية، خاصة منها موقع الرئاسة المصري، وكذا موقع الإتحاد المصري لكرة القدم، إلا أن كل هذه العمليات لم تكن تؤخذ مأخذ الجد الذي أخذت به قضية الشاب الباتني، لأن هذا الأخير وصل إلى حد ربما الإطلاع على ملفات غاية في السرية للجيش الأمريكي، ما جعل الآلة الأمنية الأمريكية تتدخل بسرعة كبيرة، وتعلن حالة استنفار قصوى داخليا وخارجيا، مكّنها وفقا للمعاهدات الدولية التي تربطها مع دول العالم ومنها الجزائر، من تحديد هوية هذا الذي وصل إلى حد موقع أهم مؤسسة عسكرية، ألا وهي وزارة الدفاع الأمريكية.