ينطلق، اليوم، بالعاصمة الأنغولية لواندا ، المونديال الإفريقي، والذي سيمتد من الفترة الممتدة من ال10 جانفي الحالي إلى غاية 31 من نفس الشهر، تاريخ إجراء المباراة النهائية وإسدال الستار عن هاته النهائيات، على أن يلتقي الأفارقة بعد سنتين من الآن، مع موعد جديد للمونديال الإفريقي، الذي يحظى بمتابعة كبيرة من قبل العالم، بسبب التطور الملحوظ لمستوى الكرة الإفريقية، التي أضحت خزانا كبيرا لمختلف النوادي الأوروبية العريقة. ومن مميزات نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا وإن كان يغلبَ عليها الطابع السلبي، أنها ستنطلق على وقع حادث مؤلم، تعرض له منتخب الطوغو، الذي تعرضت حافلته، أول أمس، وهي آتية برا عبر الحدود البرية الطوغولية الأنغولية إلى إطلاق نار، توفي من خلاله سائق الحافلة، إلى جانب تعرض العديد من أفراد البعثة إلى إصابات خطيرة ومتفاوتة، صدمت الجميع قبل انطلاق هذا الموعد القاري الكبير، الذي كان مقررا أن يكون عرسا كبيرا ما بين الأفارقة، غير أن حادثة الطوغو، حتى وإن لم تتسبب في إلغاء المنافسة، إلا أن تداعياتها سيكون لها الإنعكاس الملحوظ على سير المنافسة. وبعيدا عن لغة الرصاص التي ارتأى المتمردون الأنغوليون استقبال الأفارقة منهم، سيكون انطلاق العرس الإفريقي اليوم بأول مباراة افتتاحية ما بين منتخب البلد المنظم أنغولا ومالي، إيذانا بانطلاق المنافسة على خلافة المنتخب المصري على عرش كرة القدم الإفريقية، على اعتبار أن منتخب "الفراعنة"، هو صاحب آخر تتويج في نهائيات كأس أمم إفريقيا بغانا 2008، حيث سيتسابق 16 منتخبا على الوصول إلى هذا التاج الإفريقي الغالي، حتى وإن كانت الترشيحات تصب في مجملها، على أن التاج سيكون من نصيب أحد المنتخبات الإفريقية الكبيرة المرشحة لذلك، إلا أن لغة الميدان هي الفيصل في الأخير. "حادث الطوغو سيطغى على الدورة والأمن الهاجس الأكبر" وعلى الرغم من المساعي الكبيرة للحكومة، الأنغولية في تعزيز الأمن بعد الحادثة المؤلمة، التي ألمت بمنتخب الطوغو، والضمانات التي قدمتها لمختلف المنتخبات الإفريقية، غير أن هاته الحادثة، ستلقي بظلالها لا محالة على "الكان"، أو على الأقل مع بداية البطولة، خاصة في ظل المخاوف الكبيرة القائمة لدى مختلف المنتخبات الإفريقية، بالرغم مما سبق لنا الإشارة إليه، إلى أن السلطات الأنغولية قد منحت ضمانات أمنية كبيرة للإتحادية الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، وكذا المنتخبات المشاركة والوفود الإعلامية، بعد الهلع الكبير الذي أصابها بعد هذا الحادث الأليم، والذي أكد على أن القارة الإفريقية السمراء بدرجة خاصة، ما زالت بحاجة إلى الأمن، الذي يشكل التهديد الأكبر لنجاح أية منافسة سواء قارية أو إقليمية أو عالمية. "2100 إعلامي يغطون الحدث... رقم قياسي جديد منذ 1957 " تحظى نهائيات كأس أمم إفريقيا بتغطية إعلامية واسعة وعالمية، على اعتبار أن كأس أمم إفريقيا أضحت أشهر ثالث منافسة في العالم، بعد نهائيات كأس العالم وأمم أوروبا، بالنظر للتطور الكبير الذي عرفته الكرة الإفريقية، والذي يتجلى بشكل ملحوظ في التواجد الكبير للاعبين الأفارقة في أقوى البطولات الإفريقية، فيكفي التذكير أن عدد الصحفيين الذين حضروا إلى أنغولا وتم اعتمادهم، قد بلغ 2100 إعلامي من مختلف بقاع العالم، وبدرجة خاصة من القارة الإفريقية، وهو ما أكدته اللجنة المنظمة، بحيث يعتبر رقما قياسيا، لم يسبق وأن عرفته أي نهائيات كأس أمم إفريقيا من قبل، منذ تاريخ تأسيس المنافسة بأول دورة في 1957 ويأتي ذلك على الرغم من هاجس الأمن. " 16 منتخبا، أهداف متباينة لكن الحلم واحد ...السيدة الكأس" وبعيدا عن الترشيحات، فإن آمال المنتخبات ال16 المشاركة، هو الوصول إلى التتويج بهذا اللقب الإفريقي، حتى وإن اختلفت الأهداف المسطرة من قبل كل منتخب، والذي تنطلق من خلاله من وزن كل منتخب وقدرته على التأثير وعلى تجسيد هذا الحلم على أرض الواقع، فعلى الرغم من الترشيحات التي تصب على منتخبات قوية، كمنتخب كوت ديفوار أو منتخب غانا أو الكاميرون أو حتى منتخبات شمال إفريقيا كالجزائر وتونس، إلا أن إمكانية إحداث المفاجأة يبقى أمر وارد من المنتخبات التي تسمى بالصغيرة، على اعتبار أن الكرة الإفريقية تطورت بشكل ملحوظ، ولم يصبح هنالك فرقا قوية وأخرى ضعيفة، والميدان هو الفيصل الحقيقي بين هذه المنتخبات. " السينغال، المغرب وجنوب إفريقيا أبرز الغائبين" الأكيد أن غياب منتخبات إفريقية قوية، كما كان عليه الأمر بالنسبة للمنتخب الوطني الجزائري في آخر كأسين إفريقيتين، يعد خسارة كبيرة إن صح القول بذلك، كمنتخبات المغرب، السينغال وجنوب إفريقيا، والذي اعتبر مفاجأة، بالنظر لكون هذه المنتخبات، كانت تشكل القوة الضاربة إلى حد بعيد للكرة الإفريقية، وغيابهم سيترك فراغا لا محالة...